Follow @verasarkis
بدأ الصباح باكرا في الولايات المتحدة، وبدت مراكز الإقتراع على إستعداد لحسم السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض مع نهاية النهار.
ليلة البارحة، أنجزت إستعداداتي لتكون تغطية الانتخابات كاملة بكل أدوات تكنولوجيا العصر، وهي إنتخابات تجري للمرة الأولى في تاريخها على وقع إعصار مدمر أنهك الناس بعدما أنهكتهم الحملات الانتخابية.
وحده صندوق الاقتراع هو الذي سيصنع الخبر عندما يهدأ إعصار الناخبين في المساء، لتبدأ فعليا مرحلة حبس الأنفاس للمرشحين باراك أوباما وميت رومني.
الناخبون يقترعون بهدوء وفي طوابير منتظمة لا تعكرها أي شائبة لأن الترتيبات الانتخابية كانت منجزة قبل فترة طويلة.
بدأت الجولة الإنتخابية في مدرسة ثانوية بمدينة "سبرينغ فيلد" في ولاية فيرجينيا، وقد تحولت إلى مركز إنتخابي شهد حضورا مكثفا من الناخبين.
أحد الموظفين الرسميين ساعدني بالدخول إلى داخل قاعة الإقتراع من دون ان أنتظر في الصف كما بقية الناخبين ثم عرفني على السيدة ماري لانغ وهي إحدى المشرفات على العملية الانتخابية التابعة لموظفي مقاطعة فيرفاكس.
لانغ التي تنتخب للحزب الديموقراطي، أكدت لنا تصويت ما مجموعه 540 ناخبا من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة، واعتبرت أن كثافة الناخبين ستستمر حتى إنتهاء اليوم الانتخابي.
وأمام مدخل مركز الإقتراع توقفت عند خروج أحد الناخبين الذي ألصق على ثيابه إشارة "أنا إقترعت" ويدعى مايك بايبل، بادرته بالسؤال عن هوية المرشح الذي صوت له فرد باعتزاز "لقد صوت لميت رومني لأنه الأفضل للبلاد"، ولفت إلى أنه لم يشهد مثل هذا الاقبال منذ 35 عاما، مؤكدا أن المواطنين متحمسون ومتشجعون.
ولدى وصولي إلى مركز إقتراع آخر في مدرسة ثانوية صادفت أحد المرشحين عن إحدى الدوائر الانتخابية في مجلس ولاية فرجينيا وهو المرشح مارك سيكلز الذي أثنى على حماسة وإندفاع الناخبين على التصويت بكثافة.
سلسلة ملاحظات
لكن هذا المرشح الديموقراطي، عدّد سلسلة ملاحظات قال إنه يجب أخذها في الاعتبار وتتناول بداية توفير العدد الكافي من الموظفين ومراكز الاقتراع لكي يتمكن الناخبون من الادلاء بصوتهم بسرعة مقبولة دون الانتظار لساعة أو أكثر.
وقال سيكلز إنه يجب على السلطات ان تخفف من عناء الناخبين وتسهل عليهم الإدلاء بأصواتهم لأن بعضهم جاء من مسافة بعيدة وترك عمله ثم سيعود بعد أن يدلي بصوته، معتبراً أنه كان يجب على الحكومة كما يجري في كل دول العالم أن تعلن اليوم الانتخابي بمثابة عيد وطني تقفل فيه الإدارات الرسمية والخاصة والشركات لكي يكون امام الناخبين الوقت الكافي للتصويت.
وبعدها توجهت إلى المركز الانتخابي وهو عادة مقر المكتبة العامة في مدينة الكسندريا، وعندما إقتربت من إحدى الناخبات التي مضى على إنتظارها أكثر من ساعة لكي تتمكن من الإدلاء بصوتها، سألتها عمن ستصوت فقالت إنها حتى الساعة لم تحدد خيارها على الرغم من توجهها إلى مركز الإقتراع هنا في مكتبة كينغز تاون.
ولكنها أضافت أنها لا تزال حائرة بين تركيزها على القضايا الداخلية ولاسيما الوضع الاقتصادي، أو بين إهتمام المرشحين بالسياسة الخارجية، وختمت بالقول إنها عندما تصل عند صندوق الإقتراع تتمنى أن تكون قد حسمت أمرها.
أما الناخب جون الذي عرّف عن نفسه بأنه موظف حكومي فهو وقف ينتظر في مركز هايفيلد للإدلاء بصوته وعلى الرغم من عدم الإفصاح لمّن سيصوت إلا أنه بدا مستاءً من سياسة التقشف التي إنتهجها الرئيس أوباما وقال ببساطة إن متقطعات عدة جرت على راتبه وغلاء المعيشة يتصاعد منذ سنتين.
وفي المركز الانتخابي الذي أقيم في مدرسة أخرى كان لافتا وقوف ناخبي الحزبين الجمهوري والديموقراطي في صف طويل ينتظرون للإدلاء بأصواتهم منذ ساعات الصباح الأولى.
ويشير ألكس وهو من الناخبين الذين يصوتون للحزب الديموقراطي إلى أنه مقتنع بخياراته ويعتبر أن وصول الرئيس أوباما للمرة الثانية إلى البيت الأبيض سيمنحه المزيد من الفرص والتخطيط لتنفيذ سياساته. وقال إن الرئيس قادر على إستنهاض البلاد على المستوى الاقتصادي.
زاوية اللاقرار
فيما تشير إحدى الناخبات المخضرمات وتدعى برندا وهي تسكن في دائرتها الانتخابية منذ سنوات طويلة إلى أنها تشعر بالحماسة الزائدة في الانتخابات هذا العام، وهي لاحظت الكثافة في صفوف المقترعين، وهي من منطلق خبرتها في عمليات التصويت توقعت أن تطول عملية إصدار النتائج.
النهار الانتخابي طويل، وكلّ اميركي اخذ نصيبه من الحملات الانتخابية وصوت لهذا الحزب أو ذاك... ولكن يبدو أن بعض الناخبين المستقلين أو الذين لم يحددوا رأيا كانوا في عالم آخر، إنهم غرّدوا خارج الحلبة الانتخابية وتمركزوا في زاوية اللاقرار فشاءوا أن يتنازلوا عن حقهم الانتخابي بعدما أرعبتهم مجريات الاعصار ساندي.
همهم التعويض عن أحباء لهم خسروا كل ما عندهم غير آبهين بمصير المعركة ولا بهوية الرئيس المقبل طالما أن همومهم اليومية قذفتها الأعاصير ولن يعوضهم التصويت لهذا المرشح أو ذاك عما فقدوه.
بدأ الصباح باكرا في الولايات المتحدة، وبدت مراكز الإقتراع على إستعداد لحسم السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض مع نهاية النهار.
ليلة البارحة، أنجزت إستعداداتي لتكون تغطية الانتخابات كاملة بكل أدوات تكنولوجيا العصر، وهي إنتخابات تجري للمرة الأولى في تاريخها على وقع إعصار مدمر أنهك الناس بعدما أنهكتهم الحملات الانتخابية.
وحده صندوق الاقتراع هو الذي سيصنع الخبر عندما يهدأ إعصار الناخبين في المساء، لتبدأ فعليا مرحلة حبس الأنفاس للمرشحين باراك أوباما وميت رومني.
الناخبون يقترعون بهدوء وفي طوابير منتظمة لا تعكرها أي شائبة لأن الترتيبات الانتخابية كانت منجزة قبل فترة طويلة.
بدأت الجولة الإنتخابية في مدرسة ثانوية بمدينة "سبرينغ فيلد" في ولاية فيرجينيا، وقد تحولت إلى مركز إنتخابي شهد حضورا مكثفا من الناخبين.
أحد الموظفين الرسميين ساعدني بالدخول إلى داخل قاعة الإقتراع من دون ان أنتظر في الصف كما بقية الناخبين ثم عرفني على السيدة ماري لانغ وهي إحدى المشرفات على العملية الانتخابية التابعة لموظفي مقاطعة فيرفاكس.
لانغ التي تنتخب للحزب الديموقراطي، أكدت لنا تصويت ما مجموعه 540 ناخبا من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة، واعتبرت أن كثافة الناخبين ستستمر حتى إنتهاء اليوم الانتخابي.
وأمام مدخل مركز الإقتراع توقفت عند خروج أحد الناخبين الذي ألصق على ثيابه إشارة "أنا إقترعت" ويدعى مايك بايبل، بادرته بالسؤال عن هوية المرشح الذي صوت له فرد باعتزاز "لقد صوت لميت رومني لأنه الأفضل للبلاد"، ولفت إلى أنه لم يشهد مثل هذا الاقبال منذ 35 عاما، مؤكدا أن المواطنين متحمسون ومتشجعون.
ولدى وصولي إلى مركز إقتراع آخر في مدرسة ثانوية صادفت أحد المرشحين عن إحدى الدوائر الانتخابية في مجلس ولاية فرجينيا وهو المرشح مارك سيكلز الذي أثنى على حماسة وإندفاع الناخبين على التصويت بكثافة.
سلسلة ملاحظات
لكن هذا المرشح الديموقراطي، عدّد سلسلة ملاحظات قال إنه يجب أخذها في الاعتبار وتتناول بداية توفير العدد الكافي من الموظفين ومراكز الاقتراع لكي يتمكن الناخبون من الادلاء بصوتهم بسرعة مقبولة دون الانتظار لساعة أو أكثر.
وقال سيكلز إنه يجب على السلطات ان تخفف من عناء الناخبين وتسهل عليهم الإدلاء بأصواتهم لأن بعضهم جاء من مسافة بعيدة وترك عمله ثم سيعود بعد أن يدلي بصوته، معتبراً أنه كان يجب على الحكومة كما يجري في كل دول العالم أن تعلن اليوم الانتخابي بمثابة عيد وطني تقفل فيه الإدارات الرسمية والخاصة والشركات لكي يكون امام الناخبين الوقت الكافي للتصويت.
وبعدها توجهت إلى المركز الانتخابي وهو عادة مقر المكتبة العامة في مدينة الكسندريا، وعندما إقتربت من إحدى الناخبات التي مضى على إنتظارها أكثر من ساعة لكي تتمكن من الإدلاء بصوتها، سألتها عمن ستصوت فقالت إنها حتى الساعة لم تحدد خيارها على الرغم من توجهها إلى مركز الإقتراع هنا في مكتبة كينغز تاون.
ولكنها أضافت أنها لا تزال حائرة بين تركيزها على القضايا الداخلية ولاسيما الوضع الاقتصادي، أو بين إهتمام المرشحين بالسياسة الخارجية، وختمت بالقول إنها عندما تصل عند صندوق الإقتراع تتمنى أن تكون قد حسمت أمرها.
أما الناخب جون الذي عرّف عن نفسه بأنه موظف حكومي فهو وقف ينتظر في مركز هايفيلد للإدلاء بصوته وعلى الرغم من عدم الإفصاح لمّن سيصوت إلا أنه بدا مستاءً من سياسة التقشف التي إنتهجها الرئيس أوباما وقال ببساطة إن متقطعات عدة جرت على راتبه وغلاء المعيشة يتصاعد منذ سنتين.
وفي المركز الانتخابي الذي أقيم في مدرسة أخرى كان لافتا وقوف ناخبي الحزبين الجمهوري والديموقراطي في صف طويل ينتظرون للإدلاء بأصواتهم منذ ساعات الصباح الأولى.
ويشير ألكس وهو من الناخبين الذين يصوتون للحزب الديموقراطي إلى أنه مقتنع بخياراته ويعتبر أن وصول الرئيس أوباما للمرة الثانية إلى البيت الأبيض سيمنحه المزيد من الفرص والتخطيط لتنفيذ سياساته. وقال إن الرئيس قادر على إستنهاض البلاد على المستوى الاقتصادي.
زاوية اللاقرار
فيما تشير إحدى الناخبات المخضرمات وتدعى برندا وهي تسكن في دائرتها الانتخابية منذ سنوات طويلة إلى أنها تشعر بالحماسة الزائدة في الانتخابات هذا العام، وهي لاحظت الكثافة في صفوف المقترعين، وهي من منطلق خبرتها في عمليات التصويت توقعت أن تطول عملية إصدار النتائج.
النهار الانتخابي طويل، وكلّ اميركي اخذ نصيبه من الحملات الانتخابية وصوت لهذا الحزب أو ذاك... ولكن يبدو أن بعض الناخبين المستقلين أو الذين لم يحددوا رأيا كانوا في عالم آخر، إنهم غرّدوا خارج الحلبة الانتخابية وتمركزوا في زاوية اللاقرار فشاءوا أن يتنازلوا عن حقهم الانتخابي بعدما أرعبتهم مجريات الاعصار ساندي.
همهم التعويض عن أحباء لهم خسروا كل ما عندهم غير آبهين بمصير المعركة ولا بهوية الرئيس المقبل طالما أن همومهم اليومية قذفتها الأعاصير ولن يعوضهم التصويت لهذا المرشح أو ذاك عما فقدوه.