صورة من صفحة المبادرة على فيسبوك
صورة من صفحة المبادرة على فيسبوك

ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الطفلة كورية ذات الستة أعوام وهي ترى أمنيتها بالحصول على دمية تتحقق أخيرا. وبكثير من الفرح احتضنت الطفلة الصغيرة الدمية وسيارة أطفال مصنوعة من البلاستيك.

وفي مستشفى الأنكولوجيا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، كان الطفل محمد سالم، ذو الأعوام الخمسة، يتسلم طائرة أدخلت الفرح إلى قلبه رغم معاناته اليومية من مرض السرطان.

هذه الابتسامات صنعتها مبادرة شبابية أكملت للتو عامها الأول، وهدفها الرئيسي هو تحقيق السعادة عبر إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال، لكن عملها لا يقتصر على تحقيق أمنيات قد تكون بسيطة جدا، بل التكفل جزئيا أو كليا بمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان.

بداية الفكرة

ولدت فكرة إنشاء مبادرة "أسعد تُسعد" حسب المسؤولة الإعلامية وردة بنت محمد حين "قررت الشابة الموريتانية فاطمة أن تصنع شيئا مختلفا في عيد ميلادها. استلمت دفترا كهدية، وبعد ذلك قررت أن تتضمن أولى صفحاته أمنية طفل مصاب بالسرطان".

توجهت فاطمة إلى المستشفى وطلبت من أحد الأطفال أن يكتب أمنية ستحقق له السعادة، وفي البداية "أبقت على الموضوع سرا حتى دونت أمنية محمد بالحصول على 'بلاي ستيشن' ثم عادت من المستشفى وهي لا تملك حتى ربع المبلغ، لكنها أطلقت حملة بين صديقاتها لجمع تبرعات، وبعد 15 يوما وقبل سفر محمد إلى تونس استلم أمنيته"، تضيف وردة في حديث لموقع "راديو سوا".

شاهد هذا الفيديو للتعرف أكثر على المبادرة:

​​

كانت تلك بداية لفكرة "دفتر الأمنيات"، الذي كتبت فيه لاحقا 50 أمنية لأطفال مصابين بالسرطان.

واستنادا إلى توضيح منشور على الموقع الإلكتروني للمبادرة "يعتبر دفتر الأمنيات جوهر فكرة المبادرة لما في فكرته الإبداعية من ابتكار في التقرب من الأطفال ودعمهم نفسيا ورسم البسمة على وجوههم" .

وهذا الدفتر "يتم إحضاره في كل زيارة تقوم بها المبادرة، وبعد أن يخبرنا الطفل بأمنيته يتم تدوينها مع الاسم والسن والعنوان وموعد الزيارة القادم كي يتم تسليمها له في المستشفى".

تمنى هذا الطفل أن يرتل القرآن على قناة "المحظرة" الرسمية:

​​​​

​​

أنشطة ترفيهية

وتقوم هذه المبادرة بحسب المخرج السينمائي محمد ولد ادوم، أحد المتطوعين، بتنظيم أنشطة ترفيهية وخرجات استجمام للأطفال، فضلا عن عروض فنية ومسرحية يشارك فيها المصابون.

ويضيف ولد ادوم، في حديث لموقع "راديو سوا"، أن أعضاء المبادرة يحرصون على ملامسة مختلف الجوانب النفسية للأطفال وإشعارهم بأنهم ليسوا وحيدين.

​​ولقيت المبادرة ترحيبا من قبل رواد الشبكات الاجتماعية. 

شاهد الفنان التونسي لطفي بوشناق يرحب بالفكرة:​

​​

​​

وتقول وردة: "الجمعية نجحت في تجهيز غرفة خاصة باللعب والترفيه للأطفال، ويشرف عليها متطوعون من أعضاء الجمعية يحضرون حسب الجدول الزمني، يتسامرون ويلعبون مع الأطفال ويذهبون معهم وقت أخذ الحقن".

وتؤكد  أن نشاط المبادرة مكن من تجهيز قسم الأطفال، "فقد كان يتم وضعهم في غرف مشتركة مع الكبار، أما اليوم فأصبح لهم فضاء خاص بهم".

 

المصدر: موقع "راديو سوا"