اتفاق مرتقب لتنظيم رحلات طيران مباشرة بين تل أبيب والمنامة
اتفاق مرتقب لتنظيم رحلات طيران مباشرة بين تل أبيب والمنامة

 قال دبلوماسيان لوكالة "رويترز" إن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني سيتوجه إلى إسرائيل يوم الأربعاء في أول زيارة لوفد رسمي من المنامة حيث من المقرر أن يلتقي مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي سيكون هناك أيضا.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية البحرينية إن الزياني سيجري محادثات حول مجالات التعاون التي جرى التطرق إليها خلال زيارة وفد إسرائيلي إلى المنامة يوم 18 أكتوبر تشرين الأول.

ووفقاً لموقع "تايم أوف إسرائيل"، يعمل مسؤولون إسرائيليون على الانتهاء من  اتفاق طيران لتنظيم رحلات مباشرة بين إسرائيل والمنامة بحلول الأربعاء، حتى يتم التوقيع عليه في الاجتماع.

ومن المتوقع أنّ يبحث المسؤولون أيضاً فتح السفارات وتبادل السفراء. ويأتي ذلك، بعد أيام على تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على "البيان المشترك حول إقامة علاقات دبلوماسية سلمية وودية" مع مملكة البحرين.

وقال نتانياهو، في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، إنّ "إقامة السلام والتطبيع مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان، انجاز كبير لدولة إسرائيل"، مضيفاً أنّ "ذلك نتيجة جهد طويل قمنا به على مدى سنوات، من أجل توسيع دائرة السلام".

هذا ويجري بومبيو جولة تشمل ست دول أخرى، تشمل فرنسا، تركيا، جورجيا، الإمارات، قطر، والسعودية.

وأقامت البحرين والإمارات علاقات رسمية مع إسرائيل في اتفاق بوساطة أميركية جرى توقيعه في البيت الأبيض في 15 سبتمبر. وبعد ذلك، أعلن السودان أنه سيضفي أيضا الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل.

بحرينيات في احتجاجات سابقة على اعتقال نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة
بحرينيات في احتجاجات سابقة على اعتقال عبد الهادي الخواجة (أرشيفية-تعبيرية)

قالت الناشطة البحرينية، مريم الخواجة، الجمعة، إنها مُنعت من السفر على متن رحلة من لندن سعيا للعودة إلى المملكة الخليجية دعما لوالدها الحقوقي المسجون.

وكانت مريم الخواجة قد ذكرت لوكالة "فرانس برس" أنها تواجه خطر الاعتقال لدى وصولها الى البحرين حيث حكم عليها غيابيا بتهمة "التعدي على شرطيّتين" إضافة إلى انها تواجه أربع قضايا أخرى.

وجاءت محاولة مريم للعودة إلى البحرين في الوقت الذي استأنف فيه والدها، عبد الهادي الخواجة، 62 عاما، إضرابه عن الطعام احتجاجا على احتجازه منذ سنوات بتهم قوبلت بانتقادات دولية على خلفية قيادته لتظاهرات "الربيع العربي" في البحرين عام 2011، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وأعربت مريم عن قلقها على صحة والدها الذي قالت إنه استأنف الإضراب عن الطعام احتجاجا على عدم حصوله على الرعاية الطبية. ويقضي عبدالهادي الخواجة عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ عام 2011 لمشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، بحسب "فرانس برس".

وقالت الخواجة في تسجيل فيديو على منصة إكس: "حاولنا تسجيل أنفسنا هنا في مكتب بريتش ايرويز وأُبلغنا بأنه لن يُسمح لنا بالصعود على متن الطائرة".

وأضافت "رغم أنني مواطنة بحرينية قيل لي إن علي الاتصال بدوائر الهجرة البحرينية في حال أردت الحصول على بطاقة صعود للطائرة إلى البحرين".

وقالت بريتيش ايرويز إن "جميع خطوط الطيران مرغمة قانونا على الامتثال لقوانين الهجرة وشروط دخول العملاء على النحو الذي تحدده كل دولة".

وحاولت مريم الخواجة التي تحمل أيضا الجنسية الدنماركية، السفر، الجمعة، مع نشطاء حقوقيين آخرين من بينهم الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، والأمين العام لمنظمة "أكشن أيد دنمارك" Action Aid-Denmark ، تيم وايت، والمسؤول في منظمة العفو، أندرو أندرسون، والمدير بالإنابة لمنظمة "فرونت لاين ديفندرز" Front Line Defenders أوليف مور، التي كان عبد الهادي الخواجة عضوًا فيها.

وذكرت أنياس كالامار عبر منصة "إكس" أنه "مُنع جميع أعضاء وفدنا المعني بحقوق الإنسان من الصعود إلى الطائرة". ودعت منظمة العفو الدولية من جانبها البحرين إلى "الإفراج عن والد مريم من السجن الآن".

وقال متحدث حكومي في البحرين إن "مملكة البحرين ترحب بجميع الزائرين شرط استيفائهم لشروط الدخول اللازمة".

وأضاف "لكن، وكما هو الحال مع دول أخرى، تحتفظ البحرين بالحق في رفض الدخول، إذا رأت ذلك ضروريا".

وتجدد محاولة مريم أيضا الضغط على الدنمارك، التي يحمل الخواجة وابنته جنسيتها، وكذلك على الولايات المتحدة، التي وقعت تفاهما دفاعيا جديدا مع البحرين هذا الأسبوع خلال زيارة قام بها ولي عهدها إلى واشنطن، بحسب "أسوشيتد برس".

وأوقفت السلطات مئات الناشطين والسياسيين المعارضين وحاكمتهم وأصدرت بحقهم عقوبات قاسية بينها الإعدام والسجن المؤبد كما تم تجريد بعضهم من الجنسية.

وقالت المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، في بيان إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الحالة الصحية" لعبد الهادي الخواجة ومعتقلين آخرين، متحدثة عن "إهمال طبي ونقص الرعاية الكافية".

وفي أغسطس الماضي، دخل مئات السجناء في مركز جو للتأهيل والإصلاح في البحرين، والذي يحتجز فيه أيضا عبد الهادي الخواجة، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على ظروف اعتقالهم، وفقا لـ"أسوشيتد برس".

ومثلت هذه واحدة من أكبر التظاهرات التي استهدفت عائلة آل خليفة المالكة في البحرين خلال العقد الذي المضي منذ قمعوا، بمساعدة السعودية والإمارات، احتجاجات الربيع العربي بعنف.

وتحكم عائلة آل خليفة السنية الجزيرة ذات الأغلبية الشيعية في الخليج العربي منذ عام 1783.

وعلق السجناء إضرابهم عن الطعام خلال زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى واشنطن، الأسبوع الجاري، رغم أن الخواجة استأنف إضرابه حتى يحصل على الرعاية الصحية قبل محاولة ابنته السفر.

ولا يزال من غير الواضح ما الذي كان سيحدث لمريم الخواجة لو تمكنت من الوصول إلى البحرين.

وتواجه مريم مجموعة متنوعة من التهم، ما وصف بتهم الإرهاب غير الواضحة التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.