طائرة الخطوط الجوية الصينية في مطار بكين الدولي
طائرة الخطوط الجوية الصينية في مطار بكين الدولي

قالت هيئة تنظيم الملاحة الجوية الأربعاء إن الخطوط الجوية الصينية سجلت خسارة إجمالية بقيمة 33.62 مليار يوان (4.8 مليارات دولار) في الربع الأول من العام، بعد تراجع الطلب على السفر بسبب تفشي فيروس كورونا.

وكانت شركة الخطوط الجوية الصينية عانت في فبراير من خسائر قياسية بلغت 20.96 مليار يوان بعد فرض حالة العزل العام على أجزاء كبيرة من البلاد في إطار جهود للحد من انتشار الفيروس.

وقال مسؤول بإدارة الطيران المدني الصينية في مؤتمر صحفي إن العدد الإجمالي للمسافرين تراجع 71.7 في المئة مقارنة بالعام السابق مضيفا أن المعيار انخفض 53.9 في المئة في الربع الأول.

وأصيب الاقتصاد الصيني بشبه شلل كامل جراء فيروس كورونا المستجد، بعد غلق الكثير من المصانع، وتوقف الاستهلاك جراء الإغلاق الشامل، مما دفع بكين إلى تعزيز تدابير تحفيز الاقتصاد.

وفي غمرة الانتشار الرهيب للفيروس بين يناير ونهاية مارس، طلبت السلطات من المصانع والشركات في عدة مقاطعات، مثل غوانغدونغ في الجنوب، أن تبقي أبوابها مغلقة، بينما أوضح مكتب "أوكسفورد إيكونومكس" للتحليلات الاقتصادية أن تلك المناطق تمثل نحو 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني.

ويمثل قطاع التصنيع، الذي توقف لشهور عن العمل في الصين، نحو ثلث الاقتصاد الصيني.

وبينما راح ضحية فيروس كورونا المستجد، نحو 3326 شخصًا في الصين، أحصت البلاد إصابات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وتتخوف بكين حاليا من إصابات عبر أشخاص يدخلون البلاد. واتخذت إجراءات جذرية لوقف دخول الأجانب والحد من حركة الطيران الدولية.

ولم يصب فيروس كورونا المستجد الاقتصاد الصيني فقط، بل مس جميع اقتصادات البلدان وعلى راسها الولايات المتحدة الأميركية.

ويرزح الاقتصاد العالمي تحت وطأة التدابير الهادفة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، وانعكس في حجم إفلاس وديون عامة غير مسبوقة. لكن مع ذلك، يبقى بعض الاقتصاديين متفائلين بتحقيق انتعاش بعد هذه العاصفة.

ورغم هذه الصورة القاتمة، يقدّر بعض الخبراء أن الاقتصاد العالمي سيعرف انتعاشاً سريعاً، بعد أن يتمكن الناس من الخروج من منازلهم والعمل من جديد.

وأول ضحايا الوباء الذي أصاب نحو17 مليوني شخص وقتل أكثر من مئة ألف حتى الآن، كانا قطاعا السياحة والسفر.

وخلافاً لما تسببه الكوارث الطبيعية، لم يؤد الوباء إلى دمار مادي، "ما قد يسهل انتعاشاً اقتصادياً سريعاً"، وفقا للباحثين. 

غزة- عملة- أرشيف
أزمة السيولة عقّدت النشاط التجاري الهش في غزة وفتحت المجال لانتشار العملة المزيفة

أدى إغلاق فروع المصارف في غزة ووقف تدفق العملة الجديدة منذ بداية الحرب إلى أزمة حادة في تداول العملة، حيث يستخدم السكان نفس الأوراق النقدية البالية منذ ما يقارب العام.

هذه الأزمة عقّدت النشاط التجاري الهش وفتحت المجال لانتشار العملة المزيفة.

وفي ظل هذه الظروف، ظهرت مهنة جديدة تُعرف بـ"تنظيف الأوراق النقدية" في غزة. فمقابل رسوم بسيطة، يمكن لسكان القطاع تنظيف أوراقهم النقدية البالية لإعادة استخدامها.

وبحسب صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية، تبلغ تكلفة تنظيف ورقة بقيمة 100 شيكل، 4 شواكل (نحو 1.20 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 20 شيكل تكلف 2 شيكل (نحو 0.60 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 200 شيكل تُنظّف مقابل 5 شواكل (نحو 1.50 دولار أميركي).

كما طوّر البعض طرقاً لإصلاح الأوراق التالفة وتجديدها باستخدام مواد تنظيف خاصة. 

وتُعيد الأسواق في غزة تداول الأوراق القديمة والممزقة من فئات 100 و20 شيكل.

وفي تصريحات للإعلام المحلي، قال بائع الخضار محمد غازي: "الأوراق النقدية تُستخدم كثيراً حتى تتعفن، وأرفض قبولها"، وهو الوضع الذي يجعل العديد من سكان غزة في حاجة ماسة إلى نقود صالحة.

من جانبه، أوضح محمود عبد النبي، العامل في محل صرافة، أنه "ينظف الأوراق القديمة بالماء والصابون، ويتركها لتجف في الشمس، ثم يعيدها للعملاء".

وأضاف "أغسل بين 10 آلاف و15 ألف شيكل يومياً".

من جانبه، حذر التاجر، منير السيد، من العواقب الاقتصادية التي تواجه غزة، لا سيما في شمال القطاع حيث تكاد تكون الأنشطة التجارية معدومة.

وقال وفق ما نقلته نفس الصحيفة: "الحل الوحيد هو إعادة فتح المصارف التي أُغلقت منذ بداية الحرب، واستبدال الأوراق النقدية البالية، وضخ أوراق نقدية جديدة في السوق".

يُذكر أن السحوبات من أجهزة الصراف الآلي في غزة، أصبحت تفرض رسوماً تتراوح بين 10 و20 في المئة.

وقبل الحرب، كان هناك نحو 20 مكتب صرافة في مدينة غزة وحدها، تدير العديد منها أو تفرض عليها حركة حماس، التي تحكم القطاع، الضرائب.

أزمة سيولة حادة تضرب القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023

وكانت هذه المحلات تتعامل بعملات متنوعة، بما في ذلك الشيكل الإسرائيلي والدينار الأردني والدولار الأميركي والجنيه المصري، مع تحديد الأسعار بناءً على الطلب في السوق.

يذكر أن الحرب المستمرة في غزة منذ ما يقرب من عام، تسبّبت  بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأدى ذاك الهجوم إلى مقتل نحو 1199 شخص، معظمهم مدنيون، وفق أرقام إسرائيلية رسمية. كما تم اختطاف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.

وأدى القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على القطاع  إلى مقتل ما لا يقل عن 40939 شخصا، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.