الرئيس باراك أوباما
الرئيس باراك أوباما

ولد باراك حسين أوباما في الرابع من أغسطس/آب عام 1961 في هاواي، لأب كيني وأم أميركية بيضاء من ولاية كنساس وهو أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، كما كان الوحيد في مجلس الشيوخ عندما كان سيناتورا ديمقراطيا من ولاية الينوي، حيث ذاع صيته.

وخلال عمله في مجلس الشيوخ في السنة الأولى صرح السناتور أوباما أنه لن يسعى لترشيح نفسه للرئاسة في عام 2008، لكنه أعرب عن عزمه خوض سباق الرئاسة الأميركية في وقت لاحق من فبراير/شباط عام 2007.

وبعد حملة شديدة التنافس داخل الحزب الديمقراطي من أجل الحصول على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، استطاع الحصول على ترشيح حزبه بعد تغلبه على منافسته هيلاري كلينتون، ليصبح أول مرشح للرئاسة من أصل أفريقي لحزب أميركي كبير.

في الانتخابات العامة التي جرت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 تمكن من الفوز على منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين، ونصب رئيساً في الـ20 من يناير/كانون الثاني 2009.

تعليمه وحياته العملية

انفصل والداه عندما كان في الثانية من عمره ليعود الأب إلى كينيا وتصبح الأم مسؤولة عن تربيته. انتقل أوباما إلى جاكرتا صغيراً بعدما تزوجت أمه إندونيسياً يعمل في مجال النفط وأنجبت منه أخته غير الشقيقة مايا، ويذكر الكاتب الروائي سكوت تورو أحد أصدقائه أنه في تلك الفترة انتظم مدة سنتين في مدرسة إسلامية ثم التحق بعد ذلك بمدرسة مسيحية كاثوليكية.

إلتحق بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وتخرج فيها عام 1983 حاصلاً على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية،

بدأ أوباما حياته العملية كاتباً مالياً لدى إحدى الشركات الاستشارية الدولية في نيويورك، وتركها في عام 1985 لينتقل إلى شيكاغو، حيث عمل منظماً للمجتمع الأهلي لدى اتحاد من الكنائس المحلية للمساعدة في إعادة إنعاش مجتمعات أصيبت بضرر كبير لدى إغلاق مصانع الحديد المحلية.

بعد ثلاث سنوات من هذا العمل، قرر أوباما الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة هارفارد، حيث ميّز نفسه بانتخابه أول رئيس أسود لمجلة "هارفارد لو ريفيو" المرموقة، وتخرج بامتياز في العام 1991.

عاد أوباما إلى شيكاغو، المدينة التي تبناها، حيث مارس قانون الحقوق المدنية ودرّس القانون الدستوري في جامعة شيكاغو، وعمل على تسجيل الناخبين في شيكاغو لمساعدة مرشحين من الحزب الديمقراطي، كما درّس القانون في جامعة ألينوي عام 1993.

في العام 1992، تزوج ميشيل روبنسون، وهي الأخرى من خريجي كلية الحقوق في جامعة هارفارد. وأنجبا ابنتين هما ماليا وساشا.

في عام 1995 كتب أوباما مذكراته بعنوان "أحلام من أبي Dreams from My Father"، وقد توفيت والدته بعد ذلك بعدة أشهر بمرض السرطان.

دخوله السياسة

انتخب لمجلس شيوخ ولاية إلينوي عام 1996 لينخرط بشكل رسمي في أنشطة الحزب الديمقراطي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2004 فاز في انتخابات الكونغرس عن ولاية إلينوي بنسبة 70 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين، مقابل 27 في المئة لمنافسه الجمهوري، ليصبح واحداً من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي سناً وأول سيناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي.

رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2008، وأصبح المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي للانتخابات الأميركية، وخاض صراعاً مع المرشح الجمهوري جون ماكين للوصول إلى البيت الأبيض.

مختصر إنجازاته

قدمت لاريسا مكفاركوهار من مجلة نيويوركر، نظرية حول الجاذبية الملحوظة لأوباما المتجاوزة للخطوط السياسية التقليدية، فكتبت تقول، "سِجل أوباما الانتخابي يشير إلى أنه من أشد الليبراليين في مجلس الشيوخ، ولكنه كان دائماً يحصل على إعجاب الجمهوريين ربما لأنه يتحدث عن  الأهداف الليبرالية بلغة محافظة".

أما بي جي ديون، المعلق السياسي في صحيفة واشنطن بوست، فقد عبّر بصورة ممتازة عن اللقاء التصادمي بين ترشيح أوباما وروح العصر الأميركي عندما كتب يقول"التغيير، وليس الخبرة، كان السمة الطاغية لليوم. النظرة الشاملة، وليس إجادة التفاصيل، كان الفضيلة الأكثر قيمة في خطابات الحملة الانتخابية. الانفصال الكامل عن الماضي، وليس فقط العودة إلى أيام أفضل، شكّل الوعد الأكثر جدارة".

حاز أوباما جائزة نوبل للسلام لعام 2009 نظرا لمجهوداته في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب. ويعد ثالث رئيس أميركي يفوز بهذه الجائزة أثناء توليه منصبه بعد ثيودور روزفلت وودرو ويلسون، بالإضافة إلى أنه أول رئيس أميركي يفوز بها في سنته الأولى من توليه المنصب.

أحد مراكز الاقتراع في ميشيغان
أحد مراكز الاقتراع في ميشيغان

أعرب الرئيس أوباما عن ثقته بأنه سيمضي "سهرة سعيدة" الثلاثاء يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقدم التهاني إلى خصمه الجمهوري ميت رومني على حملته التي وصفها بـ"الدينامية".

وقال أوباما، الذي يمضى يومه في معقله شيكاغو، متحدثا إلى صحافيين "أريد أن أتوجه بتهاني إلى الحاكم رومني لحملته الدينامية، أعلم أن أنصاره ملتزمون ومتحمسون ويعملون كثيرا اليوم"، مثلهم مثل الديموقراطيين.

وقال الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته "إننا واثقون بأننا سنحصل على الأصوات الضرورية للفوز"، محذرا في الوقت نفسه من أن ذلك سيكون مرتبطا في نهاية المطاف بتوجه مؤيديه إلى صناديق الاقتراع. وتابع "لذلك أريد أن أحث الجميع في الجانبين على الاستفادة من هذا الحق الثمين (التصويت) الذي من أجله كافح كثيرون لكي نحظى به".

هذا وأكد أنه متشوق لرؤية نتائج الانتخابات، وقال "أتوقع أن نمضي سهرة سعيدة، لكن مهما حصل أود أن أعبر عن امتناني لجميع الذين ساندوني وجميع الذين عملوا بكد من أجلي".

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس إلى قصر المؤتمرات في شيكاغو كبرى مدن ولاية إلينوي شمالي البلاد، للمشاركة في الأمسية الانتخابية الديموقراطية، في حين كان قد توجه في الصباح إلى أحد مكاتب حملته ليشكر المتطوعين على جهودهم.

وكان أوباما قد ألقى آخر خطاب له في حملته الانتخابية مساء الاثنين في ولاية أيوا وسط البلاد، ولم يقرر أي تنقلات خارج شيكاغو الثلاثاء.

جدير بالذكر أن أوباما أدلى بصوته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول في معقله في إطار الانتخاب المسبق الذي توفره بعض الولايات، فيما أدى رومني بصوته صباح الثلاثاء في بلمونت بولاية ماساشوسيتس، وقرر القيام بجولات في أوهايو وبنسلفانيا شرقي البلاد في مسعى أخير لإقناع الناخبين في هاتين الولايتين اللتين قد تكونان حاسمتين، بالتصويت لصالحه.