شاب عراقي يتفقد موقع انفجار في بغداد حاملا كرة قدم
شاب عراقي يتفقد موقع انفجار في بغداد حاملا كرة قدم

لم يكن المراهق العراقي عبد الحفيظ عبد علي، "14 عاما"، يعلم أن الـ25 من آذار/ مارس الماضي سيكون يوما صعبا في حياته.

لم يدرك الفتى أنه سيفقد بصره ومعه عشرات من أصدقائه بين قتيل وجريح في يوم واحد، بعد أن امتدت يد المتشددين إلى ملعب كرة القدم للناشئين في قرية العصرية.

وقد فقد عبد الحفيظ بصره جراء تفجير انتحاري نفذه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكن القدر شاء أن يتعافى ويعود تدريجيا إلى سابق عهده بعد تلقي العلاج في إحدى مستشفيات إيران.

وقال متحدثا، عبر الهاتف من منزله في قرية العصرية، إن بإمكانه أن يرى بشكل طبيعي في عينه اليمنى، لكنه يرى جزئيا في عينه اليسرى، مضيفا أنه يحتاج للعودة مجددا إلى إيران لتلقي المزيد من العلاج.

وأعرب الفتى عن سعادته بذلك بعد رحلة علاج في طهران استغرقت 16 يوما. وأشار إلى أنه كان خائفا عندما وصل إلى المستشفى، لأن الأطباء ألمحوا إلى إمكانية فقدانه البصر.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، التي التقت الفتى بعد إصابته جراء التفجير وقبل خضوعه للعلاج، إن الأخير كان هامدا يئن من الألم في منزل عائلته، لا يقوى على الكلام أو الحركة، وتغطي الضمادات عينيه.

أما بعد تلقيه العلاج، فيقول عبد الحفيظ إن صحته أصبحت جيدة جدا، مشيرا إلى أن كل جروحه في طور الالتئام.

ويضيف أن بإمكانه الجري ولعب كرة القدم، مستدركا أن الأطباء طلبوا منه عدم اللعب لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر بسبب عينيه.

ويصف عبد الحفيظ فرحته عند الاستيقاظ بعد إجرائه العملية الجراحية واكتشافه أن بإمكانه أن يرى مجددا وللمرة الأولى منذ أكثر من شهر، قائلا: "كنت سعيدا للغاية، بكى والدي. ولكن لم أبك. كنت أضحك. كنت قادرا على الرؤية مرة أخرى".

المصدر: واشنطن بوست (بتصرف)