كانت لحظة اللقاء مؤثرة جدا، وكان العناق حارا بين الأم الأيزيدية وابنيها. فقد اختطفها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لأشهر، لكن عراقيا يدعى عبد الله شرم أنقذها، وأرجع الحياة إلى العائلة المشتتة.
وحسب عبد الله، فعملية إنقاذ هذه السيدة الأيزيدية من قبضة المتشددين استمرت ثلاثة أشهر، غامر فيها بحياته مثلما فعل قبل ذلك عشرات المرات.
يقول هذا التاجر العراقي، في حوار مع شبكة "CNN" الأميركية، إنه أنقذ 240 من الفتيات والنساء الأيزيديات كان داعش يتاجر بهن ويمارس عليهن العبودية الجنسية منذ سنة 2014.
فيديو لحظة عودة إحدى المحررات وعناقها لابنيها:
مهمة محفوفة بالمخاطر
قبل سنة 2014 كان شرم منهمكا في تجارته بين العراق وسورية، لكن اختطاف التنظيم المتشدد لآلاف الأيزيديات ضمنهن 50 من أفراد عائلته جعله يكرس وقته وماله لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المختطفات.
يقول لـ "CNN" إنه أصبح شبه مفلس بسبب الرسوم الكبيرة التي يدفعها للمهربين لمساعدته على تخليص الأيزيديات من قبضة داعش، لكنه مُصرّ على مواصلة المهمة حتى النهاية.
ويتحدث شرم عن تحديات كبيرة ومخاطر محدقة بعمله الإنساني، فقد قتل داعش أكثر من مرة مهربين كانوا يساعدونه في إنقاذ الأيزيديات.
وهنا تفاعل بعض المغردين مع تحرير أيزيديات من قبضة داعش في الفلوجة:
تبدأ مهمة الإنقاذ بتتبع آثار المختطفات اللواتي يراد إنقاذهن. وفي هذه المهمة يلجأ إلى كل الوسائل الممكنة، فأحيانا يتابع دعاية يبثها داعش لبيع أيزيديات، وأحيانا أخرى يتواصل مع الضحايا عن طريق الإنترنت أو يكلف مهربين من داخل المناطق الواقعة تحت قبضة التنظيم بالتنسيق مع المختطفات للهروب إلى أماكن آمنة.
وحسب التقرير، الذي أعدته مراسلة "CNN" للشؤون الدولية أروا دامن فقد تستمر عملية الإنقاذ أياما و أحيانا أسابيع تتنقل فيها المختطفة أو المختطفات من سيارة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، خوفا من أن يقعن من جديد تحت نير المسلحين المتشددين.
جهود خاصة
مرت حتى الآن سنة ونصف على عمل "منقذ الأيزيديات"، لكن هذا الجهد الإنساني يتم بمجهودات فردية، فلم يتلق شرم ومساعدوه تدريبا من حكومة أو خبراء، لكنهم راكموا خبرة على مدى أشهر جعلتهم يمنحون الحرية من جديد لنساء وفتيات، ربما جالت في خواطرهن يوما فكرة أن لا سبيل للإفلات من قبضة داعش.
وتروي دايلين (اسم مستعار)، إحدى المحررات، أن التنظيم المتشدد مارس عليها أسوأ أشكال العبودية الجنسية وباعها لمقاتل فظ كان يغتصبها باستمرار.
وتؤكد أن التنظيم كان يهددها بإيذاء أطفالها إذا لم تنصاع لأوامر المقاتلين.
وتروي طفلتها عائشة (اسم مستعار)، ذات الأعوام السبعة، أن داعش أجبرها على العمل في وقت متأخر من الليل وكان يستغلها لصنع القنابل.
تعيش الآن دايلين وابنتها في أحد المخيمات بإقليم كردستان، لكن مصير زوجها لا يزال مجهولا.
المصدر: شبكة CNN