تمكنت أخيرا المراهقة الأيزيدية نهاد بركات من النجاة بنفسها بعد عام من العذابات على يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكنها لا تتردد في القول إن ما "تعيشه ليس حياة" طالما أن التنظيم المتشدد ما زال يحتجز ألفي أيزيدية منهن شقيقتان للفتاة نهاد.
ومِثل الكثيرات ممن هربن أو تم تحريرهن من قبضة داعش، لا تنتهي المعاناة بمجرد انتهاء فترة الاختطاف، بل إن الذكريات المخيفة تشكل بداية معاناة أخرى للعديد من الأيزيديات اللواتي مورست عليهن "العبودية الجنسية" على مدى أشهر أو لأزيد من عام كامل، حسب شهادة أدلت بها المعالجة النفسية إلهام صالح لموقع "ديلي بيست" الأميركي.
تروي بركات، 17 عاما، بحرقة أن من يُعرف بـ"الجهادي جون الجديد" لعب دورا كبيرا في اختطافها وإجبارها على "الزواج" من مسلح متشدد حملت منه مولودا، واضطرت لتركه خلفها حين سنحت لها الفرصة بالهرب.
فيديو منشور على موقع "الاندبندنت" تروي فيه بركات قصتها.
وتقول بركات إن المتشدد الذي أجبرت على "الزواج" به كان يضربها ويغتصبها ويمارس عليها أنواعا أخرى من العنف الجسدي.
وحسب شهادة هذه الناجية فإن "الجهادي جون الجديد" اتخذ لنفسه العديد من الأيزيديات كـ"جواري".
وتؤكد بركات أن مقاتلي داعش عزلوا الفتيات لوحدهن وكانوا يأتون في أي وقت لأخذ إحداهن "ويمارسون عليها ما يشاؤون لإشباع غرائزهم الجنسية".
تعمل بركات الآن، مع منظمة بريطانية تقدم المساعدة للاجئين والنازحين في مخيم خانكي قرب محافظة دهوك شمال العراق، إلا أن داعش ما زال يشكل كابوسا تعيشه يوميا، إذ يحتجز التنظيم المتشدد أختيها وأخويها، وهي تعرف جيدا أن حديثها لوسائل الإعلام قد يزيد من احتمالات أن يقوم المتشددون بإعدامهم أو إلحاق مزيد من الأذى بهم.
اقرأ أيضا: قصة نادية.. مذكرات الاستعباد الجنسي لدى داعش
وإذا كانت فتيات مثل نهاد بركات ونادية مراد قد كسرن حاجز الخوف وقررن التحدث بصوت مرتفع أمام العالم عن جحيم الاغتصابات المتكررة، فإن أيزيديات أخريات مازال الخوف يكبلهن و يمنعهن من البوح بآلامهن، حسب تأكيد المعالجة النفسية إلهام صالح.
شاهد الأيزيدية نادية مراد تروي قصتها باللغة العربية أمام مجلس الأمن الدولي:
أضرار نفسية
وتوضح صالح أن بعض الناجيات يظهرن في حالة عادية، لكن ما إن يُطلب منهن الحديث عن ما عشنه حتى " تسري في أجسادهن رعشة ويستبد بهن خوف شديد أو تنخفض درجة حرارة أجسادهن."
وحسب المعالجة صلاح فإن طابوهات فقدان البكارة تجعل ناجيات لا يبحثن عن المساعدة النفسية، ليبقى الألم يجول في دواخلهن مسببا لهن مزيدا من المعاناة.
في المقابل، فإن أخريات فضلن مخاطبة داعش بلغة السلاح وتوجهن للتدريب على قتال التنظيم المتشدد.
وانضمت 123 أيزيدية من المختطفات السابقات قبل شهرين إلى عناصر البشمركة للتدرب مع كتيبة "نساء الشمس"، حسب تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بينما كانت حوالى 500 فتاة وسيدة تتراوح أعمارهن بين 17 و 37 سنة ينتظرن دورهن لتلقي التدريب.
المصدر: الحرة/وسائل إعلام أميركية