الاحتياطي الفيدرالي ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية خفض التكاليف في المستقبل
الاحتياطي الفيدرالي ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية خفض التكاليف في المستقبل

يبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على استعدادهم لتعديل زيادات أسعار الفائدة مرة أخرى، الأربعاء، ويفتحون المجال أمام ارتفاعات أخرى في المستقبل، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرغ في تقريرها.

ومن المتوقع أن ترفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الأربعاء، أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعها الذي يستمر يومين، وبذلك يصل المعدل إلى النطاق المستهدف من 4,5 في المئة إلى 4,75 في المئة.

وسيستغل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بيانهم والمؤتمر الصحافي لباول لتوصيل رسالة مفادها أن خطة كبح التضخم لم تنته بعد، حسب بلومبرغ.

وتشير التقارير الاقتصادية الأخيرة إلى أن ضغوط الأسعار تتراجع والنمو يتباطأ، وجميعها إشارات إلى أن الاقتصاد الأميركي يستجيب للزيادات القوية في سعر الفائدة الفيدرالية، وفق الوكالة.

الأسهم الأميركية تقفل شهر يناير على مكاسب

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية، الثلاثاء، لتنهي يناير بمكاسب شهرية قوية، الأمر الذي اراح المستثمرين بعد عام 2022 الصعب.

وحسب وول ستريت جورنال فإن اعتقاد المستثمرين بأن أسعار الفائدة تقترب من مستوياها النهائية المرتفعة عزز الأسهم.

ويترقب المستثمرون بيانات الاحتياطي الفيدرالي بعد اجتماع الأربعاء، لتحليلها وتخمين المسار المستقبلي للسياسة النقدية، وتقول وول ستريت جورنال أيضا إنه من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن مؤشر ناسداك ارتفع 190,74 نقطة أو 1,7 في المئة إلى 11584,55، مضيفة أنه زاد المؤشر الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 11 في المئة في يناير، وهي أفضل بداية له لهذا العام منذ يناير العام 2001 عندما ارتفع بنسبة 12 المئة.

وارتفع مؤشر ستاندر أند بورز 500، 58,83 نقطة أو 1,5 في المئة إلى 4076,6، فيما أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 368,95 نقطة أو 1,1 في المئة إلى 34086,04. وارتفع المؤشران بنسبة 6,2 في المئة و2,8 في المئة على التوالي خلال يناير.

"الدولار يحبس الأنفاس"

استقر الدولار إلى حد كبير مقابل العملات الرئيسية الأخرى، الأربعاء، بعد تراجعه في الجلسة السابقة في أعقاب بيانات أميركية أشارت إلى هدوء في الضغوط على صعيد الأجور، فيما يترقب المستثمرون اختتام اجتماع السياسات لمجلس الاحتياطي الاتحادي.

من المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في وقت لاحق الأربعاء، ولكن من المرجح أن يستحوذ المؤتمر الصحفي لباول على الاهتمام، إذ يسعى المتعاملون لاستقاء مؤشرات بشأن المدة التي من المحتمل أن يستمر فيها ميل المجلس للتشديد، وفق رويترز.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، 0,029 في المئة إلى 102,06.

وانخفض المؤشر 0,16 في المئة في الجلسة السابقة، وهو ما يعود لأسباب منها تقرير أظهر أن تكاليف العمالة في الولايات المتحدة زادت في الربع الرابع بأبطأ وتيرة لها في عام.

ونزل اليورو 0,03 في المئة إلى 1,0859 دولار، فيما سجل الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1,231 دولار، بانخفاض 0,08 في المئة خلال اليوم.

وزاد الين الياباني 0,1 في المئة مقابل الدولار إلى 129,98 للدولار.

الذهب يتحرك في نطاق ضيق

وذكرت رويترز أن الذهب تحرك داخل نطاق سعري ضيق، الأربعاء، إذ يحجم المستثمرون عن أي رهانات كبيرة قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.

وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0,1 في المئة إلى 1925,09 دولارا للأوقية بحلول الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0,3 في المئة إلى 1940,5 دولارا.

وقال كبير محللي الأسواق في ستي إندكس، مات سيمسون، إن الذهب سيظل فوق مستوى 1900 دولار قبل اجتماع المجلس، ويجب سماع رسالة المجلس لمعرفة الاتجاه المحتمل للمعدن فيما بعد.

ومن المقرر صدور قرار المجلس الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش، ويليه مؤتمر صحافي لرئيسه جيروم باول في الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش، حسب ما ذكرت رويترز التي لفتت إلى أن الزيادة المرتقبة ستكون أقل من زيادة ديسمبر التي بلغت 50 نقطة أساس.

وانخفاض أسعار الفائدة يميل لأن يكون مفيدا للذهب، إذ يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 0,4 في المئة إلى 23,61 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0,3 في المئة إلى 1008,62 دولارات، وانخفض البلاديوم 0,1 في المئة إلى 1647,17 دولارا.

النفط يرتفع

وارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، مدعومة بانخفاض الدولار الذي تراجع بفعل مؤشرات على تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، ما هدأ المخاوف من أن أكبر مستهلك للنفط في العالم قد يواجه ركودا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، حسب رويترز.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا بما يعادل 0,2 في المئة إلى 85,66 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01:28 بتوقيت غرينتش، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 34 سنتا أو 0,4 في المئة إلى 79,21 دولارا للبرميل، لتواصل مكاسب الجلسة السابقة التي بلغت نحو واحد في المئة.

وقال محللو السلع الأساسية لدى إيه.إن.زد في مذكرة "شهدت المعنويات تحولا في ظل موسم نتائج أعمال إيجابي. علامات تباطؤ التضخم أدت أيضا إلى زيادة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيكون قادرا على إيقاف مسيرة رفع أسعار الفائدة مؤقتا".

وساعدت التوقعات برفع أهدأ لأسعار الفائدة على خفض مؤشر الدولار، مما دعم أسعار النفط، إذ يجعل انخفاض الدولار السلعة أرخص بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.

وستتجه الأنظار إلى الاجتماع الأربعاء لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا في إطار ما يعرف بأوبك+، إذ من المتوقع أن تقر الدول المنتجة أهدافها الحالية للإنتاج المتفق عليها في نوفمبر.

ويذكر أن بلومبرغ أشارت في تقرير سابق إلى أبرز الأحداث والبيانات الاقتصادية الأساسية التي يجب مراقبتها خلال الأسبوع، ومنها:

  • مؤشر ثقة المستهلك، الثلاثاء
  • مؤشر مديري المشتريات التصنيعية في منطقة اليورو
  • مؤشر أسعار المستهلكين
  • البطالة في أوروبا، الأربعاء
  • قرار سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء
  • أرباح ميتا، الأربعاء
  • قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن نسبة الفائدة في منطقة اليورو، الخميس
  • قرار نسبة الفائدة في بريطانيا، الخميس
  • بيانات البطالة في أميركا، الجمعة

ترامب وهاريس شاركا في المناظرة الأولى
لكل من ترامب وهاريس مواقفه التي تؤثر بشكل مباشر على أسواق المال العالمية

أقل من 4 أسابيع متبقة لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو حدث يعتبر "الأكثر تأثيرا" على الأسواق المالية العالمية بحسب تقرير لرويترز. 

فمع وجود نائبة الرئيس، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، وتقاربهما في السباق للفوز بالانتخابات المقررة في 5 نوفمبر المقبل، تباينت توقعات المؤسسات الاقتصادية بشأن أثر هذه الانتخابات وتبعات نتائجها المحتملة على الأسواق المالية العالمية.

النزاعات التجارية والضرائب أبرز هواجس الأسواق الأوروبية

الأسواق الأوروبية

بالنسبة لأسواق الأسهم الأوروبية، قد يعني فوز ترامب مشاكل للقطاعات التي تعتمد على الصادرات، سيما شركات صناعة السيارات الألمانية وغيرها من شركات السلع الفاخرة، مع تزايد المخاوف من تجدد التوترات التجارية.

وحذر البنك الاستثماري الدولي Barclays في لندن، من إمكانية حدوث انخفاض في أرباح الشركات الأوروبية إذا تجددت النزاعات التجارية، بعد أن اقترح ترامب خططًا لفرض ضرائب تتراوح بين 10-20% على جميع الواردات تقريبًا لتعزيز التصنيع الأميركي.

من ناحية أخرى، سيكون فوز هاريس نتيجة أفضل نسبيًا لأسهم الشركات الأوروبية، وقد يُعزز هذا من قطاع الطاقة المتجددة، مما يمثل دعمًا محتملاً للشركات التي لديها مشاريع كبيرة في الولايات المتحدة، لكن على المدى الطويل، فإن خطط هاريس لرفع الضرائب على الشركات من 21% إلى 28% قد تحد من هوامش الأرباح للشركات الأميركية وتلك الأوروبية التي تكسب نسبة كبيرة من إيراداتها بالدولار على حد سواء.

يمكن أيضا أن تكون لهذه الانتخابات تبعات على الحرب في أوكرانيا، إذ تساءل ترامب وبعض الجمهوريين في الكونغرس عن قيمة التمويل الأميركي لهذه الحرب المستمرة منذ عامين، بينما دفع الديمقراطيون لتعزيز الدعم لأوكرانيا.

"المخاطر الجيوسياسية" تجعل اليورو أيضا عرضة للتقلبات

تقلّبات العملات

تُعتبر التعريفات التجارية مفتاحًا للتجار في أكثر العملات تداولًا في العالم، ويُعتبر اليورو الذي يتم تداوله عند حوالي 1.09 دولار، في موقف الخسارة إذا كانت نتيجة فوز ترامب تعني ارتفاع قيمة التعريفات.

بحسب مارك داودينغ، الرئيس التنفيذي للاستثمار في BlueBay Asset Management، فأن "فوز ترامب، في نظر السوق، سيؤدي إلى انخفاض سعر اليورو إلى 1.05 دولار، بينما سيؤدي فوز هاريس إلى ارتفاع السعر في الاتجاه المعاكس، متجاوزًا 1.15 دولار."

ويقول المحللون إن المخاطر الجيوسياسية، وخاصة في الشرق الأوسط، التي تؤدي إلى زيادة أسعار النفط وتضر بالنمو الاقتصادي، تجعل اليورو عرضة للتقلبات.

وتذكر مؤسسة ING المالية أن فوز ترامب قد يؤثر سلبًا أيضًا على الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، وهما عملتان لاقتصادات تعتمد على التجارة مع الصين، وأشارت إلى أن حوالي 37% من صادرات أستراليا و29% من صادرات نيوزيلندا تتوجه إلى الصين.

كما وُصفت العملات السويدية والنرويجية بأنها عرضة أيضًا لديناميكيات التجارة العالمية، بينما قد يتعرض الدولار الكندي للضرر إذا نُظر إلى فوز هاريس بشكل سلبي بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.

بحسب مراقبين، فوز ترامب يعني المزيد من الضغوط التجارية على الصين

"المراهنة" على الصين

تذكر وكالة رويترز لأن هذه المراهنة تُعد واحدة من أكثر الرهانات خطرًا في الأسواق العالمية حاليًا، حيث أعادت تعهدات الحكومة بتحفيز الاقتصاد اهتمام المستثمرين، لكن ذلك قد يتعرض للإلغاء بسبب زيادة التعريفات أو الحروب التجارية تحت إدارة ترامب.

ويتوقع المستثمرون أن تسعى هاريس لفرض تعريفات مستهدفة، بينما يميل ترامب نحو سياسات أكثر عدوانية تسبب حالة من الاضطراب، بحسب وكالة رويترز.

ويقول كريستوف فولي، مدير الأسهم الدولية في Edmond de Rothschild "إذا فاز ترامب، ستكون الخطابات (السياسية) تجاه الشركات الصينية فظيعة" ويتوقع أن يزيد ذلك من شكوك المستثمرين الأميركيين حول الصين، ويُعزز اتجاه الشركات المتعددة الجنسيات لإزالة المواد المصنعة في الصين من سلاسل الإمداد الخاصة بها.

تضيف الوكالة، أن الصين تواجه مزيدًا من الضغوط من إدارة ترامب التي قد تقوم بمنع وصول الشركات الصينية إلى التقنيات الجديدة، مما سيحد من الإنتاجية، وأن فوز ترامب سيضغط على دول الاتحاد الأوروبي أيضًا لفصل علاقاتها مع الصين، لتنخفض أسهم الشركات الصينية بنسبة 13% إذا فرض ترامب تعريفات بنسبة 60% على السلع الصينية.

زيادة "التعريفات" على الأصول من أبرز تحديات الأسواق الناشئة

الأسواق الناشئة على المحك

تبدو أسهم الأسواق الناشئة، بحسب رويترز، جاهزة للتألق بعد أن أدت أداءً أقل من نظرائها في العالم المتقدم لعقد من الزمن. فقد بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، وتراجعت أسعار الدولار والمواد الغذائية والوقود، مما يمثل دفعة كبيرة للدول المستوردة.

يقول المستثمرون، نقلا عن الوكالة، إن فوز هاريس، قد يمنح الأصول دعمًا إضافيًا، لكن فوز ترامب، قد يؤثر سلبًا على أي تفاؤل مفرط.

فمعظم المستثمرين يقولون إن المكسيك، ذات الروابط التجارية القوية مع الولايات المتحدة، هي الأكثر عرضة للخسارة، وغالبًا ما يتجه أولئك الذين يراهنون على فوز ترامب نحو البيزو المكسيكي.

المؤسسات المالية العالمية ذكرت أن تنفيذ ترامب تهديده برفع التعريفات سيؤدي إلى خسائر تصل إلى 11% لأسهم الأسواق الناشئة عام 2025، في وقت أشارت بنوك عالمية  أن مؤشر رغبة المخاطرة في الأسواق الناشئة قريب من أعلى مستوياته منذ 15 عامًا، مما يشير إلى أن المستثمرين لا يقيّمون بالكامل مخاطر الجانب السلبي للتعريفات التي يرغب ترامب بتنفيذها على الأصول في الأسواق الناشئة بشكل عام.