مبنى الاحتياطي الفدرالي الأميركي في واشنطن
مبنى الاحتياطي الفدرالي الأميركي في واشنطن

في الوقت الذي كانت فيه الأسواق ومن خلفها المستثمرون يتوقعون إقدام الاحتياطي الفدرالي الأميركي على خفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، خرج، جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بتصرحات، قال فيها إن البنك ليس في عجلة من أمره لخفض جديد لأسعار الفائدة "نظرا للنمو الاقتصادي المستمر وسوق العمل القوية".

يقول ، باولو فون شيراك، رئيس معهد السياسة العالمية والخبير الاقتصادي في واشنطن، في حديث لقناة "الحرة" إنه يتفق مع رئيس الاحتياطي الفدرالي وقراره بعدم خفض سعر الفائدة، "لكن لا أحد يمكن أن يتنبأ بما سيحدث في المستقبل بسبب الديناميكية الاقتصادية المستمرة".

 

 

وأوضح شيراك أن اتخاذ القرارات مرهون بالاستقرار وعدم وقوع أزمات أو أحداث تربك الوضع الاقتصادي من حروب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا مثلا، "فكل هذه الأمور تؤثر على الاقتصاد العالمي والأميركي".

وأضاف شيراك أن ترامب وعد الناخبين بنمو اقتصادي سريع وإحدى طرق تحقيق ذلك هي خفض سعر الفائدة، فهذا التخفيض ينشط الاقتصاد وسيساعد الناس على الحصول على قرض مالي أو شراء منزل أو سيارة.

لكن رغبات ترامب، بحسب رئيس معهد السياسة العالمية والخبير الاقتصادي، قد لا تتحقق بسبب سياسات البنك الفدرالي والذي هو كيان مستقل لا يتبع للإدارة الأميركية ويتصرف باستقلالية، ويقول "من الناحية الفنية والقانونية لا يوجد رئيس أميركي يستطيع أن يفرض إرادته على البنك المركزي".

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب -رويترز
وعود ترامب الانتخابية.. كيف تؤثر على اقتصاد أميركا إذا نجح في تطبيقها؟
أثار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، جدلًا واسعًا بشأن سياسته الاقتصادية المقبلة، والتي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، إذ وعد بتمديد التخفيضات الضريبية وإدخال تخفيضات جديدة، والسير على نهج تقليص القوانين التنظيمية خصوصًا في مجال الطاقة.

ويقيم مسؤولو الاحتياطي الاتحادي والمستثمرون مدى تأثير استمرار قوة الاقتصاد الأميركي وعدم الوضوح فيما يتعلق بقائمة الأولويات الاقتصادية لإدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، سيما ما يتصل بتخفيضات الضرائب والرسوم الجمركية والحملة على الهجرة، على النمو الاقتصادي والتضخم.

وتشمل نقاط القوة في الاقتصاد معدل بطالة منخفضا يبلغ 4.1 بالمئة ونمو سنوي وصفه باول بأنه "متين" يبلغ 2.5 بالمئة، وهو ما يظل أعلى من تقديرات الاحتياطي الاتحادي لقدراته الكامنة وإنفاق المستهلكين المدفوع بارتفاع الدخل المتاح للإنفاق، والاستثمار التجاري المتزايد.

وقال باول إن البنك المركزي ما زال واثقا في استمرار عملية خفض التضخم، لكنه أيضا يقف على أهبة الاستعداد مراقبا أمورا مثل تكاليف الإسكان.

وأضاف إن الجوانب الرئيسية للتضخم "عادت إلى معدلات أقرب إلى تلك التي تتوافق مع أهدافنا... نحن نراقب عن كثب للتأكد من أنها ستعود... التضخم يقترب كثيرا من هدفنا في الأمد البعيد البالغ اثنين بالمئة، لكنه لم يبلغ ذلك بعد".

ديفيد ساكس هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس شبكة Yammer، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Pay Pal
ديفيد ساكس هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس شبكة Yammer، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Pay Pal

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنه سيعين، ديفيد ساكس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة باي بال، ليكون "مستشار البيت الأبيض للتكنولوجيا والذكاء الصناعي والعملات الرقمية".

وفي منشور على موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" قال ترامب: "يسعدني أن أعلن أن ديفيد أو. ساكس سيكون "قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض". 

وأضاف أنه "وفي هذا الدور المهم، سيوجه ديفيد سياسة الإدارة في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وهما مجالان حاسمان لمستقبل القدرة التنافسية الأميركية".

ووفق ترامب،  "سيركز ديفيد على جعل أميركا القائد العالمي الواضح في كلا المجالين. وسيحمي حرية التعبير عبر الإنترنت".

وقال ترامب إن ساكس سيعمل على وضع إطار قانوني "حتى تتمتع صناعة العملات المشفرة بالوضوح الذي كانت تطلبه، ويمكنها الازدهار في الولايات المتحدة. وسيقود ديفيد أيضا المجلس الرئاسي للمستشارين للعلوم والتكنولوجيا".

وكان ترامب، الذي وصف العملات الرقمية في وقت سابق بأنها "احتيال"، قد تبنى الأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية، واعدًا بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية في العالم"، وجمع مخزون وطني من البيتكوين.

وتجاوزت عملة البيتكوين حاجز الـ100,000 دولار لأول مرة مساء الأربعاء، وسط توقعات بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ستوفر بيئة تنظيمية مواتية لسوق العملات المشفرة.

ساكس هو أيضًا الرئيس التنفيذي السابق لشركة "زينفيتس Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس "يامر Yammer"، وهو شبكة اجتماعية موجهة للمستخدمين في الشركات.

وزادت قيمة بتكوين بأكثر من الضعف هذا العام وارتفعت بنحو 45 بالمئة منذ فوز ترامب في الانتخابات، الذي صاحبه أيضا انتخاب عدد كبير من المشرعين المؤيدين للعملات المشفرة في الكونغرس.

وتسعى العديد من شركات العملات المشفرة، بما في ذلك "ريبل" و"كراكن" و"سيركل"، للحصول على مقعد في المجلس الاستشاري للعملات المشفرة الذي وعد به ترامب، بهدف التأثير على خططه لإصلاح سياسات الولايات المتحدة المتعلقة بالقطاع.

وقد يكون لترامب نفسه مصلحة في هذا القطاع. ففي سبتمبر، أعلن عن إطلاق عمل تجاري جديد في مجال العملات المشفرة يحمل اسم "World Liberty Financial".

وعلى الرغم من قلة التفاصيل حول المشروع، إلا أن المستثمرين اعتبروا اهتمام ترامب الشخصي بالقطاع مؤشرا إيجابيا.

وحتى الملياردير إيلون ماسك، الحليف الرئيسي لترامب، يُعد من الداعمين للعملات المشفرة.

وشهدت عملة "البيتكوين" انتعاشا سريعا بعد تراجعها إلى أقل من 16 ألف دولار في أواخر عام 2022، مدعومة بالموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بعملة البتكوين المدرجة في الولايات المتحدة في يناير من هذا العام.