قتل عشرة مدنيين الخميس، في غارات جوية استهدفت مدينة أريحا في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا حيث تواصل قوات النظام تقدمها على الأرض وتقترب تدريجيا من تحقيق هدفها باستعادة كامل طريق دولي استراتيجي.
واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان موسكو بتفيذ الغارات، الأمر الذي نفته الأخيرة.
اللحظات الأولى للمجزرة المروعة التي ارتكبتها طائرة حربية روسية جراء قصف مشفى أريحا الجراحي في إدلب، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص.🎥 محمد الشيخ 30/01/2020📆📍سوريا، إدلب، أريحا pic.twitter.com/ss6ned17QM
— SY+ (@SY_plus) January 30, 2020
وقد ظهرت لقطات جوية لآثار القصف على مستشفى الشامي في إدلب، الذي راح ضحيته 10 أشخاص، حسب الوكالة الفرنسية.
ومنذ ديسمبر، تشهد مناطق خارجة عن سيطرة دمشق في محافظة إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، تصعيدا عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا.
ويتركز التصعيد في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام الأربعاء على معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والواقعة على الطريق الدولي.
ولم تتوقف العملية العسكرية إذ تواصل الطائرات الحربية الروسية والسورية قصف ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي دعماً لقوات النظام على الأرض، وفق المرصد.
ودائماً ما تنفي موسكو قصفها للمدنيين، مؤكدة أنها تستهدف "الإرهابيين". ونفت وزارة الدفاع الروسية الخميس استهداف المستشفى والفرن، وقالت إن طائراتها "لم تنفذ أية مهمّة قتالية في هذه المنطقة من سوريا".
ويأتي قصف أريحا، بعد ساعات على مقتل 11 مدنياً في قصف في جنوب إدلب، بينهم عشرة قتلوا أيضاً في غارات "روسية"، بحسب المرصد، على قرية كفرلاتة.
وفي أريحا، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس طبيبا يخرج صارخا من المستشفى وقد ملأه الغبار الناتج عن الغارة. وانهارت جدران في المستشفى وتناثرت حجارتها إلى جانب معدات طبية وأدوية تضررت وسقطت أرضا.
وإلى جانب المستشفى، شاهد المراسل ثلاث مباني وقد دُمرت تماماً، فيما كان سكان يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض، وسط صراخ النساء والأطفال.
وفي مشفى بالقرب من أريحا، انهمك أطباء باسعاف الجرحى وبينهم أكثر من خمسة أطفال، وقد غرق أحدهم في البكاء اثناء تضميد جرح في رأسه، فيما وُضع آخر على جهاز أوكسيجين.
وروى توفيق سعدو، سائق سيارة اسعاف في مستشفى أريحا، لفرانس برس "كنت جالسا في إحدى الغرف، وإذا بغارة جوية تستهدف المستشفى، فسارعنا للخروج أنا وأحد الأطباء، لنفاجأ بغارة أخرى ... أصيب الطبيب وتمكنت أنا من الهرب والاختباء في مبنى مجاور، وإذ بغارة ثالثة اندلعت إثرها الحرائق وارتمى المصابون أمام باب المشفى".