غلاف الكتاب
غلاف الكتاب



"الوزيرة" أو (The Secretary) كتاب يحكي قصة امرأتين. قصة صحافية لبنانية كبرت في خضم الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) مع تساؤلات حول النفوذ الأميركي، وقصة وزيرة وسياسية وشخصية أميركية معروفة غدت وجه الدبلوماسية والنفوذ الأميركي في العالم.
 
"هاتان القصتان تداخلتا وكانت النتيجة وجهات نظر مختلفة بقالب سلس لجمهور واسع"، هكذا وصفت كيم غطاس الكتاب لموقع "راديو سوا".
 
لم تتوجه غطاس في كتابها إلى الجمهور المتخصص بالسياسة الأميركية، بل أرادت أن تنقل الأحداث واللحظات التي أمضتها برفقة وزيرة الخارجية الميركية السابقة هيلاري كلينتون، كمراسلة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في وزارة الخارجية الأميركية، إلى جمهور أوسع، أميركي وعالمي، لديه نفس التساؤلات حول السياسة الأميركية.
هدفي من هذا الكتاب أن أتناول موضوع النفوذ الأميركي في العالم من خلال كلينتون

غطاس التي اكتشفت أن التساؤلات حول الدور الأميركي عالمية، رغم الاختلاف في طرح الأسئلة، قالت إن الأميركيين يتساءلون عن أهمية دور بلادهم في العالم، لافتين إلى أن لديهم ما يكفي من المشاكل الداخلية التي بحاجة إلى حل؛ وفي المقابل، تدعو العديد من الدول الولايات المتحدة إلى مساندتها في شتى المجالات والمحن.
 
وفي مقدمة كتابها، قالت غطاس "لمدة أربع سنوات سافرتُ في الطائرة مع هيلاري كلينتون، مدققة في كل كلمة قالتها وحركة قامت بها لتحديد ماهية النفوذ الأميركي.. شاهدتها تتحول من سياسية مثيرة للجدل إلى نجمة دبلوماسية مثيرة للإعجاب ومحترمة حول العالم".
 
المرأة والوزيرة
 
وقالت غطاس إن عملها مع كلينتون سمح لها أن ترى المرأة/الإنسانة عن قرب في العمل، وشددت على أن قبول وزيرة الخارجية "تحدي" الخدمة العامة كان لاستعادة سمعة الولايات المتحدة حول العالم، والتي كانت على "مفترق طرق".
 
غير أن عددا من الصحافيين الذين استعرضوا الكتاب، انتقدوا غطاس لعدم تطرقها إلى المستقبل السياسي لكلينتون.
 
وعن ذلك قالت "لم يكن هدفي كتابة السيرة الذاتية لكلينتون...هناك العديد من الصحافيين الأميركيين الذين كتبوا وسيكتبون عنها في هذا السياق". وأضافت "هدفي من هذا الكتاب أن أتناول موضوع النفوذ الأميركي في العالم من خلال كلينتون التي هي الشخصية الأساسية في الكتاب. الكتاب هو رحلة مع كلينتون من بيروت إلى قلب النفوذ الأميركي".
 
أمثال صينية وجَمل بشع
 
وتناولت غطاس في كتابها أيضا التفاصيل الصغيرة التي لا تنشر عادة، ولكنها تبقى مثيرة للفضول.
 
ففي الفصل الثاني من الكتاب، تحدثت الكاتبة عن رحلة مع كلينتون إلى الصين. وقالت إنه خلال الزيارة، سحرت كلينتون مضيفيها لمعرفتها بالأمثال الصينية.

تناولت غطاس في كتابها التفاصيل الصغيرة التي لا تنشر عادة، ولكنها تبقى مثيرة للفضول.
ونقلت غطاس عن كلينتون أنها سردت المثل القائل "عندما نكون في قارب مشترك نحتاج إلى عبور النهر بسلام معا"، لتقول إن الولايات المتحدة والصين كان عليهما العمل معا لدعم الاقتصاد العالمي.
وأضافت غطاس أن رئيس الوزراء الصيني ون جياوباو رد بمثل من كتاب فنون الحرب للكاتب الصيني صان تسو يقول "نتقدم معا يدا بيد"، وأشارت إلى أن هذا المثل سيتحول إلى ثابتة في محادثات كلينتون مع الصين.
 
وفي الفصل السابع من الكتاب، سردت غطاس حوارا بين العاهل السعودي وكلينتون حول الجمال، إذ أخبرت الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال ارتشافها للقهوة العربية نكتة كان نظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل قد سردها لها، وتقول باختصار أن "الجمل حيوان بشع".
 
وقالت غطاس إن فترة المجاملات التي تسبق المباحثات المغلقة كانت مهمة لكلينتون، رغم أنها كانت تأخذ بعض الوقت، مضيفة أن كلينتون كانت تعتقد أن معرفة الآخرين ليس فقط فعل احترام ولكن لفتة ذكية لبناء علاقات جيدة.
 
إجابات على الأسئلة
 
ولكن هل استطاعت غطاس إيجاد أجوبة على تساؤلاتها الكثيرة؟
فكرة الكتاب نضجت "في رأسي بداية عام 2010"

كشفت غطاس في تصريح لـ"راديو سوا" أن تلك التساؤلات "كبيرة وأعتقد أنه من الصعب أن أجد لها أجوبة محددة، خصوصا وأن السياسة الأميركية متحركة وليست جامدة".
 
غير أن غطاس أرادت من خلال كتبها أن تجذب القارئ إلى داخل الماكينة السياسية الأميركية، ولكن من دون أن تخبره عن كيفية تسييرها وكيفية صناعة خططها.
 
الكتاب
 
ويقع كتاب كيم غطاس في 345 صفحة من القطع المتوسط ويجسد فكرة نضجت "في رأسي بداية عام 2010".
 
وأرادت غطاس من خلال كلماتها "إضافة عنصر للنقاش عما يريده العالم من أميركا"، كما تقول.
 
ويذكر أن الكتاب من منشورات Times Books وهو متوفر في المكتبات ويبلغ سعره نحو 17 دولارا على موقع أمازون.