بيج كولوك
ترجمة بديعة منصوري
لكل طائفة من طوائف لبنان المتعددة تاريخها الخاص مما يجعل صياغة تاريخ وطني موحّد تحديا كبيرا. وفي حين نصّ اتفاق الطائف، الذي وضع في عام 1989 حدا لحرب أهلية استمرت 15 عاما، على تعليم مدني موحد في كافة أرجاء البلاد من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، إلا أن ذلك الهدف ما يزال بعيد المنال.
عام 2005، انسحبت القوات السورية من لبنان بعد تواجد استمر 29 عاما، وعلى الرغم من تنظيم عدة مظاهرات مناهضة للوجود السوري إلا أن احتجاجا شارك فيه حوالي مليون لبناني أطلق عليه اسم "ثورة الأرز" اعتبر أهم عامل ساهم في رحيل السوريين.
لكن أطفال المدارس في لبنان قد لا يدرسون أبدا عن ذلك، لأن لجنة وزارية قررت شطب كلمتي "ثورة الأرز" من منهج دراسي وطني للمرحلة المتوسطة يتم إعداده حاليا. ومنذ عام 1989، فشلت اللجنة المكلفة بصياغة كتاب مدرسي موحد عن التاريخ الوطني في تحقيق ذلك.
وقالت مها قاسم، مديرة مدرسة Green Space (الميدان الأخضر) الابتدائية في بيروت في لقاء مع إذاعة "صوت أميركا" إن "الأشخاص المكلفين بالإشراف على صياغة كتاب تاريخ موحد هم أنفسهم متورطون في تلك النزاعات".
وتتوقف غالبية كتب التاريخ اللبنانية عند عام 1943، وهو العام الذي نال فيه لبنان استقلاله، مما يلقي تفسير الأحداث التي جرت بعد ذلك على عاتق الآباء وهو ما قد يوطّد الطائفية.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ في جامعة بيروت منذر جابر إن القضية تعود إلى زمن الإمبراطورية العثمانية، وأردف قائلا "ما دام أن الإحساس بالهوية في لبنان طائفي، (من المستحيل) أن يتم الحديث عن التاريخ من منظور وطني".
وفي مدرسة الميدان الأخضر، الواقعة على أطراف أحياء مسيحية ودرزية وشيعية، قالت قاسم إن الانتماء الطائفي يجعل دروس التاريخ حساسة.
وأضافت "أحيانا نضطر إلى تخطي بعض الدروس أو تلخيصها لتجنب بعض المناقشات التي من شأنها أن تؤدي إلى مشاكل بين التلاميذ"، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحرب الأهلية التي تكبدت فيها كل الطوائف خسائر وشهدت عدة أعمال وحشية.
لبنان ما يزال يتعافى ماديا ومعنويا. وحين يتحقق ذلك فقط، "ربما قد يكون ممكنا الاتفاق على الاختلاف"، بحسب جابر الذي قال أيضا "يمكن لكل طائفة أن تحتفظ بروايتها للتاريخ، لكن فلنتأكد من أنها تبرز العناصر التي تجعلها موحدة وليس تلك التي تفرقها".
جدير بالذكر أن المدارس اللبنانية غالبا ما تختار في الوقت الراهن كتبا مدرسية تتناسب مع انتماءاتها الدينية.
ترجمة بديعة منصوري
لكل طائفة من طوائف لبنان المتعددة تاريخها الخاص مما يجعل صياغة تاريخ وطني موحّد تحديا كبيرا. وفي حين نصّ اتفاق الطائف، الذي وضع في عام 1989 حدا لحرب أهلية استمرت 15 عاما، على تعليم مدني موحد في كافة أرجاء البلاد من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، إلا أن ذلك الهدف ما يزال بعيد المنال.
عام 2005، انسحبت القوات السورية من لبنان بعد تواجد استمر 29 عاما، وعلى الرغم من تنظيم عدة مظاهرات مناهضة للوجود السوري إلا أن احتجاجا شارك فيه حوالي مليون لبناني أطلق عليه اسم "ثورة الأرز" اعتبر أهم عامل ساهم في رحيل السوريين.
لكن أطفال المدارس في لبنان قد لا يدرسون أبدا عن ذلك، لأن لجنة وزارية قررت شطب كلمتي "ثورة الأرز" من منهج دراسي وطني للمرحلة المتوسطة يتم إعداده حاليا. ومنذ عام 1989، فشلت اللجنة المكلفة بصياغة كتاب مدرسي موحد عن التاريخ الوطني في تحقيق ذلك.
وقالت مها قاسم، مديرة مدرسة Green Space (الميدان الأخضر) الابتدائية في بيروت في لقاء مع إذاعة "صوت أميركا" إن "الأشخاص المكلفين بالإشراف على صياغة كتاب تاريخ موحد هم أنفسهم متورطون في تلك النزاعات".
وتتوقف غالبية كتب التاريخ اللبنانية عند عام 1943، وهو العام الذي نال فيه لبنان استقلاله، مما يلقي تفسير الأحداث التي جرت بعد ذلك على عاتق الآباء وهو ما قد يوطّد الطائفية.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ في جامعة بيروت منذر جابر إن القضية تعود إلى زمن الإمبراطورية العثمانية، وأردف قائلا "ما دام أن الإحساس بالهوية في لبنان طائفي، (من المستحيل) أن يتم الحديث عن التاريخ من منظور وطني".
وفي مدرسة الميدان الأخضر، الواقعة على أطراف أحياء مسيحية ودرزية وشيعية، قالت قاسم إن الانتماء الطائفي يجعل دروس التاريخ حساسة.
وأضافت "أحيانا نضطر إلى تخطي بعض الدروس أو تلخيصها لتجنب بعض المناقشات التي من شأنها أن تؤدي إلى مشاكل بين التلاميذ"، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحرب الأهلية التي تكبدت فيها كل الطوائف خسائر وشهدت عدة أعمال وحشية.
لبنان ما يزال يتعافى ماديا ومعنويا. وحين يتحقق ذلك فقط، "ربما قد يكون ممكنا الاتفاق على الاختلاف"، بحسب جابر الذي قال أيضا "يمكن لكل طائفة أن تحتفظ بروايتها للتاريخ، لكن فلنتأكد من أنها تبرز العناصر التي تجعلها موحدة وليس تلك التي تفرقها".
جدير بالذكر أن المدارس اللبنانية غالبا ما تختار في الوقت الراهن كتبا مدرسية تتناسب مع انتماءاتها الدينية.