شاب وفتاة في أحد المحلات التجارية في أندونيسيا وقد طغت مظاهر الاحتفال بالفالنتين على كل شئ
شاب وفتاة في أحد المحلات التجارية في أندونيسيا وقد طغت مظاهر الاحتفال بالفالنتين على كل شئ

كيف بدأ الاحتفال بعيد الحب أو "فالنتينز داي"، ولماذا أجمع الشرق والغرب على الاحتفال بهذا اليوم، هل لتوق الإنسان إلى الحب في زمن انتشرت فيه الحروب وكثرت فيه الصراعات وبات الجميع في حاجة إلى الحب؟.

لكن رغم المعاني الجميلة التي يحملها عيد الفالنتين فقد تحول إلى تجارة رائجة وكأنما الحب ذاته بات سلعة تباع وتشترى.

مظاهر الاحتفال لا تختلف في الشرق والغرب فالجميع يحتفل بالورود الحمراء والشيكولاتة والكروت الرقيقة التي تحمل قصائد يحاول المحبون استخدامها للتعبير عن مشاعرهم لاسيما وأن بعضهم قد يجد صعوبة في التعبير عما بداخله فيلجأ إلى الآخرين لعله يجد عندهم ما يعجز عن قوله.

ولعيد الفالنتين تاريخ طويل تحول معه هذا اليوم من مناسبة دينية تحمل اسم "عيد القديسين" أو "عيد القديس فالنتين"، إلى مناسبة يتذكر فيها الإنسان شيئا اسمه الحب.

تاريخ الفالنتين

تعترف الكنيسة الكاثوليكية بثلاثة قديسين على الأقل يحمل كل منهم اسم فالنتين أو فالنتينوس ، وكلهم تصفهم بأنهم شهداء لكن يتفرد أحدهم بأمر هام وهو أنه مصدر للاسم الذي تم إطلاقه على عيد الحب أو "فالنتينز داي".

يعود أصل التسمية إلى أسطورة تتحدث عن أن القديس فالنتين كان قسا في روما خلال القرن الثالث الميلادي، في فترة حكم الإمبراطور كلاوديوس الثاني الذي توصل إلى قناعة بأن الرجال غير المتزوجين يقاتلون بشكل أفضل من الرجال المتزوجين ما دفعه إلى إصدار قرار بتحريم الزواج على الشباب.

كما أن الروايات مختلفة حول السبب في إطلاق اسم القديس فالنتين على عيد الحب فإن الروايات تتعدد أيضا حول سبب اختيار تاريخ الاحتفال ...


وتمضي الأسطورة فتقول إن القديس فالنتين أدرك أن قرار الإمبراطور فيه ظلم وغبن بحق الشباب فقام بتحدي الإمبراطور وواصل عقد الزيجات بين الشباب من الجنسين سرا لكنه دفع ثمنا باهظا هو حياته عندما علم الإمبراطور بهذا الأمر.

قد تكون هذه القصة الأكثر شهرة التي تؤرخ لعيد الفالنتين لكن هناك قصصا أخرى تتحدث عن القديس فالنتين الذي كان يساعد المسيحيين على الهرب من سجون الرومان، وكيف أنه تعرض للسجن فقام بإرسال رسالة من محبسه إلى فتاة صغيرة وقع في غرامها ويقال إنها كانت ابنة سجانه التي قامت بزيارته في السجن.

وحرص القديس فالنتين في الرسالة التي بعث بها إلى محبوبته قبل موته في السجن على البوح بمشاعره لها وختم رسالته بعبارة "من فالنتين الذي تملكينه"، وهي عبارة مازالت خالدة حتى الآن في رسائل الحب التي يتم تبادلها بين المحبين في هذا اليوم.

لماذا الاحتفال في فبراير؟

وكما أن الروايات مختلفة حول السبب في إطلاق اسم القديس فالنتين على عيد الحب فإن الروايات تتعدد أيضا حول سبب اختيار تاريخ الرابع عشر من فبراير/شباط موعدا لعيد الحب.

يقول الدكتور جاك بي أوروتش من جامعة كانساس في دراسة حول جذور عيد الفالنتين إنه في التقويم اللاتيني القديم كان يطلق على الفترة بين منتصف يناير/كانون الثاني ومنتصف فبراير/شباط اسم "شهر جامليون" نسبة إلى الزواج المقدس الذي تم بين الإلهين زيوس وهيرا.

ويضيف أوريوتش أن الرومان اعتادوا الاحتفال في الفترة بين الثالث عشر والخامس عشر من فبراير/شباط من كل عام بعيد الخصوبة أو "لوبركايلي"، غير أن البابا جيلاسيوس الأول الذي كان على رأس الكنيسة بين عامي 492 و496 رأى أن هذا العيد "وثني" وقرر إلغاء الاحتفال به واستبدله بعيد القديس فالنتين لإحياء ذكرى وفاة هذا القديس في محاولة لإضفاء مسحة دينية على احتفالات عيد الخصوبة التي كان من الصعب على الناس التخلص منها دفعة واحدة.

فتاة فلسطينية تشترى الزهور من أحد محلات مدينة غزة للاحتفال بعيد الفالنتين

​​
وظل هذا اليوم احتفالا دينيا بالقديس فالنتين ولم يكتسب الصفة الرومانسية التي تميزه الآن إلا بعد تسعة قرون، وبفضل الانكليز والفرنسيين الذين كانوا يعتقدون أن الرابع عشر من فبراير/شباط هو بداية موسم التزاوج لدى الطيور ومن ثم فقد رأوا أن عيد القديس فالنتين ينبغي أن يكون يوما للرومانسية والحب لاسيما في ظل الروايات المتداولة عنه والتي ربطته دائما بالحب.

ومما يميز الاحتفالات بعيد الحب حاليا تبادل القصائد وكروت المعايدة بين المحبين وهو تقليد بدأ عام 1415 بواسطة دوق أورليانز تشارلز الذي قام بإرسال قصيدة حب إلى زوجته عندما كان سجينا في برج لندن عقب أسره في معركة أجينكورت، وقد ترسخت هذه العادة عندما قام الملك هنري الخامس إمبراطور فرنسا بعد ذلك بسنوات باستئجار شاعر يدعى جون ليدغيت لكتابة قصيدة بمناسبة الفالنتين يبعث بها إلى محبوبته كاثرين أوف فالويس.

تجارة الحب

وظل تقليد تبادل القصاصات الورقية التي تحمل قصائد الحب والغرام مكتوبة بأيدي العاشقين متداولا قرابة خمسة قرون حتى تم في عام 1900 طباعة كروت مخصوصة لهذه المناسبة بفضل تطور وسائل الطباعة وانخفاض تكلفة البريد وفوق ذلك عجز المحبين في كثير من الأحيان عن التعبير عما يدور بداخلهم من مشاعر وحاجتهم لكلمات صاغها شعراء أو كتاب محترفون لنقل ما تعجز ألسنتهم عن البوح به.

وبمرور الوقت تحولت هذه المناسبة إلى كنز لباعة كروت المعايدة حتى أن الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة تقول إن عدد بطاقات عيد الفالنتين التي يتم تداولها بهذه المناسبة في كل أنحاء العالم يبلغ مليار بطاقة تقريبا، وهو ما يجعل يوم عيد الفالنتين في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد (الكريسماس) الذي يتم تداول نحو 2,6 مليار بطاقة معايدة فيه.

الأميركيون أنفقوا على عيد الفالنتين 17,6 مليار دولار في عام 2012
الاتحاد الوطني لتجار التجزئة

وبحسب تقديرات الاتحاد الوطني لتجار التجزئة في الولايات المتحدة فإن بمتوسط 126 دولارا لكل شخص وذلك بزيادة قدرها عشرة دولارات تقريبا عن عام 2011.

وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن الرجال في أميركا ينفقون ضعف ما تنفقه السيدات على عيد الفالنتين الأمر الذي جعل كثيرا من الأميركيين لاسيما الرجال منهم يعتبرون الحب " باهظ الثمن".

وذلك هو ما يؤكده ستيف (23 عاما) الذي وقف حائرا في قسم السيدات بأحد فروع محلات ماسيز يحاول العثور على هدية لخطيبته.

بادرته بالسؤال عما إذا كانت مهمته سهلة في العثور على شئ يرضي محبوبته فأجابني متسائلا "ماذا تعتقد؟"، ثم استطرد قائلا "لقد وصلت إلى المحل قبل ساعتين ولم أقرر حتى الآن ماذا أشتري".

قد يكون ستيف نموذجا لرجال كثيرين صادفتهم عند تجوالي في العديد من المحال الأميركية محاولا العثور على هدية لزوجتي، لكن بالتأكيد الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالنساء اللائي كن أكثر قدرة على انتقاء ما يردن ربما لأنهن يعرفن رجالهن بشكل أفضل أو ربما لأنهن على ثقة من أن أيا كانت الهدية التي ستقدمها لرجلها لن يستطيع الاعتراض عليها وسيقبلها بكل صدر رحب.

كيف يحتفل العالم العربي؟

لكن رغم أن عيد الفالنتين تحول إلى عيد عالمي يتم الاحتفال به في معظم بلدان العالم فإن الأمور تظل مختلفة في العالم العربي إذ يقتصر الاحتفال على هذا العيد في أغلب الأحيان على فترة الخطوبة أو ما سبقها بينما تتراجع مظاهر الاحتفال تدريجيا بعد الزواج.

هذا ما تؤكده إيمان (36 عاما) التي تعيش في القاهرة وأجابتني ضاحكة عندما سألتها عن كيفية الاحتفال بالفالنتين هذا العام، "أتمنى أن يتذكر زوجي عيد ميلادي أولا".

واستطردت قائلة إن عيد ميلادها يأتي بعد أيام من الفالنتين وكل ما تحصل عليه في أغلب الأحوال هو "رسالة تهنئة عبر هاتف زوجي النقال".

بدوره يقول الزوج أشرف (42 عاما) باقتضاب إن الظروف التي تمر بها مصر لم تترك مكانا للرومانسية.

سوري في متجر للهدايا بدمشق

​​
أقوال إيمان وأشرف ليست دليلا على اندثار الاحتفال بالحب في زمن الثورة المصرية فعلى العكس من ذلك تمتلئ محال الهدايا في شوارع القاهرة بالقلوب الحمراء والدميات الصغيرة والزهور والشيكولاتة وتشهد مبيعاتها رواجا كبيرا لاسيما حول الجامعات والمدارس والنوادي.

الأمر ليس قاصرا على مصر التي دأبت على الاحتفال بعيد الفالنتين حيث يشمل الأمر دولا عربية أخرى عرفت هي أيضا مظاهر مختلفة للاحتفال بعيد الحب.

الجديد في احتفالات هذا العام هو انضمام المملكة العربية السعودية إلى قائمة الدول التي تسمح بالاحتفال بعيد الحب بين مواطنيها، فبعد أن اعتادت شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال السنوات الماضية على فرض حملات مراقبة صارمة لمنع بيع الزهور الحمراء في هذا اليوم "لأسباب دينية"، قررت الهيئة السماح لمحال الهدايا بممارسة نشاطها بشكل عادي في عيد الفالنتين.

تيم هاينز وزوجته لورا يقدمان إلى أنجيلا، إحدى ضحايا إعصار ساندي، وجبة العيد التي أعدتها كنيسة سانت شارلز  في مدينة نيويورك
تيم هاينز وزوجته لورا يقدمان إلى أنجيلا، إحدى ضحايا إعصار ساندي، وجبة العيد التي أعدتها كنيسة سانت شارلز في مدينة نيويورك

يحتفل الأميركيون الخميس 22 نوفمبر/تشرين الثاني بعيد الشكر وهو  تقليد أميركي غير ديني يهدف إلى التأمل والشكر وتشاطر الخيرات، وتعود جذوره إلى احتفال بموسم حصاد وفير نظم عام 1621 في ولايات الشمال الشرقي المعروفة باسم نيو إنغلند.

ولعل عيد الشكر هو الاحتفال الأميركي العائلي دون منازع إذ يتم إحياؤه بين الأهل ومع الجيران والأصدقاء الذين يجتمعون حول ولائم فاخرة يكون الديك الرومي أهم عناصرها.

وتتميز هذه الفترة بإقبال الأميركيين على السفر جواً وبراً في الولايات المتحدة، إذ يحاول ملايين منهم الانضمام إلى عائلاتهم وقضاء العيد في أحضان الأهل والأحباء.

ويكرس كثير من الأميركيين وقتهم لإعداد وتقديم الطعام للمحتاجين ويتطوعون في المراكز المعروفة باسم مطابخ الحساء، وكذلك في الكنائس وملاجئ المشردين، فيما  يتبرع آخرون لحملات جمع المواد الغذائية أو يشاركون في نشاطات جمع التبرعات التي تنظمها الجمعيات الخيرية المختلفة.

عفو رئاسي

وللبيت الأبيض تقليد خاص به، فعلى الرغم من أن عيد الشكر يعد مناسبة غير سعيدة لطائر الديك الرومي إلا أن الرئيس  يصدر في مراسم خاصة عفوا رئاسيا عن ديك سعيد الحظ لن يقف أبدا أمام جزار.

كوبلر وغوبلر

​​ومساء الأربعاء، أصدر أوباما عفوا عن الديك كوبلر ووصيفه غوبلر اللذين سينتقلان للعيش في أمان وسلام في مزرعة الرئيس جورج واشنطن القريبة من العاصمة حيث سيمضيان بقية حياتهما.

​​وتم انتخاب الديك المحظوظ ووصيفه، لأول مرة في تاريخ العفو الرئاسي عن الديكة عبر تصويت إلكتروني شعبي على صفحة البيت الأبيض على فيسبوك.

وقال أوباما مازحا "يقولون إن الحياة تعتمد على الفرص الثانية ... وفي نوفمبر الجاري لا يسعني سوى الاتفاق مع هذه المقولة"، وأضاف أن "الشعب الأميركي قال كلمته .. هذان الطائران سيمضيان قدما".

​​
ومنذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض يتم اختيار ديكين حتى إذا تعذر على الأول ممارسة مهامه كديك العام يستلم وصيفه اللقب. في حين بدأ التقليد في عام 1963 خلال عهد الرئيس جون كينيدي الذي كان يبعث بالديك الرومي إلى المزرعة الرئاسية ويمتنع عن ذبحه، إلا أن الرئيس جورج بوش الأب كان أول من أصدر عفوا رسميا عن ديك رومي وكان ذلك عام 1989.

لكن عملية العفو لم تكن دائما محمودة العواقب، فأحد الديكة التي عفا عنها الرئيس السابق جورج بوش الابن خلال فترة رئاسته نكر الجميل وكاد أن يبعث إلى المطبخ بعد أن أعتقت رقبته.



ما هو عيد الشكر؟

اكتسب عيد الشكر طقوسه الخاصة  منذ عام 1863 عندما أعلن الرئيس الـ16 أبراهام لينكون رابع يوم خميس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عطلة وطنية.

ويحيي العيد ذكرى الوليمة التي تمت في عام 1621 للإعراب عن شكر المستوطنين الأوائل للهنود الأميركيين لقيامهم بإطلاع المهاجرين على معارفهم وتعليمهم مهاراتهم التي لولاها لما بقوا على قيد الحياة على الأرجح لقلة خبرتهم بالبيئة الجديدة.

أما أطباق الوليمة التقليدية التي لن يكون كوبلر وغوبلر طرفا فيها، فتشمل الديك الرومي المحشو وبطاطس مهروسة وصلصة من مرق اللحم وبطاطس حلوة وصلصة التوت البري فضلا عن فطيرة اليقطين.

ويرتكز مفهوم عيد الشكر عند الأميركيين على فكرتي العطاء والشكر ويكرس قيمة العائلة في المجتمع، كما قالت كيري لـ"راديو سوا" أثناء تسوقها للوازم العيد من أحد المتاجر  في ولاية فرجينيا.

وأضافت "هو بالتأكيد احتفال ببلادنا والتعبير عن امتنانا للإنتماء إلى الولايات المتحدة. وهو احتفال عائلي حيث يلتقي كل أفراد الأسرة ليتناولوا الطعام معا. وهذا شيء لا يتكرر كثيرا في الأيام العادية هنا في الولايات المتحدة".

وتحدثت كيري عن أطباق مائدة عيد الشكر قائلة "الديك الرومي والخبز والسلطة. أظن أن كل عائلة تحضر أطباقا جانبية مختلفة كالبطاطس والذرة. تحضير هذه الأطباق عادة يستغرق نصف يوم".

والجالية العربية في الولايات المتحدة تحتفل أيضا بهذا العيد، وقال السيد شادي الشماق وهو من أصل أردني إن العيد  بالنسبة له "جمعة للعائلة فقط فالمدارس معطلة، والناس معطلة، ما يتيح الفرصة لدعوة الأقارب وشراء الديك الرومي والاجتماع للأكل ولا شئ غير الأكل، هو جمعة عائلية فقط لا غير، وهذا أحلى شيء".

كما قال زهير بوحفص، وهو من أصل مغربي، إن العيد بالنسبة إليه "يوم عطلة يقضيها مع أسرته وأصدقائه"، مضيفا أن "أهم ما فيها مشاهدة مباريات كرة القدم الأميركية وتشجيع فريقه The Red Skins".

وبالنسبة لسليمان حسن سليمان فإن عيد الشكر يوم مميز كونه فرصة كبيرة لتقدير قيمة العائلة، فقد قال لـ"راديو سوا" "هو اليوم الوحيد في السنة الذي يلتقي فيه جميع أفراد العائلة في مكان واحد على مائدة واحدة. وهذا الشيء رائع بالنسبة لنا كأميركيين من أصل عربي لأن العائلة تعني الكثير لنا".

أما إلهام بوعرفة، وهي مغربية الأصل، فقالت إن عيد الشكر "مناسبة يجتمع فيها الأهل والأصدقاء حول مائدة شهية يكون الديك الرومي والبطاطس والمقرونة بالجبنة أبرز ما عليها".

الديك الرومي "مهاجر" مكسيكي

ومع أن عيد الشكر تقليد جوهري في الثقافة الأميركية إلا أن الديك الرومي ليس أميركي الأصل بل مهاجر مكسيكي.

فقد قالت الباحثة في وزارة الزراعة الاميركية جولي لونغ لإذاعة صوت أميركا إن الديك الرومي الداجن عاش في ميزوأميركا، التي تسمى اليوم المكسيك، في عام 800 قبل الميلاد تقريبا.

وأضافت أن سكان ميزوأميركا كانوا يأكلون الديك الرومي كل الوقت، مشيرة إلى أن الغزاة الإسبان عندما وصلوا في القرن الـ16 إلى المنطقة اكتشفوا تلك الطيور الداجنة التي كان طعمها ألذ من التي اعتادوا تناولها في أوروبا، حسب لونغ.

​​
وقالت إن الإسبان اعتادوا تناول طيور مثل الطاووس التي كانت جميلة المظهر لكن لحمها كان قليلا بعكس الطيور المكسيكية.

وإلى جانب الذرة والفلفل والطماطم، جلب الإسبان الديكة الرومية معهم إلى أوروبا لينتشر هذا النوع الجديد من الطيور من إسبانيا إلى هولندا وإنجلترا حيث كان الإوز طبق عيد الميلاد حتى قدوم الديك الرومي.

وعاد الديك الرومي من جديد إلى القارة الأميركية مع وصول المهاجرين الأوروبيين الذين جلبوا معهم هذا النوع من الطيور إلى جانب حيوانات أخرى إلى مستوطنة ماساشوسيتس باي في ثلاثينيات القرن الـ17.

تقاليد أخرى

ومن تقاليد العيد بث مباريات لرياضة كرة القدم الأميركية التي يتخللها عرض فني بمشاركة نجوم غناء. وتظهر أجواء العيد طبعا على المشجعين الذين يرتدي كثير منهم ملابس احتفالية مثل قبعات على شكل ديك رومي وغيرها.

كما تنظم استعراضات عيد الشكر في المدن والساحات الرئيسية، حيث تعزف الموسيقى الشعبية وتشارك فرق موسيقية من الجامعات والمدارس بحضور نجوم كرة السلة.

وهذا العام سيشارك  في استعراض مدينة نيويورك نجم كرة السلة كريم عبدالجبار وكريس مولن وآخرون. وينضم للاحتفال نجوم الموسيقى والغناء لموكب عيد الشكر في نيويورك بمن فيهم فرقة ذا رووتس  وراشيل كرو وفلو ريدا.

ومن أكبر احتفالات العيد أيضا، الاستعراض الاحتفالي الضخم الذي ينظمه متجر ميسيز (Macy's)، أحد أكبر المحلات التجارية في الولايات المتحدة، في نيويورك.  ويشمل احتفال ميسيز الشهير تنظيم عروض متنوعة تستقطب كل عام أكثر من ثلاثة ملايين متفرج في المدينة وأكثر من 50 مليونا آخرين يتابعونها عبر شاشات التلفزة.

وغداة العيد يتوجه المتسوقون إلى مختلف المتاجر التي تقدم أسخى العروض والتخفيضات. ويطلق على اليوم اسم الجمعة السوداء ينفق فيه الأميركيون ملايين الدولارات ويعتبر بداية موسم المبيعات والشراء لفترة أعياد الميلاد.

تنويه: رزان سرية ساهمت في إعداد الموضوع.