ليس سرا أن ثمة خلافات واسعة بين الجمهوريين والديموقراطيين حول القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكن هذا الاختلاف بدا جليا مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها في الصباح الباكر.
فقد امتلأت ساحات وحدائق تلك المراكز بلافتات ولوحات إعلانية تدعو لدعم المرشح الديموقراطي باراك أوباما، وعلى بعد أقدام لافتات أخرى لدعم رومني والحزب الجمهوري. فيما يحاول متطوعون من كلا الحزبين التأكد من انك ستصوت لصالح مرشحهم.
ويقول جون موريسون إنه لن يصوت مطلقا لأي مرشح من الحزب الديموقراطي لأن أجندة الحزب العامة "لا تتماشى مع معتقداته المسيحية التي ترفض إجهاض المرأة لجنينها أو الاعتراف بحقوق الشواذ ومثليي الجنس".
ويشير موريسون إلى أنه صوت لرومني رغم أنه غير مقتنع بمعتقده المورمني الذي يلزمه "بوضع دينه فوق كل اعتبار. وأنا لدي مشكلة حقيقة مع المورمن"، مضيفا أن رومني كان خياره الأخير من بين المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
وبالنسبة للزوجين كريس وجون، فإن القضايا الاجتماعية وفي مقدمتها حقوق المرأة ومثيلي الجنس هي التي دفعتهما للتصويت لصالح الرئيس أوباما. ويشير جون إلى أن مشكلته مع الجمهوريين تتعلق تحديدا "بمواقفهم المتناقضة والنفاق"، فهم يقولون إنهم يدافعون عن الحريات الشخصية وحقوق المواطنين، لكنهم في ذات الوقت "يريدون فرض آراءهم على المرأة وجسدها"٠
وتضيف كريس أنها تشعر بأن الرئيس أوباما يتحلى بصفات شخصية تجعله مقبولا لدى الآخرين "فهو متواضع لدرجة انه يمكنك الحديث معه متى شئت وكأنك تتحدث مع صديق"، مقابل رومني الذي كأنه "فاقد للاتصال مع الناس بشكل عام".
وتقول باتريشا مانسكي إنها صوتت لأوباما لأنها "تؤمن بقوة أن الرئيس يقود البلاد في الاتجاه الصحيح"، وأنها تخشى على حقوقها لو فاز رومني في الانتخابات "فمن الواضح أن الجمهوريين يقفون ضد حق المرأة في اتخاذ قرارات تتعلق بها".
وأضافت أنها متفائلة بفرص فوز الرئيس أوباما بولاية ثانية.
وسخرت ميشيل مكويك من مخاوف الديموقراطيات بشأن حقوقهن، وقالت إنها لا تصدق ما تثيره الحملة الانتخابية لأوباما حول حقوق النساء.
وتشير إلى أنها صوتت لرومني لأن الدين العام والاقتصاد من أهم القضايا بالنسبة لها. فعندما "لا يكون لديك المال الكافي لإشباع أطفالك" لن تفكر في قضايا أخرى سوى الحصول على وظيفة ومرتب.
ويرى زوجها كلانسي مكويك أن سياسات الرئيس أوباما خلال السنوات الأربع الماضية دمرت أضرت بالبلاد داخليا وخارجيا. يقول إنه أعطى الشواذ حقوقا أوسع وفرض سياسات معينة على الكنيسة ولم يلتزم بتعهداته بشان النهوض بالاقتصاد وتوفير فرص العمل، كما أنه أضعف قدرة أميركا وقوتها على التعامل مع التحديات الخارجية.
ويصف مكويك سياسة أوباما الخارجية بأنها "كارثة"، فهو "لا يؤمن بالولايات المتحدة". ويقول إن قيام الرئيس بإعطاء أمر قتل أسامة بن لادن خطأ كبير، لأن الخطوة جعلت "بن لادن شهيدا" في نظر أعوانه.
ويضيف مكويك أن بن لادن "تقاعد ولم يكن لقتله تأثير على تنظيم القاعدة وأنشطته".
الاختلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين لن تنتهي مع إعلان نتائج الانتخابات، فهي تتعدى حدود الاختلاف بين مرشحين وسياسات حزبية، لترتقي إلى اختلاف فلسفي وعقائدي يقسم الأميركيين.
وربما يكون لهذا الاختلاف دور في الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع في عموم ولايات البلاد. فكل يرغب في فوز مرشحه الذي أنفق مليارات الدولارات في الفترة الماضية لاستقطاب أصوات الناخبين وحثهم على الإدلاء بأصواتهم.
ويبدو أن الحزب الجمهوري تعلم درسا من انتخابات 2008 بعد مشاركة أعداد كبيرة من الديموقراطيين في الانتخابات، أسهمت في فوز الرئيس أوباما على منافسه آنذاك جون مكين.
فالجمهوريون اليوم يبدون أكثر حماسة واندفاعا وإضطلاعا على القضايا والسياسات، وكذلك أكثر إصرارا على تحديد فترة حكم الرئيس أوباما بولاية واحدة.