مخاطر حدوث ركود ترتفع في الاقتصاد الأميركي. أرشيفية
مخاطر حدوث ركود ترتفع في الاقتصاد الأميركي. أرشيفية

حمل النصف الأول من 2022 العديد من المفاجآت للاقتصاد، إذ ارتفعت نسب التضخم، وانهارت سوق العملات المشفرة، وهبطت أسعار أسهم الشركات التقنية.

وذكر تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن النصف الأول من العام كان "مروعا" مرجحا أن النصف الثاني، لن يكون أفضل حالا، وأنه يجدر على الجميع توقع صدمات مختلفة.

وحذر التحليل من خطر "الركود" الذي يلوح في الأفق، وسط تجاهل من المستثمرين، مما يخلق حالة من "عدم اليقين"، والتي لن تؤثر على الاقتصاد الأميركي فحسب، بل قد تمتد بعض الصدمات إلى أوروبا حيث قد تعود أزمة منطقة اليورو.

ويلفت إلى أن سوق الأسهم تعكس حالة الذعر من "الركود"، والتي أثرت بشكل كبير على أسهم الشركات التكنولوجية في مؤشر ناسداك.

وانخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز" بنسبة 21 في المئة في النصف الأول ليعود إلى مستويات عام 1970، عندما كان الاقتصاد في حالة ركود.

المحلل نيكولاوس بانيجيرتزوغلو، من مجموعة "جي بي مورغان" قال إن الترجيحات بناء على تحركات الأسعار تشير إلى احتمالية حدوث ركود اقتصادي بنسبة 80 في المئة.

وأشار إلى أننا نحتاج إلى التمييز بين التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للإجراءات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي، والتي أثرت على أسعار الأسهم والسندات، ناهيك عن إضعاف الاقتصاد بهدف مواجهة التضخم، الأمر الذي أثر على أرباح الشركات وتقييماتها.

ويؤكد التحليل أن التوقعات المستقبلية للاقتصاد "ضبابية" حاليا، خاصة مع المخاوف من "الركود" الذي سيعصف بـ"أرباح الشركات".

وانكمش الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الأول من 2022 وانخفض بنسبة 1.6 بالمئة بمعدل سنوي، ويرجع ذلك جزئيا إلى مراجعة نفقات الاستهلاك الشخصي، وفق وزارة التجارة الأميركية.

يأتي هذا في ظل ارتفاع التضخم الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا واستمرار اضطرابات سلاسل التوريد وتراجع المساعدات الحكومية وتزايد الاصابات بكوفيد بدفع من المتحورة أوميكرون. 

لكن لا يعد الأمر ركودا بعد، وفق الصحيفة، إذ يتطلب ذلك استمرار انكماش الناتج المحلي الإجمالي ربعين متتاليين. 

وقدرت كبيرة الاقتصاديين في شركة "هاي فريكوينسي إكونومكس"، روبيلا فاروقي، في حديث مع فرانس برس أن "يؤدي إنفاق الأسر إلى معدل نمو أعلى في الربع الثاني".

وأضافت "لكن الآفاق بعد ذلك غير مؤكدة"، متوقعة أن يستمر الاقتصاد في النمو هذا العام "لكن الوتيرة ستتباطأ بشكل كبير وتزداد مخاطر حدوث ركود".

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، قد أقر في 22 يونيو أمام الكونغرس بأن الارتفاع السريع في أسعار الفائدة قد يتسبب في ركود وإن لم يكن ذلك ما ينشده.

وأجاب باول خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ على سؤال من سيناتور عبر عن قلقه بشأن حدوث ركود كأحد عواقب سياسة البنك النقدية بقوله: "إنه بالتأكيد احتمال... هذا ليس التأثير المطلوب على الإطلاق، لكنه بالتأكيد احتمال".

شبكات من التجار والمستوردين يسهلون تهريب الدولار من العراق. أرشيفية - تعبيرية
الإغراق السلعي كان له تأثيرات سلبية على الاقتصاد العراقي. أرشيفية

كشف المستشار المالي لرئاسة الوزراء العراقية، مظهر محمد صالح سياسة اقتصادية تتضمن حلولا للحد من الإغراق السلعي والتجاري على الاقتصاد الوطني.

وتحدث صالح في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية "واع" عن الآثار الاقتصادية لـ "الليبرالية التجارية" التي سمحت على مدار عقود ماضية بـ "إغراق السوق بسلع هامشية فاقدة للقيمة والمعنى".

وقال إن هناك "أحداثا مهمة تقلب موازين القوى في الاقتصاد العراقي"، ومنها ببدء السياسة الاقتصادية للحد من الإغراق السلعي الناتج عن الانفلات التجاري، وهو ما يتطلب سياسة "حماية عراقية واضحة تحمي المنتج الوطني بسياج جمركي متدرج وعملي".

ويرى صالح أن الإغراق السلعي كان له تأثيرات سلبية على الاقتصاد العراقي، خاصة الإنتاج الوطني، خاصة في ضياع آلاف فرص العمل، وما تبعه من استمرار للبطالة، رغم أن هذه الوظائف لديها قدرة على امتصاص 60 في المئة من القوى العاملة.

ناهيك عما سببته من تحول رأس المال الوطني من الحقل الصناعي والزراعي إلى نشاط رأس المال، الذي يتاجر بسلع استهلاكية أغرقت الأسواق المحلية بمنتجات بديلة للمنتج الوطني، بحسب صالح.

ويؤكد أن انتشار ظاهر الإغراق السلعي بمنتجات أسعارها متدنية مصدرها أسوق آسيا، أدت إلى ثلاثة اتجاهات في الاقتصاد العراقي: تصفية الوسط الحرفي والصناعي المنتج، والثاني: استدامة البطالة وتراكم راس المال البشري والثالث: تحويل الأرباح الرأسمالية الوطنية المنتجة الى ممارسات غير منتجة.