إحدى المناطق التي تعرضت للقصف هذا الأسبوع في إدلب
إحدى المناطق التي تعرضت للقصف هذا الأسبوع في إدلب

تسببت ضربات صاروخية استهدفت، السبت، اجتماعا لقياديين من مجموعات متشددة قرب مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، في مقتل 40 منهم على الأقل، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "ضربات صاروخية استهدفت اجتماعا يعقده قياديون في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم" قرب مدينة إدلب.

وينشط فصيلا "حراس الدين"، المرتبط بتنظيم القاعدة، و"أنصار التوحيد" في منطقة إدلب ومحيطها حيث ينضويان في غرفة عمليات مشتركة مع فصائل أخرى متشددة. وتقاتل هذه الفصائل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

ولم يتمكن المرصد من تحديد "ما إذا كانت طائرات قد نفذت الضربات أم أنها ناتجة عن قصف بصواريخ بعيدة المدى" في وقت يسري في إدلب ومحيطها منذ صباح السبت، وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو ووافقت عليه دمشق.

وتأسس فصيل "حراس الدين" في فبراير 2018، ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم من يحملون جنسيات غير سورية، وفق المرصد.

وأكدت واشنطن مطلع شهر يوليو شن غارة ضد "قيادة تنظيم القاعدة في سوريا"، استهدفت معسكر تدريب في محافظة حلب. 

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان حينها إن "العملية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".

وتسببت تلك الغارة وفق المرصد، بمقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة من تنظيم "حراس الدين".

واستهدفت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد داعش مرارا المتشددين في منطقة إدلب. إلا أن وتيرة ذلك تراجعت بشكل كبير منذ عام 2017، لتتركز ضرباتها على مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي.

لافتات طرقية في إدلب
لافتات طرقية في إدلب

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، خلال لقاء مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ ثمانية أعوام.

وأعرب بومبيو عن قلقه من الآثار المترتبة عن الهجمات التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على المدنيين والبنى التحتية في إدلب، مشددا على الحاجة إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار.

واتفق الوزير الأميركي والمبعوث الأممي على أن العنف المستمر يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتأزم، وأكدا ضرورة توقفه فورا إذا كانت العملية السياسية ستمضي قدما.

وشدد بومبيو أيضا على ضرورة اتخاذ خطوات جديدة في العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل للنزاع.

يذكر أن قوات النظام السوري بدأت في الثامن من أغسطس هجوما تمكنت خلاله من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجة في محافظة إدلب وبلدات عدة في شمال محافظة حماة.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في 2011، بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.