يمثل إنتاج أنغولا البالغ 1.2 مليون برميل يوميا حوالي 2 في المئة من إجمالي إنتاج تحالف "أوبك +"
يمثل إنتاج أنغولا البالغ 1.2 مليون برميل يوميا حوالي 2 في المئة من إجمالي إنتاج تحالف "أوبك +"

أعلنت أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، أنها ستترك منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بعد خلافات حول أهداف إنتاجها، مما وجه "ضربة" للمنظمة النفطية التي ترأسها السعودية، وفق ما ذكرته "فاينانشال تايمز"، التي ذكرت أن الدولة الأفريقية اتخذت القرار بعد "خلافات" مع الرياض.

ويأتي القرار بعد أن خفّضت مجموعة المنتجين هدف إنتاج النفط الأنغولي، الشهر الماضي، كجزء من سلسلة التخفيضات التي تقودها السعودية للمساعدة في دعم الأسعار.

وانخفض خام برنت، مؤشر النفط الخام الدولي، بنسبة 1.8 في المئة إلى 78.26 دولارا للبرميل، الخميس، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.1 في المئة إلى 72.69 دولارا للبرميل.

وانضمت أنغولا إلى منظمة أوبك، في عام 2007، لكنها اختلفت مع السعودية في الاجتماعات الأخيرة حول محاولات خفض "خط الأساس" لإنتاجها، أي المستوى الذي يتم من خلاله حساب حصة الإنتاج لكل عضو، ليعكس الانخفاض في القدرة الإنتاجية للبلاد.

وانسحبت أنغولا من اجتماع أوبك في يونيو، لكنها وافقت في نهاية المطاف، إلى جانب نيجيريا والكونغو، على مراجعة خط الأساس لإنتاجها من قبل طرف ثالث مستقل. وبعد هذه المراجعة، تم خفض خطوط الأساس للدول الثلاث لعام 2024 في اجتماع أوبك الأخير في نوفمبر.

وقالت هيليما كروفت، المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ورئيسة أبحاث السلع في "RBC Capital Markets" لفاينانشال تايمز، إن أنغولا لم تقر أبدا اتفاق يونيو، الذي سمح للإمارات، العضو في منظمة أوبك، بزيادة خط الأساس لعام 2024 بينما تم خفض خط الأساس الخاص بها.

وقالت: "لقد وُضعت بذور هذا الخروج في يونيو.. كانت أنغولا واحدة من الأعضاء الأكثر مزاجية، حيث نظمت العديد من الاجتماعات في الأمانة العامة خلال السنوات الأخيرة".

ويمثل الرحيل "ضربة لأوبك"، وفق وصف الصحيفة. لكنه لن يكون له تأثير كبير على قدرة المنظمة على التأثير في السوق، وفق ما يراه مراقبون.

ويمثل إنتاج أنغولا البالغ 1.2 مليون برميل يوميا حوالي 2 في المئة من إجمالي إنتاج تحالف "أوبك +"، الذي يضم روسيا أيضا.

وقالت كروفت: "بالنظر إلى حجم إنتاج البلاد، فإن هذا الخروج لن يؤثر بشكل ملموس على عمليات المجموعة".

وحذر بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية في "SEB"، من اعتبار رحيل أنغولا علامة على تواجد مشكلة أكبر في المجموعة.

وأضاف لفاينانشال تايمز "سيستخدمها المتشائمون دائمًا بشأن النفط كذريعة لبيع النفط .. ما يهم حقا هو روسيا والسعودية. هذه ليست إشارة إلى أن بقية أعضاء أوبك ينهارون".

وتكافح أنغولا من أجل عكس تراجع الإنتاج منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وذكرت وكالة الإعلام الرسمية، الخميس، أن القرار، الذي أعلنه وزير النفط ديامانتينو أزفيدو، تم اتخاذه في اجتماع لمجلس الوزراء ووافق عليه رئيس البلاد، جواو لورينسو.

وقال أليكس فاينز، رئيس برنامج أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث لفاينانشال تايمز، إن أنغولا اتبعت بشكل متزايد "سياسة خارجية انتقائية" في عهد لورينسو، الذي أصبح رئيسا في عام 2017، "والخروج من أوبك جزء من ذلك".

وعلى الرغم من أن البلاد كانت تتمتع بروابط تاريخية مع الاتحاد السوفييتي، إلا أنها أضحت أكثر استعدادا لانتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى.

وقال محللون إن أنغولا أصبحت مستاءة من الاتجاه الذي اتخذته أوبك، والذي تحدده عادة السعودية وروسيا، وعدم الاهتمام بآراء المنتجين الصغار مثلها.

وأشار ريكاردو سواريس دي أوليفيرا، أستاذ السياسة الأفريقية بجامعة أكسفورد للصحيفة، إلى أن أنغولا أصبحت أقرب إلى الولايات المتحدة في عهد لورينسو، على الرغم من أنه لا يرى كيف أن مغادرة أوبك سيخدم مصالح واشنطن تلقائيا.

واستضاف الرئيس الأميركي، جو بايدن، لورينسو، الشهر الماضي، والتزمت الولايات المتحدة باستثمار أكثر من مليار دولار في البلاد، بما في ذلك 900 مليون دولار في مشروع للطاقة الشمسية يهدف إلى المساعدة في تسريع تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.

العملة تشير إلى محاولة اغتيال ترامب في يوليو الماضي (AFP)
العملة تشير إلى محاولة اغتيال ترامب في يوليو الماضي (AFP)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليل الجمعة السبت إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترامب في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية "تروث سوشل" وعلى منصة "إكس" هذه العملة الرقمية الجديدة باعتبارها "عملة ميم"، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجا على الإنترنت.

ليس لـ"عملة ميم" فائدة اقتصادية أو معاملاتية وغالبا ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت.

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة "تحتفي بزعيم لا يتراجع أبدا، مهما كانت الظروف"، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترامب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو الماضي التي أفضت إلى انتخابه رئيسا.

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة حوالى ستة مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة "فايت فايت فايت" لإضافة 800 مليون غيرها في غضون ثلاث سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترامب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظريا حوالي 24 مليار دولار بحسب السعر الحالي.