عاشت 17 ربيعا، بنت فيها أحلاما تراود كل فتاة بعمر الصبا، وتنظر في خيالها إلى مستقبل مزدهر بالعلم والنجاح والحرية والإنطلاق.
هي ميار محمد موسى التي وجدت حلمها وقد توقف تحت مشرط انقض على قطعة لحم من جسدها الغض، طلبا للعفة والأخلاق الحميدة، لكن الفتاة لفظت أنفاسها الأخيرة لتسكن الموت، قبل أن تصحو من ألم الختان.
وأصبحت ميار مجرد اسم في سجل حافل بأسماء فتيات بعمر الصبا قتلن بحجة البحث عن "العفة"، رغم أن السلطات المصرية حظرت الختان منذ عام 2008، إلا "للضرورة الطبية"، وفرضت على ممارسيه عقوبة تصل إلى الحبس عامين.
وفتحت النيابة العامة تحقيقا في وفاة ميار، التي أجريت لها عملية الختان في السويس، وفقا لمسؤول في وزارة الصحة المصرية.
وقال المسؤول في الوزارة بمحافظة السويس لطفي عبد السميع الثلاثاء إن الفتاة توفيت الأحد، بعد العملية التي جرت في مستشفى خاص في محافظة السويس شمال شرق البلاد.
وأضاف عبد السميع "التحقيق جار وننتظر تقرير الطبيب الشرعي"، لكن المستشفى أغلق الاثنين.
وأوضح عبد السميع أن والدة الفتاة ممرضة ووالدها جراح، واستجوبت النيابة الطبيبة النسائية التي أجرت العملية.
وفي أول حكم صدر بعد قانون حظر الختان، حكم في كانون الثاني/يناير 2015 على طبيب مصري بالسجن سنتين وثلاثة أشهر لممارسته عملية ختان تسببت في وفاة فتاة.
وغالبا ما تتعرض ضحايا الختان الإناث لمشاكل صحية مثل النزيف والشعور بالألم أثناء التبول، إلى جانب صدمات نفسية حادة قد تدخل الفتاة في معاناة لا يعرف منتهاها.
وينتشر الختان في مصر بين المسلمين والأقباط، رغم أن رجال دين أقباط أكدوا على رفضه، وأكد رجال دين مسلمون أنه ليس فرضا على الفتيات مثل الفتيان.
وأنتج ناشطون مصريون أفلاما ومواد توعوية لمحاربة هذه الظاهرة في المجتمع المصري، ومنها هذا الفيلم القصير( مشاهده تمثيلية):
ويعتقد ممارسو هذه العادة أن ختان الفتيات يجلب لهن "العفة والطهارة والجمال"، فيما تطالب مؤسسات حقوقية بإجراءات أكثر صرامة بحق ممارسي هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على حياة الفتيات.
المصدر: موقع الحرة/ أ ف ب