الأسهم الأمريكية ترتفع 6% بعد يوم من تراجع هو الأشد لها منذ انهيار 1987 بعد إجراءات من الاحتياطي الفدرالي
رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس يقول إن التضخّم الأميركي قد يكون يسير في الاتجاه الصحيح.

قال رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس إن التضخّم الأميركي قد يكون يسير في الاتجاه الصحيح لكن من السباق لأوانه أن يعلن المصرف المركزي الانتصار في معركة احتوائه.

وشدّد رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري خلال ندوة في المدينة على أنه "لا يمكنني القول إننا انتهينا من الأمر، لكنّي أرى مؤشرات إيجابية".

ورفع الاحتياطي الفدرالي معدّلات الفائدة 11 مرّة اعتبارا من العام الماضي في محاولة لكبح تضخّم تخطى بهامش كبير معدّل 2 بالمئة المستهدف من المصرف المركزي الأميركي.

لكن على الرغم من الانخفاض الكبير في نسبة التضخّم في الأشهر الأخيرة، لا يزال أعلى من معدّل 2 بالمئة المستهدف، خصوصا إذا ما تم استثناء المواد الغذائية وأسعار الطاقة المتقلّبة.

وقال كاشكاري إنه مع سير التضخّم في الاتجاه الصحيح بات ممكنا للاحتياطي الفدرالي أن "يستغرق فترة أطول في جمع مزيد من البيانات" قبل أن يقرر مواصلة رفع معدّلات الفائدة.

يرجّح متداولو العقود الآجلة حاليا بنسبة تقارب 90 بالمئة أن يصوّت الاحتياطي الفدرالي على إبقاء معدّلات الفائدة على حالها في اجتماعه المخصّص لهذا الغرض الشهر المقبل، وفق بيانات "مجموعة سي أم إي".

وردا على سؤال حول التوقيت الذي سيبدأ فيه الاحتياطي الفدرالي خفض معدّلات الفائدة، قال كاشكاري "أريد أن أرى أدلة مقنعة على أن التضخّم يسير بالفعل في اتّجاه انحداري نحو 2 بالمئة"، مشيرا إلى أنه بعد ذلك يتطلّب الأمر بعض الوقت.

وذكر أن الاحتياطي الفدرالي قد يبدأ خفض معدّل الفائدة "الاسمية" في العام المقبل إذا استمر تباطؤ ارتفاع الأسعار.

حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز
حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين - رويترز

قالت حاكمة مصرف سوريا، ميساء صابرين، إن هناك ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام، في أعقاب الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة، التي تصل إلى 400 بالمئة.

كما ذكرت صابرين، في مقابلة مع وكالة رويترز، أنها ترغب في تعزيز استقلالية المصرف (البنك المركزي) فيما يتعلق بسياساته النقدية، في تحوّل كبير، حال حدوثه، عن الرقابة المشددة من الحكومة خلال حكم نظام الأسد.

ومن المقرر أن تساعد قطر في تمويل زيادة أجور القطاع العام في سوريا، في خطوة باتت ممكنة بعد القرار الأميركي بشأن الإعفاء من العقوبات، الذي يسمح بمعاملات مالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا.

وحول هذا الأمر، قالت صابرين: "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأميركية، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية"، وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل "حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وكانت صابرين تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، وهو القائم بأعمال الحاكم، خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر العام الماضي.

وواصلت حديثها لرويترز، قائلة: "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته، ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا.

وتابعت: "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية، نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية".

وأضافت لرويترز من مكتبها في وسط دمشق: "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية، خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

ويعاني الاقتصاد السوري من مشاكل هيكلية بعد أكثر من 13 سنة على الحرب التي دفعت بأكثر من 90 في المئة من سكان البلاد إلى تحت خط الفقر، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشار تقرير للبنك الدولي بعنوان "مراقبة الاقتصاد السوري: الجيل الضائع" صدر في يونيو 2022، إلى أن النزاع في سوريا دمّر مكاسب التنمية، حيث انخفض النشاط الاقتصادي بنسبة 50 بالمئة بين 2010 و2019.