قبل 90 عاما حزم رجل لبناني اسمه نخلة تامر، أمتعته وترك قريته الوادعة في شمال لبنان، قاصدا البرازيل.
لم يكن هذا الرجل الذي أصبح الآن والد رئيس البرازيل الجديد، يعرف الكثير عن هذا العملاق الجغرافي الذي تزيد مساحته على ثمانية ملايين كيلومتر مربع.
حتى اللغة التي يتحدثها السكان، لم يكن نخلة تامر يعرف عنها سوى اسمها، مع ذلك أقنعه أخوه الذي سبقه في الهجرة بالمجيء إلى بلد السامبا حيث عانى في البداية الفقر قبل أن تتحسن ظروفه ويشتري مزرعة لإعالة أولاده الذين صاروا ثمانية.
رزق الأب المهاجر في الـ 23 من أيلول/سبتمبر 1940 بولد سماه ميشيل. ربما لم يكن الأب يبني طموحات كبيرة على الولد "آخر العنقود"، لكن بعد مرور 75 عاما سيصبح ذلك الولد رئيسا لدولة البرازيل نتيجة تصويت البرلمان الخميس على إقالة الرئيسة ديلما روسيف بتهمة التلاعب بأموال الدولة.
تغريدة نشرها ميشال تامر على صفحته الرسمية حول تسلمه إشعارا بأنه أصبح الرئيس المؤقت للبلاد.
من كرسي الأستاذية إلى كرسي الرئاسة
عرف المحامي ميشال تامر قاعات الدرس جيدا، ليس فقط عندما كان طالبا، بل بوصفه أستاذا جامعيا لمدة عقدين من الزمن، لكن الشغف بممارسة السياسية بدأ يتجسد واقعيا في يوميات ابن المهاجر، منذ بداية الثمانينيات.
وفي سنة 2001 أصبح تامر رئيسا لحزب الحركة الديموقراطية. وقاده طموحه السياسي للتحالف مع حزب العمال الذي تنتمي إليه الرئيسة المقالة روسيف عام 2007.
وحين انتخبت روسيف أول سيدة تتولى رئاسة البلاد، اختير تامر نائبا لها. وهو المنصب الذي سيكون بوابة يلج منها ذو الأصول اللبنانية إلى القصر الرئاسي.
وقبل أن يكون نائبا للرئيسة، انتخب ميشال تامر رئيسا لمجلس النواب ثلاث مرات.
تصف روسيف إقالتها من طرف البرلمان بأنها "انقلاب" دستوري دبره تامر.
وكان الرجل على وفاق مع الرئيس المقالة في السنوات الأولى من حكمها، لكن يبدو أن خلافات كانت تدور في الخفاء بين الاثنين قبل أن تصبح واضحة للرأي العام منذ السنة الماضية.
واتهم تامر الرئيسة حينها بتهميشه والنظر إليه كـ"ديكور"، وتجاهله في اللقاءات والقرارات المهمة.
يقول ميشال تامر إن أولوياته الآن بوصفه رئيسا للبلاد هي التصدي للانكماش الذي يعاني منه اقتصاد البلد، وإنهاء حالة الشلل التي تسود البرلمان بسبب المعارك السياسية التي شهدها قبل أن يصوت على قرار إطاحة الرئيسة.
تامر أب لخمسة أبناء رزق بهم من ثلاث زوجات. وإلى جانب اشتغاله في السياسة، هو أيضا شاعر، وسبق له أن نشر ديوانا شعريا.
وخلف خبر تولي تامر الرئاسة في البرازيل ردود فعل متباينة على تويتر.
وكتب هذا المغرد بأن الانتقادات بدأت تنهال على تامر بسبب حكومته المكونة بمجملها من ذكور بيض.
لكن هذه المغردة تشير إلى وجود امرأة واحدة في التشكيلة الحكومية الجديدة.
المصدر: موقع قناة الحرة / فاينانشل تايمز / وكالات