يحيي العالم الذكرى الـ30 لكارثة تشرنوبيل، وهي أكبر كارثة نووية شهدها العالم، إذ خلفت آلاف القتلى، بينما صُنفت كأسوأ حادث للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي في تاريخ البشرية.
وقد وقع الحادث في 26 نيسان/ أبريل 1986، عندما انفجرت إحدى المفاعلات الأربعة لمدينة تشرنوبيل، التي كانت آنذاك تابعة للاتحاد السوفياتي.
وأدى الانفجار مباشرة إلى مقتل 36 شخصا وأزيد من 2000 مصاب، بينهم رجال إطفاء بعد تعرضهم للإشعاع. وتسبب الحادث، لاحقا، في مقتل العشرات، بينما لا يزال عدد الضحايا غير دقيق، إذ يقدر البعض القتلى بالآلاف.
وقالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى تجاوز أربعة آلاف، بينما أكدت منظمات حقوقية أخرى أن العدد الإجمالي يتراوح بين 10 آلاف و90 ألف شخص.
وكان الأخطر في حادث تشرنوبيل هو انتشار الإشعاعات النووية على نطاق واسع، إذ تضررت كل الدول المجاورة خاصة بلاروسيا (روسيا البيضاء)، ما تسبب في أمراض مثل السرطان وأخرى مرتبطة بالتعرض للإشعاعات.
الاتحاد السوفياتي حاول إخفاء الحادث
وحاول الاتحاد السوفياتي آنذاك التستر عن الكارثة، وطيلة يومين لم يعرف غير قليل بما حدث، إلى أن قامت السويد بتنبيه العالم إلى ما وقع.
وبعد أن تعاظمت آثار الإشعاعات، اعترف الرئيس السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف بحدوث "مشكل في تشرنوبيل"، بينما خففت وسائل إعلام سوفياتية من الحادث، وانتقدت "مبالغات" وسائل إعلام غربية.
ونشرت وكالة أنباء إيتار تاس برقية مقتضبة من خمسة سطور عن الكارثة، التي أصبحت اليوم تذكر العالم بأخطار الإشعاعات النووية.
وهنا فيديو عن كيف قام الإعلام السوفياتي بتغطية الحادث:
وقالت منظمة السلام الأخضر إن حوالي 93 ألف شخص ماتوا متأثرين بالإشعاعات، في حين سجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص بسرطان الغدة الدرقية.
وأكدت إحصائيات أوكرانية رسمية أن 2.3 مليون من سكان البلاد لا يزالون إلى اليوم يعانون بأشكال متفاوتة من إشعاعات الحادث.
وتسببت كارثة تشرنوبيل، أيضا، في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وبلاروسيا بالإشعاعات الملوثة.
وهنا فيديو لـ"راديو أوروبا الحرة" عن آثار الحادث:
المصدر: موقع "الحرة"/ "راديو أوروبا الحرة"