أوقفت الأسهم الأميركية ارتفاعها الذي دام ثلاثة أيام بعد جلسة الجمعة المتقلبة. فقد حققت الأسهم بعض المكاسب خلال الأسبوع، لكن أعاد المستثمرون تقييم توقعات أسعار الفائدة بعد تسارع غير متوقع في سوق العمل الأميركي، الأمر الذي أدى إلى تراجعات في السوق.
وارتفعت الأسهم الأميركية للأسبوع الثاني على التوالي، وأتى ذلك في حين تلقى المتداولون إشارات متشائمة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي رغم إبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة، وفي وقت أبلغت شركات التكنولوجيا الكبرى عن تباطؤ في النمو لديها، حسب فايننشال تايمز.
وحسب وكالة بلومبرغ، جاءت جلسة الجمعة في نهاية أسبوع "صاخب" أُعلنت فيه بيانات إيرادات شركات وبيانات اقتصادية مهمة إضافة إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسة الفائدة.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة بعد تقرير الوظائف بشكل مفاجئ والذي من شأنه أن يمنح الاحتياطي الفيدرالي مجالا للبقاء على سياساته المتشددة في ظل التضخم المرتفع، وفق الوكالة.
فقد تزايد نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل كبير في يناير مع استمرار قوة سوق العمل، إلا أنه من المفترض أن يمنح تراجع وتيرة ارتفاع الأجور مرة أخرى مجلس الاحتياطي الاتحادي متنفسا في معركته لكبح التضخم، وفق رويترز، التي لفتت إلى أنه، عُدلت بيانات شهر ديسمبر لتظهر إضافة 260 ألف وظيفة وليس 223 ألفا في القراءة السابقة. وارتفع متوسط الأجور في الساعة 0,3 في المئة بعد زيادة 0,4 في المئة في ديسمبر. ويعني هذا تراجع زيادة الأجور على أساس سنوي إلى 4,4 في المئة مقابل 4,8 في المئة في ديسمبر.
تقلبات السوق الأميركية
أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر ستاندارد آند بورز 500، القيادي في وول ستريت، بنسبة 1 في المئة الجمعة، لكنه ارتفع بنسبة 1,6 في المئة خلال الأسبوع.
وتراجع مؤشر ناسداك 1,6 في المئة الجمعة، بينما أنهى الأسبوع أعلى بنسبة 3,3 في المئة، وفق ما جاء في تقرير فايننشال تايمز.
وأدت عمليات البيع المكثفة في السندات الحكومية إلى عكس المكاسب الكبيرة في جلسة الخميس. وقفز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 0,13 نقطة مئوية إلى 3,53 في المئة، وقفز العائد على سندات الخزانة لأجل عامين 0,2 نقطة مئوية إلى 4,29 في المئة.
ومن جهته، أورد موقع سي أن بي سي أن الأسهم الأميركية انخفضت، الجمعة، حيث أثار تقرير الوظائف القوي قلق بعض المستثمرين من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة. وحقق ستاندرد آند بورز 500 وناسداك أسبوعا إيجابيا. فأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسبوع على ارتفاع بنسبة 1,62 في المئة.
وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3,31 في المئة، إلا أن مؤشر داو جونز انخفض بنسبة 0,15 في المئة، وفق سي أن بي سي.
وحسب بلومبرغ، سجل مؤشر ناسداك 100 تقدما أسبوعيا، رغم عمليات البيع المكثفة بعد إعلان شركة أبل، وألفابيت، وأمازون عن نتائج مخيبة للآمال الخميس.
البيانات الأميركية الجديدة
ورفعت البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية، ومع ذلك اندفع المستثمرون إلى الأسهم والسندات بعد أن ألمح المسؤولون إلى أن الدورة الحالية للتشديد النقدي قد تقترب من نهايتها.
وارتاح المستثمرون بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن "عملية خفض التضخم" في الاقتصاد الأميركي جارية.
وأضافت الولايات المتحدة 517 ألف وظيفة في يناير، وهي أعلى بكثير من 185 ألف وظيفة التي توقعها الاقتصاديون في وول ستريت. وأضاف الاقتصاد 260 ألف وظيفة في ديسمبر. وانخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ عقود عدة بنسبة 3,4 في المئة، من 3,5 في المئة خلال الشهر السابق.
وقال كبير الاقتصاديين في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، برايان كولتون: "قبل صدور هذه الأرقام، كنا نظن أنه تبقت لبنك الاحتياطي الفيدرالي زيادة أخرى فقط، لكن أرقام الوظائف الجديدة تجعلني أعتقد أنه يوجد الآن على الأقل زيادتان إضافيتان على الأقل"، حسب فايننشال تايمز.
وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا زيادة الوظائف 185 ألفا والأجور 4,3 في المئة على أساس سنوي.
ووصل معدل البطالة في يناير إلى 3,4 في المئة مقابل 3,5 في المئة في ديسمبر. ومن المفترض أن يسمح تقرير الوظائف للمركزي الأميركي بالحفاظ على وتيرة معتدلة لرفع أسعار الفائدة وتقليل أخطار الركود هذا العام.
قرارات رفع الفائدة خلال الأسبوع
رفع بنك إنكلترا أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، الخميس، لكنه تخلى عن تعهده بمواصلة زيادتها "بقوة" إذا لزم الأمر، وقال إن التضخم ربما بلغ ذروته.
ومع خفض توقعاتها المتعلقة بالركود هذا العام، صوتت لجنة تحديد أسعار الفائدة في البنك على رفعها إلى أربعة في المئة من 3,5 في المئة، وذلك بواقع موافقة سبعة أعضاء مقابل رفض اثنين. وهذا هو أعلى معدل فائدة منذ عام 2008.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إبطاء مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى ربع نقطة مئوية، لكنه قال إنه يتوقع أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات، وفق رويترز.
ورفع البنك المركزي الأوروبي كذلك أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية الخميس إلى 2,5 في المئة. وزاد البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي، الخميس، وأشار إلى زيادة أخرى بمقدار نصف نقطة مئوية في مارس مواصلا سياسة التشديد النقدي حتى مع إبطاء بعض أقرانه في العالم للوتيرة.