باراك أوباما
باراك أوباما



لقد كان صعبا من البداية على المرشح الجمهوري ميت رومني أن يهزم منافسه الديموقراطي الرئيس باراك أوباما، فالحسابات الانتخابية كانت تصب في صالح الأخير الذي امتلك الخبرة والمال وقبل ذلك كله سجلا حافلا في المجال الأمني فهو من أعطى الأمر بقتل أسامة بن لادن وخلص أميركا من كابوس العراق.

ربما يكون القلق قد بدا على وجوه أنصار أوباما بعد أن تصاعدت الأرقام في خانة رومني عقب فوزه بولاية تلو الأخرى لكن الخبراء باتوا على ثقة في المقابل من أن المرشح الديموقراطي هو الفائز بعد أن فشل المنافس الجمهوري في حسم ولاية أوهايو لصالحه.

أوباما يعلم جيدا الحسبة الانتخابية وكيف يبقى في البيت الأبيض وما هي الولايات التي عليه أن يفوز بها، لذلك فقد بدا واثقا حتى قبل نهاية التصويت حينما قال في تصريحات من ولاية إلينوي إنه واثق من الفوز كما هنأ منافسه على الحملة التي خاضها.

كان على رومني حتى يفوز بالانتخابات أن يفوز بولايات فلوريدا ونورث كارولينا وفرجينيا وأوهايو إلى جانب الولايات التي تذهب للجمهوريين تقليديا، ومن ثم فبعد أن حسم أوباما أوهايو لصالحه بعد أن فاز ببنسلفانيا بات من الواضح أن المرشح الديموقراطي في طريقه رسميا للبقاء في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة وأن المسألة فقط مسألة وقت لاسيما بعد أن حصد أوباما ولاية كاليفورنيا العملاقة التي تصوت دوما في صف المرشح الديموقراطي لأي انتخابات رئاسية.

المرشح الجمهوري حاول منذ البداية أن يجعل الاقتصاد القضية الأساسية في الانتخابات الرئاسية أملا في استغلال تعثر الاقتصاد الأميركي لهزيمة منافسه الديموقراطي الذي خدمته الظروف بعد أن تعرضت ولايات الساحل الشرقي لإعصار ساندي المدمر الذي منح الرئيس فرصة ذهبية لاستعراض مهاراته القيادية والتأكيد للناخبين بشكل عملي أنه "قائد يعتمد عليه"، فيما اضطر رومني في المقابل لتعطيل حملته الانتخابية والتراجع عن القيام بجولات انتخابية كان يعول عليها كثيرا لاستمالة الناخبين في ولايات حاسمة لاسيما فرجينيا وأوهايو.

وكما كان السباق الانتخابي شاقا لأوباما، وكما كانت فترته الرئاسية الأولى صعبة، فإن ولايته الثانية لن تقل صعوبة عن سابقتها بعد أن احتفظ خصومه الجمهوريون بأغلبيتهم في مجلس النواب.

فالرئيس الديموقراطي يتبنى أجندة تختلف تماما عن خصومه الجمهوريين، فهو سيسعى لزيادة الضرائب على الأثرياء الأمر الذي يرفضه الجمهوريون، كما أنه سيكون مجبرا على التعامل مع أزمة متوقعة مع الكونغرس حول بنود الميزانية والاستقطاعات الواجب تطبيقها، وهي الأزمة التي قد تستمر طويلا وتؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي لأن الكونغرس مازال مقسما بغرفتيه بين الديموقراطيين الذين يمتلكون الأغلبية في مجلس الشيوخ والجمهوريين الذين احتفظوا بالأغلبية في مجلس النواب.

القضايا الخارجية لن تكون أقل صعوبة أمام الرئيس أوباما، فهو مطالب بالتوصل إلى حل لملف إيران النووي، وإعادة إطلاق عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتعامل مع تداعيات "الربيع العربي" والوضع المعقد في سورية، والتصدي للطموح الصيني والروسي المتصاعد، والتوترات المتزايدة بين كوريا الشمالية وجيرانها، والوضع المتفجر في منطقة القبائل في باكستان، مع إنجاز الانسحاب المقرر من أفغانستان في عام 2014 وعدم السماح في الوقت ذاته لحركة طالبان باستغلال الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الدولية واستعادة السيطرة على البلاد مرة أخرى.

قد تكون المعركة الانتخابية هي أسهل معارك أوباما رغم صعوبتها، فما ينتظر الرئيس الديموقراطي على مدار السنوات الأربع المقبلة لن يكون سهلا على الإطلاق.

ربما يكون القادم صعبا لكن الديموقراطيين بلا شك عاشوا الفرحة واحتفلوا وخرجوا إلى الشوارع كما فعلوا منذ أربع سنوات كما يظهر في الفيديو التالي



أربع سنوات أخرى، هكذا تصاعد الهتاف بمجرد إعلان النتيجة