دعوات حقوقية لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم
دعوات حقوقية لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم | Source: Courtesy Image

تتصدر إيران لائحة الدول التي تنفذ أحكام الإعدام في حق القاصرين.

ويمنع القانون الدولي، بشكل مطلق، عقوبة إعدام القاصرين.

وتحظر اتفاقية حقوق الطفل، الموقعة سنة 1989، تطبيق عقوبة الإعدام على الأفراد تحت سن 18 عاما وقت ارتكاب الجريمة.

إيران في الصدارة

وأكد تقرير، صدر الثلاثاء، أن منظمة العفو الدولية أحصت 73 حالة إعدام في صفوف الجانحين الأحداث (القاصرين) في إيران، خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

وأكدت المنظمة أنها تمكنت من تحديد أسماء وأماكن 49 مذنبا حدثا يواجهون خطر تقديمهم إلى حبل المشنقة. وأضافت، نقلا عن الأمم المتحدة، أن 160 مذنبا حدثا، على الأقل، ينتظرون حاليا تنفيذ أحكام الإعدام فيهم.

وحمل تقرير منظمة العفو الدولية عنوان "أطفال يكبرون وهم ينتظرون تقديمهم إلى حبل المشنقة: عقوبة الإعدام والجانحون الأحداث في إيران".

وقال نائب برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية سعيد بومدوحة، إن "إيران من البلدان القلائل التي لا تزال تعدم الجانحين الأحداث في انتهاك صارخ للحظر القانوني المطلق على استخدام عقوبة الإعدام ضد الأشخاص الذين كانت أعمارهم تقل عن 18 عاما عند ارتكاب الجريمة".

وأدخلت إيران، سنة 2013، تغييرات على قوانينها الجنائية، وباتت تسمح للقضاة باستبدال عقوبة الإعدام بعقوبة بديلة بناء على سلطتهم التقديرية وتقييمهم للنمو العقلي ونضج الجانحين الأحداث عند ارتكاب الجريمة.

لكن منظمة العفو الدولية تعتبر هذا غير كاف، وتقول إن إيران فشلت في "احترام تعهد صدر عنها قبل أكثر من عقدين، عندما صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، والتي تقتضي إلغاء استخدام عقوبة الإعدام ضد الجانحين الأحداث بشكل كامل".

بلدان أخرى في القائمة

وتندرج ضمن قائمة الدول التي أعدمت، أو على الأقل أصدرت حكم الإعدام في حق القاصرين، كل من المملكة العربية السعودية، وإيران والمالديف، ونيجيريا، وباكستان، واليمن ومصر وسيريلانكا.

وقال مستشار قسم حقوق الطفل في منظمة هيومن رايتس ووتش مايكل غارسيا بوشنيك، في مقال نشره بموقع المنظمة الحقوقية الدولية، في نيسان/ أبريل الماضي، إن "العام الماضي (2014) شهد ارتفاعا واضحا في استخدام عقوبة الإعدام من أجل جرائم ارتكبها قاصرون".

وفي منتصف العام الماضي فقط، أقدمت باكستان على إعدام رجل كان عمره 15 عاما وقت ارتكاب جريمته قبل 23 عاما.

وأعدم أفتاب بهادور بسبب جريمة تعود إلى سنة 1992، ووجهت إليه تهمة قتل امرأة وابنيها.

وخلال سنة 2014، تم النطق بأحكام الإعدام في حق قاصرين في كل من مصر وسيريلانكا، بينما أحصت منظمة العفو الدولية، خلال السنة نفسها، وجود قاصرين محكومين بالإعدام في كل من المملكة العربية السعودية، وإيران والمالديف، ونيجيريا، وباكستان، وسيريلانكا واليمن.

وفي سنة 2013، أعدم ثلاثة قاصرين في السعودية، مع احتمال وجود حالات إعدام في إيران واليمن.

وفي سنة 2012، أعدم قاصران في اليمن.

وفي 2011، أعدمت إيران ثلاثة قاصرين على الأقل.

وفي العام 2010، كانت إيران الدولة الوحيدة التي تأكد إعدامها لقاصر كان يبلغ من العمر 17 عاما وقت ارتكاب جريمته.

وفي عام 2009، أعدمت إيران خمسة متهمين أحداث على الأقل، وأعدمت السعودية اثنين، والسودان واحدا.

ومن عام 2005 وحتى 2008، قامت خمس دول، هي إيران والسعودية والسودان وباكستان واليمن، بإعدام أحداث.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية ضمن قائمة الدول التي تطبق عقوبة الإعدام في حق القاصرين، قبل أن تقلع عن ذلك.

وقضت المحكمة العليا الأميركية، عام 2005، بإلغاء عقوبة الإعدام في الجرائم التي أدين بها أشخاص كانت أعمارهم تقل عن 18 عاما عند ارتكاب الجريمة.

 

المصدر: منظمة العفو الدولية / هيومن رايتش ووتش/ أ ف ب/ رويترز

الشيخ نمر النمر
الشيخ نمر النمر

أثار إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر جملة من الردود بين المؤيدة والمعارضة.

فبينما يعتبر البعض أن الإعدام يأتي "تطبيقا للعدالة بعد اتهامات ضده بإثارة النزعات الطائفية في السعودية، والخروج على ولي الأمر"، يرى آخرون أن النمر "معارض سعودي يدعو إلى الإصلاح ولا يستحق الإعدام كونه لم يتورط بأعمال إرهابية".

ما رأيك أنت؟

​​

"رجل إيران في السعودية"

الكاتب السعودي داود الشريان يقول إن تنفيذ الحكم على النمر "صار اغتيالا سياسيا، هكذا. ورغم أن عدد الإرهابيين الذين أعدموا بلغ 47 شخصا، إلا أن الحديث في الإعلام الإيراني انصب على النمر وثلاثة آخرين من منطقة القطيف".

ويضيف "جرى تفسير الحكم على النمر قصاصا بأنه جزء من الصراع الإقليمي، بين السعودية وإيران، كأن الشخصيات والصحف التي تبنت هذا الرأي تؤكد أن نمر النمر رجل إيران في السعودية".

ويشير الشريان في مقاله بصحيفة "الحياة" السعودية تحت عنوان "أضعف الإيمان - نمر النمر نسخة شيعية من بن لادن" إلى أن "تهمة النمر ليست مجرد احتجاجات ودعوة إصلاحية. وهو حمل السلاح في مواجهة الدولة، وخرج على النظام العام، وقبض عليه وهو يخوض معركة شرسة مع رجال الأمن".

وفي السياق ذاته، يقول الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد "نتفهم لماذا تقود إيران الحملة الإعلامية في قضية الإعدامات، تستهدف السعودية، لأنها تخوض حربا سياسية ودعائية ضد جارتها، منذ أن قررت الدخول في حروب طائفية في العراق وسورية واليمن".

ويتساءل في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" "لماذا ينقاد الآخرون وراء الدعاية الإيرانية دون فحص على الأقل لادعاءات الطرفين، بدلا من طرف واحد؟".

ويضيف "هل النمر معارض مسالم؟ بالتأكيد لا. هل النمر زعيم للشيعة؟ قطعا لا، هو مثل رجال الدين المتطرفين الآخرين. هل خطابه ينتقد الحكومة السعودية؟ نعم، وكذلك يفعل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش".

"العمامة الثائرة"

مقابل هذه الآراء، برزت أصوات منددة بإعدام النمر، فصحيفة "المصري اليوم" نشرت تقريرا بعد إعدام النمر  بعنوان "نمر النمر.. زعيم شيعي يفتح إعدامه أبواب الاضطرابات في الخليج".

وقالت الصحيفة المصرية إن "شهرة النمر، المولود في 1959، ازدادت بسبب تصريحاته التي طالب فيها بإجراء انتخابات في البلاد، وأطلق عليه أنصاره في القطيف لقب العمامة الثائرة، كما انتقد النمر دور الرياض في قمع الثورة البحرينية".

انتقام إلهي

وفي خضم ردود الفعل المنددة بالإعدام، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان إن "الولايات المتحدة تحث حكومة السعودية على السماح بالتعبير عن الاحتجاج بطريقة سلمية"، مطالبا الرياض بـ "احترام وحماية" حقوق الإنسان.

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن السعودية ستواجه "انتقاما إلهيا" بعد قيامها بإعدام نمر النمر.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد اتّهم السعودية بتطبيق "سياسات طائفية زعزعت استقرار المنطقة في السنوات الأخيرة".

وفي العراق، طالب رئيس كتلة حزب الدعوة، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي، النائب خلف عبد الصمد بإغلاق سفارة السعودية في بغداد وطرد سفير المملكة من العراق.

وحث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من جهته، "الشيعة في العراق والخليج إلى الخروج في مظاهرات سلمية احتجاجا على إعدام النمر".

حرب إلكترونية على تويتر

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يزال موضوع إعدام نمر النمر على لائحة الأكثر تداولا. وهنا جانب من ردود الفعل على تويتر:

 


​​

 

​​

​​

​​
 

​​

​المصدر: موقع قناة "الحرة"