رجال أعمال من الإمارات يحضرون معرضا تجاريا دوليا في العاصمة السورية دمشق يوم 29 أغسطس 2019
رجال أعمال من الإمارات يحضرون معرضا تجاريا دوليا في العاصمة السورية دمشق يوم 29 أغسطس 2019

شارك وفد يضم 40 على الأقل من رجال أعمال من دولة الإمارات في معرض تجاري تدعمه الدولة في العاصمة السورية، متحديا بذلك تحذيرات أمريكية من القيام بأنشطة تجارية مع حكومة الرئيس بشار الأسد وشركائها، وفقا لما نقلته وكالة رويترز. 

وبدأت الإمارات، وهي من حلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة، في توثيق علاقاتها مع دمشق للتصدي لنفوذ منافستيها إيران وتركيا، حيث أعادت فتح سفارتها هناك في ديسمبر مما أغضب الولايات المتحدة.

وأفاد أعضاء من الوفد بأن ممثلين عن شركات مثل أرابتك القابضة للإنشاء، وشركات استثمارية أخرى يرأسها رجال أعمال إماراتيون بارزون، إضافة إلى أعضاء من غرف التجارة حضروا المعرض.

وغادر أعضاء الوفد دمشق يومي الخميس والجمعة.

ودعمت الإمارات خلال الحرب جماعات مسلحة معارضة للأسد. لكن دورها كان أقل بروزا من السعودية وقطر وركز بالأساس على ضمان ألا تهيمن قوى إسلامية على الانتفاضة.

وقال فاروق عصاصة، وهو مدير إداري أول في شركة عيسى الغرير، التي توفر سلاسل إمداد، وتُتاجر في السلع الزراعية الأساسية وتتخذ من دبي مقرا، إن الشركات تستكشف إمكانيات التجارة وتقيم أهدافها وميزانياتها.

وأضاف في حديث لتلفزيون رويترز في دمشق "هذا الموضوع يأخذ وقتا... وإن شاء الله كل شيء سيأتي بالتدريج".

وذكر أنه ليس قلقا من التحذير الأمريكي من أن الشركات التي تبرم صفقات تجارية مع الحكومة السورية قد تواجه عقوبات. وأضاف أن حجم الوفد الإماراتي الكبير يبين أن الآخرين يتفقون معه في الرأي.

وكتبت السفارة الأمريكية في سوريا على تويتر يوم 27 أغسطس أنها تلقت تقارير عن اعتزام بعض رجال الأعمال أو الغرف التجارية في المنطقة المشاركة في المعرض.

 وقالت: "نكرر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالا تجارية مع نظام الأسد أو شركائه يعرض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أمريكية عليه".

وأضافت "نكرر أنه من غير المقبول وغير الملائم للشركات والأفراد وغرف التجارة من خارج سوريا المشاركة".

ورفع علم كبير لدولة الإمارات فوق جناح الوفد حيث عرضت الشركات بضائعها ومواد ترويجية. و كانت الخرسانة والعقارات من القطاعات الرئيسية التي شاركت في المعرض.

وقال محمد حمد عوض الكريم، مدير تطوير الأعمال في شركة الشامسي لإمدادات منتجات السراميك، ومقرها دبي، "هدفنا هو خلق سوق في سوريا والمشاركة في مشاريع التعمير والإسكان".

وأحجم ممثل لأرابتك عن التعليق، عندما حاولت رويترز التحدث معه في دمشق، ولم يرد مكتب الشركة الرئيسي على طلب أُرسل بالبريد الإلكتروني.

ولم يتسن الحصول على تعليق من رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي الذي رأس الوفد إلى دمشق. وقال منظمو المعرض في بيان إن 26 شركة مقرها الإمارات كان لها أجنحة بالمعرض.

رجال أعمال من الإمارات يحضرون معرضا تجاريا دوليا في العاصمة السورية دمشق يوم 29 أغسطس 2019

وشملت وثيقة حصلت عليها رويتر للوفد التجاري الإماراتي، وتحمل شعار غرفة أبوظبي للتجارة، 42 عضوا على الأقل.

وقالت مصادر لرويترز، في وقت سابق من العام، إن واشنطن تمارس ضغوطا على دول خليجية، بما في ذلك الإمارات، للامتناع عن إعادة العلاقات مع سوريا.

وغرد أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله على تويتر الخميس، قائلا: "لا يفرحني وجود وفد من رجال الأعمال الإماراتيين في دمشق للمشاركة في مؤتمر ينظمه نظام الجزار بشار الذي يده ملطخة بدماء الشعب السوري".

 وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فإنه قد شاركت عدة دول أخرى في المعرض مثل إندونيسيا وكوبا وباكستان. 

الحزب الشيوعي الصيني يحاول إحكام قبضته الأمنية
الحزب الشيوعي الصيني يحاول إحكام قبضته الأمنية

سلطت مجلة إيكونوميست البريطانية، في تقرير جديد، الضوء على تقييد الصين لحرية المعلومات، خلال العقد الماضي، وتأثير ذلك على مستقبل البلاد.

وقالت الصحيفة تحت عنوان "المشكلة الحقيقية في اقتصاد الصين" إن البلاد "تخاطر بارتكاب بعض الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفييتي"، مشيرة في ذلك إلى "أزمة ثقة متزايدة في المعلومات" المتعلقة بالاقتصاد.

وهناك اعتقاد واسع النطاق في الصين بأن الحكومة في عهد الرئيس، شي جينبينج، "تتلاعب بالبيانات، وتمنع ظهور الحقائق الحساسة، وتقدم أحيانا وصفات وهمية للاقتصاد".

وتخضع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة صارمة على نحو متزايد. وأصبح المسؤولون أكثر حذرا بالمناقشات الصريحة مع الغرباء.

وتحرف الحكومة معدلات البطالة بين الشباب لجعلها منخفضة، "وأصبحت إحصاءات ميزان المدفوعات غامضة للغاية لدرجة أن وزارة الخزانة الأميركية نفسها في حيرة من أمرها".

وحذر تقرير سابق لمؤشر حرية الصحافة من أن الصين تحتجز أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وتواصل ممارسة رقابة صارمة على قنوات المعلومات، وتراقب تنظيم المحتوى عبر الإنترنت، وتقيد انتشار المعلومات التي تعتبر حساسة أو مخالفة لخط الحزب الحاكم.

حرية الصحافة تتراجع في معظم الدول العربية
في يومها العالمي.. السياسة والحروب تقلص حرية الصحافة حول العالم
يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة، المحدد من قبل الأمم المتحدة في اليوم الثالث من شهر مايو كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على واقع هذه الحرية والتحديات التي تواجهها وتقوضها، وفرصة لتقديم جردة حساب سنوية للانتهاكات التي تعرض لها الجسم الإعلامي والصحفيين حول العالم، ما من شأنه أن يقدم صورة عن المخاطر والاستحقاقات التي تهدد واحدة من أبرز مقومات الديمقراطية حول العالم. 

ويشير تقرير إيكونوميست إلى تراجع الصين عن سياسة استمرت لعقود من الزمان تستهدف تحرير تدفق المعلومات جزئيا، وهو ما يهدد استكمال مشرع إعادة هيكلة الاقتصاد.

والصين، بحسب ما يقول التقرير، مثل الاتحاد السوفييتي، تخاطر بأن تصبح مثالا على فشل الحكم الاستبدادي.

وفي منتصف القرن العشرين، كان هناك اعتقاد سائد بين المفكرين الليبراليين بأن الحرية السياسية والنجاح الاقتصادي يسيران جنبا إلى جنب: فالسلطة اللامركزية وتدفق المعلومات يمنعان الاستبداد ويسمحان للشركات والمستهلكين باتخاذ قرارات أفضل والعيش حياة أفضل.

وقد أثبت انهيار الاتحاد السوفييتي صحة ذلك، "فمن أجل الحفاظ على الهيمنة السياسية، سيطر حكامه بلا رحمة على المعلومات. ولكن هذا تطلب قمعا وحشيت، وخلق صرحا من الأكاذيب بشأن الاقتصاد".

ومع تزايد انفتاح الصين في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، كان قادتها يأملون في الحفاظ على السيطرة مع تجنب أخطاء الاتحاد السوفييتي. ولسنوات عدة، سمحوا للمعلومات التقنية في مجال الأعمال والاقتصاد والعلوم بالتدفق بحرية أكبر.

وخضعت شبكة الإنترنت لرقابة مكثفة، لكنها لم تُحظر، واستخدم القادة الصينيون التكنولوجيا "للتخطيط المركزي المستنير الذي فشل فيه السوفييت".

لكن هذه الرؤية للصين المفتوحة جزئيا "أصبحت موضع شك الآن، ففي خضم ثقافة الخوف المتزايدة والعزم على وضع الأمن القومي قبل الاقتصاد، أثبت الحزب الحاكم عجزه أو عدم رغبته في الحد من نطاق تدخله في تدفقات المعلومات".

والآن تعتمد السياسة النقدية على فكر شي جينبينج، ويُعامَل مستشارو الإدارة الأجانب باعتبارهم جواسيس، "والنتيجة الواضحة تراجع الحريات الفردية".

وعلى عكس الانفتاح الجزئي، "أصبحت الصين مكانا أكثر قمعا. ولايزال العديد من الصينيين يحملون وجهات نظر ليبرالية ويستمتعون بالنقاش ولكن بالتجمعات الخاصة".

وكان تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أشار إلى سياسات شي التي تضيق على المستثمرين الغربيين، بسبب أجندة الأمن القومي الصينية، التي تهدف لدرء التهديدات الخارجية، لكنها "تجعل من الصين حقل ألغام محتملا للشركات الأجنبية".

وتقول إيكونوميست إنه قد يرد المعجبون بالصين بأن صناع القرار الرئيسيين في البلاد لديهم معلومات جيدة لتوجيه الاقتصاد، "لكن لا أحد يعرف حقا ما هي البيانات والتقارير التي يطلع عليها شي".

"وعلاوة على ذلك، مع إفراغ الساحة العامة، فمن المرجح أن يصبح تدفق المعلومات أكثر تشويها، وأقل خضوعا للتدقيق".