الذهب استثمار آمن لدى البعض
الذهب استثمار آمن لدى البعض

ارتفعت أسعار الذهب هذا الأسبوع إلى مستويات قياسية، بعدما زادت أكثر من 14 في المئة منذ بداية الربع الجاري، مسجلة أفضل أداء ربع سنوي منذ يناير 2016.

وارتفعت نحو ستة في المئة هذا الشهر بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2685.42 دولار، الخميس الماضي.

ورغم تراجع الأسعار قليلا، الاثنين، لا تزال تتجه لتحقيق أكبر مكسب ربع سنوي لها، في أكثر من ثماني سنوات.

وبحلول الساعة 1203 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 2641.50 دولار للأوقية (الأونصة) التي تعادل 31 غراما، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2663.50 دولار.

وأغلق سعر الذهب في نيويورك عند أكثر من 2657 دولارًا للأوقية، وهذا من شأنه أن يجعل سبيكة من الذهب تزن 400 أوقية تساوي اليوم أكثر من 1.06مليون دولار.

ويعني الارتفاع القياسي أن سعر الذهب ارتفع مئات الدولارات للأوقية على مدار العام الماضي.

ويقول محللون إن سعر الذهب ارتفع بنحو 30 في المئة حتى الآن، هذا العام، متجاوزًا مكاسب مؤشر "آس أند بي 500" القياسي بنحو 20 في المئة.

وتعود المكاسب الأخيرة التي حققها المعدن النفيس إلى حد كبير إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي المستمرة، والتوترات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، وفق موقع "صوت أميركا".

ويتزايد الطلب على شراء الذهب عندما تكون هناك مخاوف اقتصادية تتعلق على سبيل المثال بالتضخم وقوة الدولار الأميركي، مما يدفع البعض إلى البحث عن أماكن بديلة لإيداع أموالهم.

وهذا الأمر حدث أيضا خلال جائحة كوفيد.

ومن أهم أسباب عدم اليقين أيضا التوترات الجيوسياسية التي تصاعدت خلال الأيام الأخيرة مع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، واستمرار الحرب في غزة وأوكرانيا.

وفي أسواق مثل الولايات المتحدة، هناك أيضا قلق خاص بشأن بيانات الاقتصاد وسوق العمل، بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي خفض معدلات الفائدة على الاقتراض.

ويخشى الناس حدوث "أي حالة من الاضطرابات الاقتصادية، لهذا السبب يستثمرون في قدر من الذهب في محافظهم باعتباره ملاذاً آمنا"، وفق ميشيل ساليبي، كبير محللي السوق في شركة FxPro.

ويشير محللون أيضا إلى الطلب القوي من البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم.

جو كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي، قال الشهر الماضي إن الطلب من جانب البنوك المركزية كان أعلى كثيراً من متوسط السنوات الخمس الماضية، وهو ما يعكس "القلق المتزايد بشأن التضخم والاستقرار الاقتصادي".

وأضاف ساليبي أن التدابير التحفيزية الأخيرة في الصين التي تهدف إلى تعزيز زيادة الاستهلاك ستزيد من استثمارات التجزئة، وبالتالي دعم أسعار الذهب.

وكان البنك المركزي الصيني أعلن إجراءات غير مسبوقة منذ رفع القيود المتعلقة بكوفيد لدعم الاستهلاك والعقارات، على أمل تحفيز النشاط الذي يجتاز مرحلة عصيبة.

وأعلن البنك في بيان تخفيض معدل الفائدة على القروض متوسطة الأجل للمؤسسات المالية من 2,3 في المئة إلى 2 في المئة، في أدنى مستوى له.

ورافق هذا التخفيض ضخ 300 مليار يوان (38 مليار يورو) في الاقتصاد، بحسب البنك المركزي، في وقت تفتقر فيه البلاد إلى السيولة.

هل يستحق الذهب الاستثمار فيه؟

يطلق على الذهب "الملاذ الآمن"، ويرى أنصار الاستثمار في هذا المعدن أنه مفيد من ناحية تنويع وموازنة محافظ الاستثمار، فضلا عن تخفيف المخاطر المحتملة في المستقبل. ويفضل البعض شراء شيء ملموس تزداد قيمته بمرور الوقت.

لكن الخبراء يحذرون من وضع كل البيض في سلة واحدة.

ويقول ساليبي إنه لا ينبغي على المستثمرين الأفراد والمؤسسات الخوف من تفويت الفرصة والمخاطرة بكل أموالهم لمجرد أنهم يرون الآخرين يجنون المكاسب.

وينصح المستثمرين بمراقبة السوق وأن يكون لديهم دائمًا استراتيجية واضحة لإدارة المخاطر.

وإذا هدأت التوترات الجيوسياسية، يتوقع ساليبي أن يتم تصحيح سعر الذهب قليلاً، وربما ينخفض حول 50 إلى 80 دولارًا.

ويتوقع أن يتجاوز سعر الذهب قريبا عتبة 2700 دولار التي تنبأ بها سابقًا لعام 2025، وربما يصل إلى 2800 أو 2900 دولار إذا استمرت الاتجاهات الحالية.

ورفع بنك غولدمان ساكس، الاثنين، توقعاته لسعر الذهب إلى 2900 دولار للأوقية من 2700 دولار في أوائل 2025، مشيرا إلى انخفاضات أسرع في أسعار الفائدة قصيرة الأجل في الغرب والصين وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية، وفق رويترز.

وقال غولدمان ساكس "نؤكد مجددا توصيتنا بشراء الذهب لفترة طويلة بسبب الدعم التدريجي الناجم عن انخفاض أسعار الفائدة عالميا وارتفاع الطلب من البنوك المركزية والمكاسب التي يوفرها اللجوء إلى التحوط في الذهب في مواجهة المخاطر الجيوسياسية والمالية والركود"، وفق رويترز.

ومع ذلك، ينبغي الحذر.

ويرى البعض أن التحوط في الذهب ليس دائما الحل الأمثل، فالمعادن الثمينة قد تكون متقلبة، والأسعار ترتفع مع ارتفاع الطلب، مما يعني أنه "عندما يكون هناك قلق اقتصادي أو عدم استقرار، فإن الأشخاص الذين يستفيدون عادةً من هذه المعادن هم البائعون".

وتقول لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية إنه إذا اخترت الاستثمار في الذهب، يجب تثقيف نفسك بشأن ممارسات التداول الآمنة والحذر من عمليات الاحتيال والتزوير المحتملة في السوق.

صورة أرشيفية للأمير السعودي الوليد بن طلال، صاحب الشركة الأبرز في بناء برج جدة- فرانس برس
صورة أرشيفية للأمير السعودي الوليد بن طلال، صاحب الشركة الأبرز في بناء برج جدة- فرانس برس

أعلن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، استئناف العمل بمشروع بناء برج جدة، الذي بدأ عام 2013 وتم تأجيله في 2017، إثر حملة مكافحة الفساد التي طالت الأمير نفسه، حين تم احتجازه آنذاك في فندق "ريتز كارلتون" الرياض.

وهذه الصفقة الأكثر شهرة التي تشمل الوليد بن طلال، وشركته القابضة منذ عام 2017.

ويعد المشروع بأن يكون برج جدة الأعلى في العالم بارتفاع 1000متر، متفوقاً على برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية (828 متراً). ومن المتوقع إنجازه عام 2028.

وفي منشور على منصة إكس، الأربعاء الماضي، كتب الوليد بن طلال "عُدنا" برفقة فيديو خاص بالتصميم الافتراضي للبرج.

وبحسب صحيفة "الاقتصادية" السعودية، وقعت شركة "جدة الاقتصادية" مع مجموعة "بن لادن" ، الأربعاء الماضي، اتفاقية لاستكمال بناء مشروع برج جدة، بقيمة تتجاوز أكثر من 8 مليارات ريال سعودي.

وقالت إن هذه الاتفاقية جاءت بعد أيام من تأسيس تحالف للاستحواذ على صندوق الإنماء "جدة الاقتصادية" بقيمة 6.8 مليار ريال، بحضور رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة" الأمير الوليد بن طلال، ورئيس مجلس إدارة شركة "سمو" القابضة عايض القحطاني.

ويضم التحالف في الصندوق الجديد الذي يملك برج جدة، شركة "سمو القابضة"، و"المملكة القابضة" التي تمتلك نسبة 40% فيه، بالإضافة لشركة "جدة الاقتصادية".

وكان برج جدة أحد أكثر المشروعات طموحا للوليد بن طلال، الذي صنع ثروته في العقارات والبنوك قبل بناء محفظة عالمية تضمنت حصصا في "ديزني" و"أبل"، لكنها توقفت بعد حملة استثنائية لمكافحة الفساد أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طالت الوليد وكبار المسؤولين التنفيذيين من مجموعة "بن لادن" السعودية، الشريك في مشروع البرج، والمقاول الرئيسي له.

حينذاك، ألقي القبض على مئات من الأمراء ورجال الأعمال وكبار المسؤولين واحتجزوا في فندق "ريتز كارلتون"، دون أن يتم الإعلان عن التهم الموجهة إليهم. وتم الإفراج عن معظمهم بعد التوصل إلى تسويات لم تكشف عنها مع الحكومة، التي قالت إنها حصلت على 100  مليار دولار.

السعودية.. معلومات جديدة عن 'محتجزي ريتز كارلتون'
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على توقيف عشرات الأمراء ورجال الأعمال السعوديين على خلفية اتهامات بالفساد واحتجازهم في فندق ريتز كارلتون الفخم في الرياض، ما هي آخر تطورات هذا الملف؟

سعود المعجب النائب العام السعودي، كشف في تصريحات لوكالة "بلومبرغ" أن 90 "مشتبها بهم" أطلق سراحهم و95 آخرين لا يزالون محتجزين "من بينهم خمسة يدرسون عروض تسوية".

وأورد تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية، اليوم الأحد، أن هذا الإعلان الخاص ببرج جدة، جاء ضمن سلسلة إعلانات لمشروعات عقارية في السعودية، منها إعلان سلسلة فنادق "حياة" أنها ستقيم فندقين فاخرين في مدينة نيوم المستقبلية على الساحل السعودي شمال غرب البلاد، وهي محور مشروع "رؤية 2030" لمحمد بن سلمان.

كما أعلنت سلسلة فنادق "ماريوت" العالمية أيضاً عن خططها لبناء منتجع "ريتز كارلتون" في جزيرة أمالا على ساحل البحر الأحمر.

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن هذا الإقبال على المشروعات الجاذبة للمستثمرين والزوّار الأجانب يتزامن مع خطط الحكومة السعودية لخفض الإنفاق في عام 2025 وقلق من اتساع العجز في الميزانية نتيجة انخفاض عائدات النفط.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، قالت وزارة المالية السعودية، في البيان التمهيدي للميزانية لعام 2025 إن المملكة تتوقع عجزاً بمقدار 2.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية 2025.

وأشارت توقعات الوزارة الأولية إلى أن الرقم القياسي لمعدّل التضخم لعام 2024 قد يصل إلى نحو 1.7 في المئة. بينما يُتوقع أن يسجل عام 2025 نمواً في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.6 في المئة.