شعار شركة ديزني
شعار شركة ديزني

تستمر موجة تسريح العمال و"عصر النفقات" بالنسبة للشركات، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. ومن شركات التكنولوجيا إلى شركات صناعة المحتوى والترفيه، تستعد ديزني لتسريح 7 آلاف موظف، حسب ما أعلنت الأربعاء، في لقاء المساهمين للكشف عن الأرباح.

ويشير تقرير لموقع سي أن بي سي إلى "إعادة هيكلة واسعة" تقوم بها ديزني، التي ستلغي 7 آلاف وظيفة وتخفض نفقاتها بقيمة 5.5 مليارات دولار، بما في ذلك 3 مليارات دولار في توفير المحتوى.

وقالت ديزني، الأربعاء، إنها تخطط لإعادة التنظيم في ثلاثة أقسام، مع خفض آلاف الوظائف وخفض التكاليف.

وتبعا لهذه الخطوة، ستحصر ديزني نشاطها بثلاثة أقسام رئيسية، وتمثل هذه الخطوة أهم إجراء اتخذه بوب إيغر منذ عودته إلى الشركة بصفته رئيسا تنفيذيا في نوفمبر، وفق سي أن بي سي>

وأعلنت ديزني عن التغييرات بعد دقائق من نشرها لأحدث أرباحها الفصلية، الأربعاء، فكشفت أيضا أنها ستخفض 5.5 مليارات دولار من التكاليف، والتي ستتألف من 3 مليارات دولار من المحتوى، باستثناء المحتوى الرياضي، و2.5 مليار دولار المتبقية من التخفيضات غير المتعلقة بالمحتوى.

وقال مسؤولون تنفيذيون في ديزني إن خفض التكاليف بنحو مليار دولار بدأ بالفعل منذ الربع الماضي. وذكرت ديزني أيضا أنها ستلغي 7 آلاف وظيفة من قوتها العاملة. وسيكون ذلك نحو 3 في المئة مما يقارب 220 ألف شخص وظفتهم اعتبارا من 1 أكتوبر، مع ما يقرب من 166 ألفا في الولايات المتحدة ونحو 54 ألفا على مستوى العالم.

ويلفت تقرير وول ستريت جورنال، إلى أن التغييرات المهمة تشمل أيضا قائمة أفلام الشركة والبرامج التلفزيونية، وإعادة توزيع أرباح ديزني والتغييرات المحتملة في أسعار خدمات بث الفيديو للشركة.

وتشير العديد من تحركات إيغر إلى عكس النهج الذي اتبعه سلفه، بوب تشابك، الذي أقاله مجلس إدارة الشركة في نوفمبر. وقال إيغر في المؤتمر: "لقد حان الوقت لتحول آخر في الشركة"، موضحا أن التغييرات ستقلل النفقات وتؤدي إلى مزيد من الأرباح.

ويتعرض إيغر لضغوط لجعل أعمال البث المباشر مربحة أكثر، وإعادة رفع سعر سهم الشركة، الذي انخفض بأكثر من 40 في المئة من أعلى مستوياته في أوائل عام 2021.

وارتفعت أسهم ديزني 5.7 في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق. وأغلق السهم الأربعاء عند 111.78 دولارا، مرتفعا 0.1 في المئة خلال اليوم و29 في المئة منذ بداية العام حتى تاريخه.

وبشكل عام، في فترة ديسمبر، ارتفع إجمالي أرباح الشركة إلى 1.28 مليار دولار من 1.1 مليار دولار في الربع الأول من العام السابق. وانخفضت أرباح الشركة لكل سهم إلى 99 سنتا من 1.06 دولار قبل عام. وزادت الإيرادات بنسبة 8 في المئة لتصل إلى 23.51 مليار دولار. واعتبارا من 31 ديسمبر، كان لدى ديزني+ 161.8 مليون مستخدم على صعيد العالم، بانخفاض أكثر من 1 في المئة عن الثلاثة أشهر السابقة، وفق وول ستريت جورنال.

ويذكر أن شركات الإعلام يتطلعون إلى جعل أعمال البث المباشر الخاصة بهم أكثر ربحية. وأدت المنافسة المتزايدة إلى تباطؤ نمو المشتركين، وكانت الشركات تتطلع إلى إيجاد سبل جديدة لنمو الإيرادات. وأضاف البعض، مثل ديزني+ ونتفليكس، خيارات أرخص مدعومة بالإعلانات، حسب سي أن بي سي.

 وضمن إطار عمليات التسريح، أعلنت مايكروسوفت، في ١٨ يناير، أنها سوف تشطب عشرة آلاف وظيفة بحلول نهاية الربع الثالث من 2023، في أحدث دلالة على تسارع وتيرة التسريح بقطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة في إطار استعداد الشركات للركود الاقتصادي، حسب رويترز.

وتأتي عملية التسريح، وهي أكبر بكثير من التخفيضات في عدد الموظفين التي أجرتها مايكروسوفت العام الماضي، إلى جانب عشرات الآلاف من الوظائف التي تم شطبها في قطاع التكنولوجيا الذي توقف نموه الكبير خلال جائحة كورونا

وقالت مايكروسوفت، حينها، إن عمليات التسريح والتغييرات الأخرى ستكلف الشركة 1.2 مليار دولار في الربع الثاني من 2023.

ترامب وهاريس شاركا في المناظرة الأولى
لكل من ترامب وهاريس مواقفه التي تؤثر بشكل مباشر على أسواق المال العالمية

أقل من 4 أسابيع متبقة لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو حدث يعتبر "الأكثر تأثيرا" على الأسواق المالية العالمية بحسب تقرير لرويترز. 

فمع وجود نائبة الرئيس، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، وتقاربهما في السباق للفوز بالانتخابات المقررة في 5 نوفمبر المقبل، تباينت توقعات المؤسسات الاقتصادية بشأن أثر هذه الانتخابات وتبعات نتائجها المحتملة على الأسواق المالية العالمية.

النزاعات التجارية والضرائب أبرز هواجس الأسواق الأوروبية

الأسواق الأوروبية

بالنسبة لأسواق الأسهم الأوروبية، قد يعني فوز ترامب مشاكل للقطاعات التي تعتمد على الصادرات، سيما شركات صناعة السيارات الألمانية وغيرها من شركات السلع الفاخرة، مع تزايد المخاوف من تجدد التوترات التجارية.

وحذر البنك الاستثماري الدولي Barclays في لندن، من إمكانية حدوث انخفاض في أرباح الشركات الأوروبية إذا تجددت النزاعات التجارية، بعد أن اقترح ترامب خططًا لفرض ضرائب تتراوح بين 10-20% على جميع الواردات تقريبًا لتعزيز التصنيع الأميركي.

من ناحية أخرى، سيكون فوز هاريس نتيجة أفضل نسبيًا لأسهم الشركات الأوروبية، وقد يُعزز هذا من قطاع الطاقة المتجددة، مما يمثل دعمًا محتملاً للشركات التي لديها مشاريع كبيرة في الولايات المتحدة، لكن على المدى الطويل، فإن خطط هاريس لرفع الضرائب على الشركات من 21% إلى 28% قد تحد من هوامش الأرباح للشركات الأميركية وتلك الأوروبية التي تكسب نسبة كبيرة من إيراداتها بالدولار على حد سواء.

يمكن أيضا أن تكون لهذه الانتخابات تبعات على الحرب في أوكرانيا، إذ تساءل ترامب وبعض الجمهوريين في الكونغرس عن قيمة التمويل الأميركي لهذه الحرب المستمرة منذ عامين، بينما دفع الديمقراطيون لتعزيز الدعم لأوكرانيا.

"المخاطر الجيوسياسية" تجعل اليورو أيضا عرضة للتقلبات

تقلّبات العملات

تُعتبر التعريفات التجارية مفتاحًا للتجار في أكثر العملات تداولًا في العالم، ويُعتبر اليورو الذي يتم تداوله عند حوالي 1.09 دولار، في موقف الخسارة إذا كانت نتيجة فوز ترامب تعني ارتفاع قيمة التعريفات.

بحسب مارك داودينغ، الرئيس التنفيذي للاستثمار في BlueBay Asset Management، فأن "فوز ترامب، في نظر السوق، سيؤدي إلى انخفاض سعر اليورو إلى 1.05 دولار، بينما سيؤدي فوز هاريس إلى ارتفاع السعر في الاتجاه المعاكس، متجاوزًا 1.15 دولار."

ويقول المحللون إن المخاطر الجيوسياسية، وخاصة في الشرق الأوسط، التي تؤدي إلى زيادة أسعار النفط وتضر بالنمو الاقتصادي، تجعل اليورو عرضة للتقلبات.

وتذكر مؤسسة ING المالية أن فوز ترامب قد يؤثر سلبًا أيضًا على الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، وهما عملتان لاقتصادات تعتمد على التجارة مع الصين، وأشارت إلى أن حوالي 37% من صادرات أستراليا و29% من صادرات نيوزيلندا تتوجه إلى الصين.

كما وُصفت العملات السويدية والنرويجية بأنها عرضة أيضًا لديناميكيات التجارة العالمية، بينما قد يتعرض الدولار الكندي للضرر إذا نُظر إلى فوز هاريس بشكل سلبي بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.

بحسب مراقبين، فوز ترامب يعني المزيد من الضغوط التجارية على الصين

"المراهنة" على الصين

تذكر وكالة رويترز لأن هذه المراهنة تُعد واحدة من أكثر الرهانات خطرًا في الأسواق العالمية حاليًا، حيث أعادت تعهدات الحكومة بتحفيز الاقتصاد اهتمام المستثمرين، لكن ذلك قد يتعرض للإلغاء بسبب زيادة التعريفات أو الحروب التجارية تحت إدارة ترامب.

ويتوقع المستثمرون أن تسعى هاريس لفرض تعريفات مستهدفة، بينما يميل ترامب نحو سياسات أكثر عدوانية تسبب حالة من الاضطراب، بحسب وكالة رويترز.

ويقول كريستوف فولي، مدير الأسهم الدولية في Edmond de Rothschild "إذا فاز ترامب، ستكون الخطابات (السياسية) تجاه الشركات الصينية فظيعة" ويتوقع أن يزيد ذلك من شكوك المستثمرين الأميركيين حول الصين، ويُعزز اتجاه الشركات المتعددة الجنسيات لإزالة المواد المصنعة في الصين من سلاسل الإمداد الخاصة بها.

تضيف الوكالة، أن الصين تواجه مزيدًا من الضغوط من إدارة ترامب التي قد تقوم بمنع وصول الشركات الصينية إلى التقنيات الجديدة، مما سيحد من الإنتاجية، وأن فوز ترامب سيضغط على دول الاتحاد الأوروبي أيضًا لفصل علاقاتها مع الصين، لتنخفض أسهم الشركات الصينية بنسبة 13% إذا فرض ترامب تعريفات بنسبة 60% على السلع الصينية.

زيادة "التعريفات" على الأصول من أبرز تحديات الأسواق الناشئة

الأسواق الناشئة على المحك

تبدو أسهم الأسواق الناشئة، بحسب رويترز، جاهزة للتألق بعد أن أدت أداءً أقل من نظرائها في العالم المتقدم لعقد من الزمن. فقد بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، وتراجعت أسعار الدولار والمواد الغذائية والوقود، مما يمثل دفعة كبيرة للدول المستوردة.

يقول المستثمرون، نقلا عن الوكالة، إن فوز هاريس، قد يمنح الأصول دعمًا إضافيًا، لكن فوز ترامب، قد يؤثر سلبًا على أي تفاؤل مفرط.

فمعظم المستثمرين يقولون إن المكسيك، ذات الروابط التجارية القوية مع الولايات المتحدة، هي الأكثر عرضة للخسارة، وغالبًا ما يتجه أولئك الذين يراهنون على فوز ترامب نحو البيزو المكسيكي.

المؤسسات المالية العالمية ذكرت أن تنفيذ ترامب تهديده برفع التعريفات سيؤدي إلى خسائر تصل إلى 11% لأسهم الأسواق الناشئة عام 2025، في وقت أشارت بنوك عالمية  أن مؤشر رغبة المخاطرة في الأسواق الناشئة قريب من أعلى مستوياته منذ 15 عامًا، مما يشير إلى أن المستثمرين لا يقيّمون بالكامل مخاطر الجانب السلبي للتعريفات التي يرغب ترامب بتنفيذها على الأصول في الأسواق الناشئة بشكل عام.