الأهلي والزمالك وضعا نفسيهما في مأزق أفريقي، والصورة لمباراة أفريقية سابقة بينهما
الأهلي والزمالك وضعا نفسيهما في مأزق أفريقي، والصورة لمباراة أفريقية سابقة بينهما


في ظل ظروف سياسية عصيبة تعيشها مصر، يخوض قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك يوم السبت المقبل معركتين فاصلتين في الأحراش الأفريقية تحت شعار "أكون أو لا أكون" تحدد نتيجتهما بشكل كبير فرص الفريقين في التأهل لنصف النهائي في بطولة دوري أبطال أفريقيا التي يحمل الأهلي لقبها.

فالأهلي الذي يتذيل مجموعته برصيد نقطة واحدة سيكون مطالبا بالفوز على ليوباردز الكونغولي الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة بأربع نقاط، بينما يحتاج الزمالك الذي يملك نقطة واحدة أيضا للفوز على منافسه أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي الذي يتصدر المجموعة بفارق الأهداف عن ليوباردز.

الأهلي والزمالك وضعا نفسيهما في هذا المأزق بعد هزيمة الأول من أورلاندو بيراتس بثلاثية نظيفة على أرضه وفي غياب جماهيره، بينما خسر الزمالك بهدف نظيف على أرض ليوباردز، بعد أن تعادل الفريقان المصريان بهدف لكل منهما في المباراة التي جمعتهما معا في مستهل مبارياتهما في المجموعة.
​​​​ ​​
لكن هل يمتلك الفريقان الفرصة لتصحيح المسار في الجولة الثالثة أم أن ليوباردز وأورلاندو بيراتس سيحسمان الصراع مبكرا ويقصيا العملاقين المصريين؟.

يقول الناقد الرياضي محمد الزرزور إن الأهلي والزمالك سيجدان صعوبة كبيرة في تصحيح مسارهما أمام خصمين مثل ليوباردز وأورلاندو بيراتس لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن المهمة ليست مستحيلة.

وأضاف في تصريحات لموقع "راديو سوا" أن العائق الرئيسي أمام الفريقين المصريين للتأهل إلى نصف النهائي ليس قوة خصميهما ولكن الظروف السياسية التي تمر بها مصر والتي حالت دون وجود نشاط رياضي منتظم يكسب لاعبي الفريقين اللياقة البدنية والذهنية اللازمة للمنافسة على بطولة بحجم دوري أبطال أفريقيا.

وأكد أن الإمكانيات الفنية للأهلي والزمالك تفوق بكثير نظيرتها في ليوباردز وأورلاندو بيراتس لكن ضعف اللياقة البدنية والذهنية أفقد الفريقين المصريين القدرة على العودة أمام خصميهما خلال المباراتين اللتين انتهتا بفوز بطلي الكونغو وجنوب أفريقيا.

وكان الأهلي قد خسر أمام أورلاندو بيراتس بثلاثة أهداف لصفر على ملعب الجونة في مباراة أضاع فيها الفريق المصري ركلة جزاء في الشوط الأول ولعب الشوط الثاني كاملا بعشرة لاعبين بعد طرد مهاجمه أحمد عبد الظاهر.

وهذا ملخص لمباراة الأهلي وأورلاندو بيراتس:
​​
​​
وبالمثل خسر الزمالك أمام ليوباردز بهدف نظيف من ركلة جزاء على ملعب الأخير في مباراة  أكملها الفريق المصري بعشرة لاعبين أيضا بعد طرد مدافعه محمود فتح الله.

وهذا ملخص لمباراة الزمالك وليوباردز:
​​
​​
 شماعة الأخطاء الدفاعية

من ناحيته يرى الناقد حسن المستكاوي أن الهزيمتين اللتين مني بهما الأهلي والزمالك لم تكن بسبب الأخطاء الدفاعية كما قال خبراء ومدربون ولكن بسبب نقص اللياقة لدى لاعبي الفريقين المصريين.

وقال المستكاوي في مقال له بصحيفة "الشروق" المستقلة إنه رغم اعتبارات الصيام (إذ جرت المباراة في شهر رمضان نهارا) ، وحرارة الجو، واللعب بدون جمهور، فإن الأهلي لم يحسن الأداء تكتيكيا ولم يواجه سرعة ولياقة وقوة لاعبي أورلاندو بيراتس باللعب الجماعي وتقارب المسافات بين خطوطه، وامتلاك الكرة بالتمرير التي تعد كلها من أهم أسلحة الأهلي.

وعن مباراة الزمالك، قال المستكاوي إن هزيمة الزمالك كانت "هزيمة كاشفة أخرى بفارق السرعات واللياقة والاستحواذ والفرص التي لاحت لفريق ليوباردز".

وأضاف أن الزمالك افتقد تماسكه بسبب تراجع لاعبي خط الوسط أمام لاعبي ليوباردز، فضلا عن افتقاد اللياقة البدنية والذهنية لظروف الصيام والحرارة، والمعاناة من نقص عددي نظرا لغياب لاعبين عن مستواهم تماما، بالإضافة إلى نقص آخر بطرد محمود فتح الله.

وتوقع المستكاوي أن "يواجه الأهلي والزمالك صعوبات بالغة في البطولة الأفريقية" لكنه أكد أن "المفاجآت واردة إذا تسلح الفريقان بما يملكانه مثل تقارب المسافات والخطوط والسيطرة بالتمرير"، معربا في الوقت ذاته عن أمله في أن "تتحقق المعجزة ويتقدم قطبا الكرة المصرية إلى مربع الأمل"، في إشارة الدور نصف النهائي.

تفاؤل اللاعبين

لكن رغم "المعجزة" التي يرى المستكاوي أن الأهلي والزمالك بحاجة لها، فإن مدربي ولاعبي الفريقين يؤمنون تماما بقدرتهم على الحسم والفوز خارج الديار ومواصلة الطريق نحو مراحل متقدمة في البطولة.

ويقول حلمى طولان المدير الفني لفريق الزمالك إن فرصة التأهل للدور نصف النهائي مازالت في متناول الفرق الأربعة.

وأضاف طولان في تصريحات للموقع الرسمي للزمالك أن "مستوى الفرق الأربعة الموجودة في المجموعة الأولى متقارب والمنافسة شرسة لحجز تذكرتي الصعود للدور القادم".

واعتبر طولان أن أيا من الفرق الأربعة قد يخسر على أرضه بسبب تقارب مستوى فرق المجموعة.

وقال مهاجم الزمالك أحمد عيد إن الفوز على بطل جنوب أفريقيا سوف يدعم فرص الزمالك في التأهل لنصف النهائي.

وأكد عيد أن "الزمالك بدأ يستعيد جزءا كبيرا من مستواه المعهود، واللاعبين عازمين على إسعاد الجماهير".

بدوره قال محمد يوسف المدير الفني الشاب للنادي الأهلي إن "الهزيمة صعبة لكنها لا تعني خروجنا من البطولة فما زالت أمامنا أربع مباريات".

ومن ناحيته أقر لاعب الأهلي الصاعد رامي ربيعة بأن فريقه في موقف صعب، ولا بديل أمامه عن الفوز على ليوباردز كما أعرب عن أمله في أن يحقق الزمالك الفوز على خصمه الجنوب أفريقي.

وقال ربيعة "لو فاز أورلاندو على الزمالك في المباراة الأخرى، سيضمن الفريق الجنوب أفريقي صدارة المجموعة بشكل كبير، وسيكون صراعنا على التأهل لنصف النهائي في الوصافة".
الأهلي تغلب على الترجي التونسي الموسم الماضي وتوج بدوري الأبطال من تونس، فما يمنعه من الفوز على ليوباردز؟
وائل جمعة
​​
من جانبه قال مدافع الأهلي المخضرم وائل جمعة إن "علينا اللعب من أجل تحقيق الفوز فقط، فلو لعبنا على التعادل سنخسر المباراة".

وتابع قائلا إن "الأهلي تغلب على الترجي التونسي الموسم الماضي وتوج بدوري الأبطال من تونس، فما يمنعه من الفوز على ليوباردز؟".

وكان الأهلي قد تغلب على الترجي التونسي بهدفين لهدف على ملعبه في تونس وحسم بطولة أفريقيا في الموسم الماضي بعد أن انتهى لقاء الفريقين في القاهرة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

وتتنافس ثمانية فرق في مجموعتين للحصول على أربعة مقاعد في الدور نصف النهائي الذي يتأهل إليه أول فريقين من كل مجموعة.

وتضم المجموعة الثانية فرق الترجي التونسي والقطن الكاميروني وسيوي سبور الإيفواري وريكرياتيفو ليبولو الأنغولي.

وتبدو هذه المجموعة متشابكة إلى حد بعيد إذ تمتلك الفرق الأربعة الرصيد ذاته من النقاط وهو ثلاث نقاط بعد أن خسرت جميعها في مباراة واحدة وفازت في مباراة أخرى.