أموال النفط عززت قدرة دول الخليج على الاستثمار
سيستخدم الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كجزء من الجهود المستمرة لخفض أسعار الخام

من المتوقع أن تتخذ كل من السعودية وروسيا، خطوة جديدة لإيقاف الزيادات الشهرية المخططة في إنتاج النفط، وفق ما نقلت رويترز عن صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال مندوبون في أوبك إن هذه الخطوة، جاءت لتعويض الإمدادات الجديدة، التي أقرتها بعض الدول بقيادة الولايات المتحدة، لذلك تدرس الرياض وموسكو الآن وقف الزيادة الجماعية الشهرية للمجموعة.

وكشف تقرير  "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، نقلا عن أشخاص مطلعين على المناقشات، بأن الأعضاء الآخرين في مجموعة "أوبك +"، غير مقتنعين بضرورة التوقف المؤقت.

وقال المندوبون إن الإمارات، العضو القوي في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي اشتبكت مع السعودية بشأن سياسة أوبك في الماضي، والكويت، تقاوم التوقف.

وتتضمن الصفقة، وفق التقرير، خططا لرفع الإنتاج بـ400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى العام المقبل.

ومن شأن هذه الوتيرة، أن تعود بالإنتاج إلى مستواه قبل وباء كورونا، حيث خفضت المجموعة إنتاجها بشكل حاد في عام 2020 مع تبخر الطلب وسط عمليات الإغلاق التي شملت عدة دول.

وتحوم أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات.

وتأي هذه الخطوات، بينما تخطط العديد من البلدان، ولا سيما في أوروبا، في فرض قيود جديدة يمكن أن تقوض النشاط الاقتصادي.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلنت أنها ستفرج عن ملايين براميل النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية، بالتنسيق مع الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وبريطانيا، في محاولة لكبح ارتفاع الأسعار بعد أن تجاهل منتجو أوبك + مرارا دعوات لمزيد من الإنتاج لمواجهة الاتهاب في سوق النفط.

والثلاثاء، أكد بايدن، أن ارتفاع أسعار النفط "يمثل مشكلة" في جميع أنحاء العالم، مشددا على أنه "من غير المقبول أن تحدث شركات النفط اختلافا بين أسعار البيع بالجملة والتجزئة".

وأضاف أن الإجراءات العالمية المنسقة بشأن احتياطيات النفط ستساعد في التعامل مع نقص الإمدادات، لكن هذه الإجراءات "لن تحل المشكلة بين عشية وضحاها ولكنها ستحدث فرقا".

ولم يأمر بايدن باستخدام 50 مليون برميل لتعديل الأسعار فحسب، بل فعل ذلك بالتنسيق مع دول أخرى، ما يشكل بادرة غير مسبوقة.

ويهدد الإفراج عن ملايين براميل النفط بقيادة الولايات المتحدة بمزيد من التدافع في ميزان العرض والطلب" وفق تقرير "وول ستريت جورنال".

وترى السعودية أن الخام المفرج عنه قد يؤدي إلى تضخم الإمدادات العالمية ويهدد بخفض الأسعار "وفقا لأشخاص مطلعين" يقول التقرير.

والأربعاء، أعلنت الصين أنها ستستخدم مخزونها النفطي في مسعى لخفض أسعار النفط، لتسير بذلك على خطى مبادرة بايدن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن "الصين، بالنظر إلى احتياجاتها وظروفها الحالية، ستسحب من مخزونها الوطني من النفط الخام وستتخذ إجراءات ضرورية أخرى للحفاظ على استقرار السوق".

ولم يحدد تشاو، موعد عملية السحب هذه، أو كمية النفط التي تنوي بكين ضخها في السوق.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن الرئيس بايدن، تحدث عن المبادرة الأسبوع الماضي مع نظيره الصيني شي جينبينغ، خلال أول اجتماع لهما عبر الفيديو.

أوكرانيا تمتلك موارد نادرة تقدر بـ 26 تريليون دولار . أرشيفية - تعبيرية
أوكرانيا تمتلك موارد نادرة تقدر بـ 26 تريليون دولار . أرشيفية - تعبيرية

تشتهر أوكرانيا بأنها سلة "خبز" أوروبا، بسبب محاصيلها المهمة من الحبوب، ولكنها تتمتع بموارد نادرة ذات أهمية كبيرة.

تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن مخزون هائل من الموارد الأرضية النادرة وغيرها من المعادن المهمة، ضمن مساعيه لجذب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاق.

وأكد خلال مقابلة مع رويترز الجمعة أن أقل من 20 في المئة من الموارد المعدنية في أوكرانيا، ومنها نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، موجود في الأراضي التي تحتلها روسيا.

وكان الرئيس ترامب، قد قال مطلع فبراير إنه يريد من كييف تزويد الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مقابل دعمها في جهودها الحربية ضد روسيا.

المعادن النادرة

مخزون كبير من الموارد النادرة في أوكرانيا. أرشيفية

فكرة الموارد النادرة كان قد عرضها زيلنسكي في "خطة النصر" التي قدمها لحلفائه الغربيين بما في ذلك ترامب في خريف 2024.

ومن بين الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، يصنف 17 معدنا ضمن مجموعة المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وأنظمة الصواريخ.

وتصنف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية 50 معدنا بالغة الأهمية، بينها المعادن النادرة، والنيكل والليثيوم، بينما تضم قائمة الاتحاد الأوروبي 34 معدنا.

وهي تعتبر نادرة لقلتها وعدم وجود بدائل لها تؤدي نفس الوظيفة.

وتعد الصين، أكبر منتج للمعادن النادرة والحيوية في العالم.

فكم تمتلك أوكرانيا من مخزون للموارد الأرضية النادرة؟

أوكرانيا لديها موارد هامة لصناعات الإلكترونيات والفضاء. أرشيفية - تعبيرية

بحسب بيانات وزارة الاقتصاد في كييف، تمتلك أوكرانيا موارد من 22 معدنا من بين 34 معدنا التي تعتبر ذات أهمية عالية في قائمة الاتحاد الأوروبي.

وتشمل هذه الموارد ما يستخدم في المواد الصناعية، ومواد البناء، وسبائك الحديد، وعناصر أرضية نادرة، واحتياطيات ضخمة من الفحم.

وبحسب معهد الجيولوجيا الأوكراني، تمتلك كييف عناصر أرضية نادرة مثل: اللانثانوم والسيريوم، المستخدمة في أجهزة التلفاز والإضاءة؛ والنيوديميوم، المستخدم في توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية؛ والإربيوم والإتريوم، والتي تتراوح تطبيقاتها من الطاقة النووية إلى الليزر.

وبحسب بيانات للمعهد والتي مولها الاتحاد الأوروبي تمتلك أوكرانيا احتياطيات من سكانديوم المستخدم في صناعات الطيران.

ويقول زيلينسكي أيضا إن أوكرانيا تمتلك أكبر احتياطيات من التيتانيوم واليورانيوم في أوروبا.

وبحسب تقرير نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، تعد أوكرانيا موردا رئيسيا لليثيوم والبيريليوم والمنجنيز والغاليوم والزركونيوم والغرافيت والأباتيت والفلوريت والنيكل.

وتؤكد تقديرات هيئة الجيولوجيا الحكومية تمتلك أوكرانيا واحدة من أكبر احتياطيات أوروبا المؤكدة من الليثيوم، والتي تقدر بنحو 500 ألف طن متري.

ويستخدم الليثيوم في صناعة البطاريات والسيراميك والزجاج، بينما تتمركز احتياطيات التيتانيوم في الغالب في شمال غرب ووسط أوكرانيا، بينما يقع الليثيوم في الوسط والشرق والجنوب الشرقي.

وتمثل احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت، وهو مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، 20 في المئة من الموارد العالمية، والتي تتركز في وسط البلاد وغربها.

 كميات الموارد التي تمتلكها أوكرانيا 

روسيا تسيطر على حوالي نصف الموارد النادرة لأوكرانيا. أرشيفية

التيتانيوم

تتصدر أوكرانيا أوروبا من حيث احتياطيات التيتانيوم وتحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم، وتنتج 7 في المئة من الإنتاج العالمي، ولديها 28 حقلا يتم استخراجه منه، فيما يتم إنتاج معادن إضافية خلال عملية الإنتاج مثل الزركونيوم.

الليثيوم

تمتلك أوكرانيا ثلث احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو ما يمثل ما يقرب من 3 في المئة من الإنتاج العالمي.

الغرافيت

تمتلك أوكرانيا 20 في المئة من موارد الغرافيت في العالم، حيث تبلغ احتياطها حوالي 19 مليون طن من الخام، وهي واحدة من أكبر خمس دول في العالم من حيث الاحتياطيات.

النيكل والكوبالت

تضم أوكرانيا 12 منطقة لاستخراج سيليكات النيكل، والتي تحتوي أيضًا على الكوبالت كمنتج ثانوي، حيث تقدر احتياطيات الكوبالت بـ 9000 طن.

وقال أوليكسي سوبوليف، النائب الأول لوزير الاقتصاد الأوكراني في يناير الماضي إن الحكومة تعمل على إبرام صفقات مع حلفاء غربيين بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بشأن مشاريع تتعلق باستغلال المواد الحيوية.

وتقدر الحكومة إجمالي إمكانات الاستثمار في القطاع بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033.

وذكرت هيئة الجيولوجيا في كييف أن الحكومة تستعد لمنح تراخيص مشتركة لنحو 100 موقع وتطويرها، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وبحساب قيمة هذه المعادن الهامة، تمتلك أوكرانيا مجموعة واسعة تقدر بأكثر من 26 تريليون دولار أميركي.
زيلينسكي أكد أن كييف لا تقترح "التخلي" عن مواردها، بل تعرض شراكة مفيدة للطرفين لتطويرها بشكل مشترك.

وقال "قدم الأميركيون المساعدة أكثر من غيرهم، وبالتالي يجب أن يكسب الأميركيون أكثر من غيرهم. ويجب أن تكون هذه الأولوية لهم، وستكون لهم. أود أيضا التحدث عن هذا مع الرئيس ترامب".

وقال إن روسيا تعرف بالتفصيل مواقع الموارد الحيوية لأوكرانيا من المسوحات الجيولوجية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي أعيدت إلى موسكو عندما حصلت كييف على استقلالها في عام 1991.