في وقت علقت فيه السعودية والإمارات ومصر رسميا على إعلان الكويت بشأن المصالحة الخليجية، لا تزال البحرين تلتزم الصمت تماما.
ورحب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وشكر الكويت والولايات المتحدة على جهودهما لحل الأزمة دون التطرق إلى تفاصيل المباحثات، وهو ذات الاتجاه الذي اتخذه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن.
من جانبها، أعربت مصر، عن تقديرها لجهود الكويت لتسوية الخلاف القائم مع قطر، وأملها في أن تسفر عن حل شامل للأزمة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن مصر تقدّر "الجهود المبذولة من جانب سمو أمير الكويت ودولة الكويت الشقيقة لرأب الصدع العربي، وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي".
أما الإمارات، فكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، تغريدة على تويتر، قال فيها إن بلاده "تدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع".
وأضاف أن الإمارات "تتطلع إلى قمة خليجية ناجحة"، في إشارة إلى اجتماع قادة دول مجلس التعاون المزمع عقده في وقت قريب.
وأكد قرقاش أن بلاده "تثمن جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأميركية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي".
كان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، الذي تقود بلاده جهود الوساطة، قال في بيان مقتضب، إن "مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية، بشأن جهود تحقيق المصالحة الخليجية"، مشددا على أن "كل الأطراف التي شاركت في مباحثات المصالحة أعربت عن حرصها على الاستقرار الخليجي".
وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، اتهمت قطر بدعم الإرهاب، وتقدمت بلائحة من 13 مطلبا، في 22 يونيو 2017، لإعادة علاقاتها مع الدوحة، تضمنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية، وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة.
لا يعني الرفض
تقول رئيس جمعية الصحافيين البحرينية، عهدية أحمد السيد لـ"الحرة"، إن هذا يعد قرارا سياديا للبحرين، مردفة: "الصمت البحريني لا يعني رفض المصالحة".
وأشارت السيد إلى أن "البحرين مع أي مساعي للمصالحة بهدف بث روح الاستقرار في المنطقة، وإحلال السلام والابتعاد عن الفوضى".
وإضافت إن البحرين ليست ضد أي تحرك لأجل إيجاد حل لهذه الأزمة، مضيفة: "السعودية تمثل دول الرباعي في هذه المصالحة (...)، بدليل تصريح وزير الخارجية السعودي بأن الحلفاء معهم على الخط نفسه".
وتابعت: "في عام 2020 أثبتت البحرين أنها دولة ترسخ للسلام بعد العلاقات الجديدة مع دولة إسرائيل (...). البحرين دول متحضرة قيادة وشعبا، ولكن أي حلول للأزمة بيد النظام القطري ومدى التزامه بتنفيذ طلبات الرباعي العربي".
وبشأن نجاح المساعي الكويتية الأميركية بحل الأزمة التي دام ثلاثة أعوام، قالت السيد: "المؤشرات تقول إن لا حل قريب في الأفق، الأمنيات شيء والواقع مختلف تماما"، مشيرا إلى أن "قطر لا تزال تحتضن إرهابيين ولا تزال القوات التركية موجودة في أرض الدوحة، إضافة إلى علاقاتها الوثيقة مع إيران، في وقت تواصل فيه وسائل الإعلام التابعة لقطر الإساءة إلى دولة الإمارات (...)".
انتقادات لاذعة
وفي هذا الغضون، شنت الصحافة البحرينية انتقادات لاذعة للدوحة، خاصة بعد حادثة الزورقين التي اعترضتهما السلطات القطرية في الحدود البحرية بين البلدين خلال الشهر الماضي.
وانتقد الكاتب بصحيفة "أخبار الخليج" محمد مبارك جمعة، سياسات النظام القطري تجاه بلاده، مشيرا إلى أن البحرين "تحلت بضبط النفس، وتجرعت كأس المر وابتلعته على مضض (...)، حفاظاً على تماسك منظومة مجلس التعاون".
وجاء في عمود الأكاديمي جمعة: "إن البحرين لا ترفض المصالحة، بل تؤيدها وتدعمها، وتاريخها يؤكد حرصها على مصلحة منظومة مجلس التعاون وشعوبها، وما ذكرناه ليس سوى براهين دامغة على ذلك، وهو يمثل شيئا يسيرا من تاريخ طويل من الاعتداءات القطرية على البحرين، لكن في جميع الأحوال، لا بد أن يتم أخذ مصلحة مملكة البحرين وحقوقها التاريخية في الحسبان قبل أي شيء آخر، وخصوصا بعد كل هذا الصبر والمر الذي عانته البحرين من أجل سلامة المنظومة الخليجية وبقائها".
في تصريح نشرته صحيفة "الوطن"، قال عضو مجلس الشورى بسام البنمحمد، إن بلاده لا تقبل أن "يتم التعدي على أراضيها أو مياهها الإقليمية ولا على حقوقها الشرعية والتاريخية".
وأضاف: "نطالب جميع الأخوة الأشقاء أن يكون لهم موقف واضح، كما للبحرين مواقف واضحة لا تحتمل اللبس لدعمهم والوقوف معهم (...)".
بدورها، قالت عضو مجلس الشورى جهاد الفاضل في تصريح نشرته الصحيفة ذاتها، إن "البحرين من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي دعوة وإلحاحاً لتماسك منظومة البيت الخليجي (...)، لكن قطر عادة ما تسبح عكس التيار، وتفتش في كل مرة عن فتنة للتوسع والتمدد (...)".