الدولار يتراجع بعد إشارات المركزي الأميركي بشأن خفض الفائدة العام المقبل
الدولار يتوقف عن الانخفاض بعد عمليات البيع المكثفة في نوفمبر

استعاد الدولار بعض مكاسبه، الثلاثاء، ويحوم بالقرب من أعلى مستوى في أسبوع مقابل العملات المنافسة الرئيسية، في حين واصلت عملة بتكوين صعودها بفضل التفاؤل بأن الجهات التنظيمية الأميركية قد توافق قريبا على صناديق بتكوين المتداولة بالبورصة.

وارتفع الدولار بشكل طفيف مقابل الين في التعاملات المبكرة في آسيا إلى 147.23، مدعوما بتباطؤ التضخم الأساسي في طوكيو والذي فرض ضغوطا هبوطية على العملة اليابانية.

وفي غضون ذلك اقترب اليورو من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي سجله، الاثنين، وجرى تداوله في أحدث تعاملات عند 1.0840 دولار. كما اقترب مؤشر الدولار من أعلى مستوى في أكثر من أسبوع وسجل في أحدث قراءة 103.59.

ويقول محللون إن ارتفاع الدولار يرجع جزئيا إلى توقف عمليات البيع المكثفة التي جرت في الأسابيع القليلة الماضية، والتي شهدت انخفاض مؤشر الدولار ثلاثة بالمئة تقريبا، خلال نوفمبر، وهو أكبر انخفاض شهري منذ عام.

وصعد الجنيه الإسترليني 0.08 بالمئة إلى 1.2642 دولار، لكنه كان بعيدا بعض الشيء عن أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر المسجلة في الآونة الأخيرة، وكذلك ابتعد الدولار النيوزيلندي قليلا عن أعلى مستوى في أربعة أشهر وسجل في أحدث تعاملات 0.6173 دولار.

واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6620 دولار قبيل قرار بنك الاحتياطي الأسترالي بشأن سعر الفائدة المقرر، في وقت لاحق الثلاثاء، وسط توقعات بأن البنك المركزي سيبقي الفائدة دون تغيير.

وبالنسبة للعملات المشفرة، سجلت بتكوين في أحدث تعاملات 41873 دولارا، وهو مستوى ليس بعيدا عن ذروة الجلسة السابقة البالغة 42404 دولارات، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2022.

ارتفعت أسعار أكبر عملة مشفرة في العالم 153 بالمئة تقريبا هذا العام بسبب توقعات خفض الفائدة الأميركية والرهانات على أن الجهات التنظيمية الأميركية ستوافق قريبا على صناديق بتكوين المتداولة بالبورصة، ما يفتح سوق تلك العملة المشفرة لملايين المستثمرين الآخرين.

غزة- عملة- أرشيف
أزمة السيولة عقّدت النشاط التجاري الهش في غزة وفتحت المجال لانتشار العملة المزيفة

أدى إغلاق فروع المصارف في غزة ووقف تدفق العملة الجديدة منذ بداية الحرب إلى أزمة حادة في تداول العملة، حيث يستخدم السكان نفس الأوراق النقدية البالية منذ ما يقارب العام.

هذه الأزمة عقّدت النشاط التجاري الهش وفتحت المجال لانتشار العملة المزيفة.

وفي ظل هذه الظروف، ظهرت مهنة جديدة تُعرف بـ"تنظيف الأوراق النقدية" في غزة. فمقابل رسوم بسيطة، يمكن لسكان القطاع تنظيف أوراقهم النقدية البالية لإعادة استخدامها.

وبحسب صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية، تبلغ تكلفة تنظيف ورقة بقيمة 100 شيكل، 4 شواكل (نحو 1.20 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 20 شيكل تكلف 2 شيكل (نحو 0.60 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 200 شيكل تُنظّف مقابل 5 شواكل (نحو 1.50 دولار أميركي).

كما طوّر البعض طرقاً لإصلاح الأوراق التالفة وتجديدها باستخدام مواد تنظيف خاصة. 

وتُعيد الأسواق في غزة تداول الأوراق القديمة والممزقة من فئات 100 و20 شيكل.

وفي تصريحات للإعلام المحلي، قال بائع الخضار محمد غازي: "الأوراق النقدية تُستخدم كثيراً حتى تتعفن، وأرفض قبولها"، وهو الوضع الذي يجعل العديد من سكان غزة في حاجة ماسة إلى نقود صالحة.

من جانبه، أوضح محمود عبد النبي، العامل في محل صرافة، أنه "ينظف الأوراق القديمة بالماء والصابون، ويتركها لتجف في الشمس، ثم يعيدها للعملاء".

وأضاف "أغسل بين 10 آلاف و15 ألف شيكل يومياً".

من جانبه، حذر التاجر، منير السيد، من العواقب الاقتصادية التي تواجه غزة، لا سيما في شمال القطاع حيث تكاد تكون الأنشطة التجارية معدومة.

وقال وفق ما نقلته نفس الصحيفة: "الحل الوحيد هو إعادة فتح المصارف التي أُغلقت منذ بداية الحرب، واستبدال الأوراق النقدية البالية، وضخ أوراق نقدية جديدة في السوق".

يُذكر أن السحوبات من أجهزة الصراف الآلي في غزة، أصبحت تفرض رسوماً تتراوح بين 10 و20 في المئة.

وقبل الحرب، كان هناك نحو 20 مكتب صرافة في مدينة غزة وحدها، تدير العديد منها أو تفرض عليها حركة حماس، التي تحكم القطاع، الضرائب.

أزمة سيولة حادة تضرب القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023

وكانت هذه المحلات تتعامل بعملات متنوعة، بما في ذلك الشيكل الإسرائيلي والدينار الأردني والدولار الأميركي والجنيه المصري، مع تحديد الأسعار بناءً على الطلب في السوق.

يذكر أن الحرب المستمرة في غزة منذ ما يقرب من عام، تسبّبت  بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأدى ذاك الهجوم إلى مقتل نحو 1199 شخص، معظمهم مدنيون، وفق أرقام إسرائيلية رسمية. كما تم اختطاف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.

وأدى القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على القطاع  إلى مقتل ما لا يقل عن 40939 شخصا، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.