مصطفى هاشم - واشنطن
بعدما امتلأت مخازن نفط المنتجين، هبطت أسعار الخام إلى مستويات قياسية تاريخية، ووصلت يوم الاثنين الفائت إلى سالب 37 دولارا للبرميل الواحد.
ويتهافت التجار حاليا على إيجاد أماكن تخزين، حتى وصل الأمر إلى التخزين في الكهوف والقطارات وأنابيب النفط غير المستخدمة.
ومع معاناة المنتجين في توفير أماكن تخزين إضافية، اضطر بعضهم إلى البحث عن مشترين يقبضون الأموال مقابل استلامهم النفط الفائض، فأصبحت الخسارة مضاعفة.
وشهدت تداولات النفط تقلبات كبرى في الأيام القليلة الماضية. وتستحكم تخمة متنامية في المعروض على الأسواق، مع هبوط حاد في الطلب، وسط أوامر من الحكومات للناس بالتزام منازلهم لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
ما هو حجم مخزون النفط الأميركي؟
يشير الخبير في أسواق النفط، أنس الحجي، إلى أن حجم النفط في المخازن التجارية الأميركية هو 518 مليون برميل، وهو ما يسمى بـ"المخزون التجاري"، فيما يبلغ حجم الاحتياطي الفدرالي "الذي تخزنه الحكومة للأزمات الطارئة 635 مليون برميل حاليا، مع العلم أن الطاقة الاستيعابية لهذا المخزون هي 705 مليون برميل".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، الاثنين، دراسة ملء المخزون الاستراتيجي.
وارتفع مخزون النفط الخام الأميركي حوالي 15 مليون برميل خلال أسبوع تقريبا، ليصل إلى 518 مليون برميل، وهو رقم يراه الحجي "مرتفعا جدا"، مشيرا إلى أنه "في طريقه لزيادة كبيرة".
وفي العادة فإن المخزون الأميركي يتراوح بين 420 و430 مليون برميل.
ويكشف الحجي أن المخزون "سيصل إلى رقم تاريخي بعد أسبوع أو أسبوعين، وسيتعدى حينها الرقم التاريخي الذي سجله عام 2016 بسبب انخفاض أسعار النفط حينها".
لماذا ازداد حجم التخزين؟
وعزا الحجي الارتفاع الكبير في المخزون إلى سببين، أولهما انخفاض الطلب الكبير بسبب وباء كورونا وتوقف مصانع كبيرة عن الإنتاج في ظل بقاء الناس في منازلهم وحظر التجوال في مدن كبيرة عدة.
وأضاف الحجي أنه بـ"الرغم من أن الدول المنتجة للنفط اتفقت على خفض الإنتاج بنحو 12 مليون برميل، لكنه أقل بكثير مما يجب خفضه حتى تستقر الأسواق".
الأسعار سترتفع
أما السبب الثاني للارتفاع الكبير في المخزون، فهو أن "التجار يعلمون أن سعر النفط سيرتفع الشهر المقبل ما بين ثلاثة إلى أربعة دولارات والتحزين يكلفهم دولارا واحدا، إذا لماذا لا يشترون بالرخيص الآن ويبيعونه بسعر أعلى الشهر المقبل؟"، يتساءل الحجي.
وتعافت العقود الآجلة لخام برنت، الأربعاء، من أدنى مستوى لها في أكثر من 20 عاما وقفزت عقود الخام الأميركي بدعم من أحاديث مبدئية عن تخفيضات إضافية للإمدادات من منتجين في أوبك.
وأنهت عقود برنت جلسة التداول مرتفعة 1.04 دولار، أو 5.4 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 20.37 دولار للبرميل. وفي وقت سابق من الجلسة هبط خام القياس العالمي إلى 15.98 دولار وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 1999.
وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو 2.21 دولار، أو 19.1 بالمئة، لتسجل عند التسوية 13.78 دولار للبرميل.
وأنهت عقود برنت جلسة التداول مرتفعة 1.04 دولار، أو 5.4 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 20.37 دولار للبرميل. وفي وقت سابق من الجلسة هبط خام القياس العالمي إلى 15.98 دولار وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 1999.
وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو 2.21 دولار، أو 19.1 بالمئة، لتسجل عند التسوية 13.78 دولار للبرميل.
لماذا لا يتوقف المنتجون عن الإنتاج مؤقتا؟
وقال جيم ريتربوش، رئيس ريتربوش أند أسوشييتس إن "هذا لا يشير بأي حال إلى أن هبوط الأسعار وصل إلى منتهاه، لأن قوى العرض والطلب التي قادت الخام الأميركي إلى المنطقة السلبية هذا الأسبوع ما زالت بكامل قوتها".
ومنذ بداية العام، هبط برنت حوالي 65 في المئة، بينما هوى الخام الأميركي حوالي 75 في المئة.
وأدى هبوط الأسعار إلى تساؤلات حول سبب عدم توقف الدول المنتجة للنفط عن الإنتاج مؤقتا، في ظل الخسائر الكبيرة التي تتكبدها.
لكن الخبير النفطي أنس الحجي يقول إن "من الصعب على الدول تخفيض الإنتاج لأن ميزانية بعض الدول مرتبطة بمبيعاتها من النفط".
ويضيف "هم اتفقوا فعلا على خفض الإنتاج، ورغم أنه غير كاف، فإن هناك الكثير من الخدمات في كثير من الدول مرتبطة باستمرار المدخول المالي من بيع النفط".
ويوضح الحجي أنه "إذا لم تبع بعض الدول النفط الآن انتظارا لزيادة الأسعار فإنها لن تستطيع دفع مرتبات موظفيها، خاصة في ظل أزمة جائحة كورونا، وقد يجعلها لا تستطيع تمويل المستشفيات، ما يجعل الخطورة أكبر بكثير من الخسارة الاقتصادية الآنية".