رغم أن البرازيل تعيش أسوأ أزمة اقتصادية، فاجأت ضيوفها في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016 الجمعة، بموسيقى "مضادة للاكتئاب".
"ليكن حفل الافتتاح بلسما لاكتئاب البرازيليين"، هذا هو هدف حفل الافتتاح بالنسبة إلى مخرجه البرازيلي فرناندو ميريليش.
ولم تؤثر الميزانية المحدودة لهذه الدورة على المستوى الاحترافي لعروض الافتتاح حيث عمت فرحة عارمة، وكان بريق الألوان طاغيا على المكان.
وحضر حفل افتتاح البطولة رؤوساء نحو 37 دولة، بينهم الفرنسي فرنسوا هولاند والأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وحضر أيضا وزير الخارجية الأميركي جون كيري وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، مقابل 80 رئيس دولة حضروا حفل افتتاح ألعاب بكين 2008 و70 في لندن 2012.
ومن لم يتمكن من حضور فعاليات الافتتاح في الملعب، فقد تابعها من خلال الشاشات الكبيرة في ساحات ريو.
تقول تغريدة رافقت هذا الفيديو: "نحتفل بالتنوع هنا في ريو". فهذه مناسبة للقاء مع أشخاص من شعوب وأعراق وثقافات متنوعة.
وشهد ملعب ماراكانا الأسطوري، الذي غص بأكثر من 60 ألف متفرج، عروضا لمئات الممثلين من نحو 12 مدرسة لرقص السامبا، في أجواء فرح جماهيري وتشجيع كثيف على أنغام الموسيقى المحلية.
وتضمن الافتتاح دخول عارضة الأزياء السابقة، الفاتنة جيزيل بوندشن التي قطعت الملعب بأكمله على أنغام أغنية "فتاة من إيبانيما" لتوم جوبيم.
وتميز الحفل بلوحات فنية رائعة جالت بالجمهور عبر أبرز المراحل المميزة في تاريخ البلاد: الاستعمار البرتغالي، والعبودية، وتحليق رائد الطيران ألبرتو سانتوس دومون على متن طائرته 14 مكرر، في أوائل القرن الـ20.
ولم يخل يوم الافتتاح من رائحة الفقر والسياسة، فعلى بعد 1.5 كيلومتر من الملعب طوقت الشرطة مظاهرة من 500 شخص نددوا بـ"ألعاب الإقصاء" وبالرئيس الموقت ميشال تامر، وحلقت فوقهم مروحية، وفق ما نقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
كما احتشد نحو ثلاثة آلاف شخص قرب فندق "بالآس أوتيل" المترف على شاطئ كوباكابانا الشهير حيث يقطن عدد من الرياضيين، ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للأولمبياد" محتجين على الوضع المعيشي في ظل ارتفاع مستويات البطالة.
وفي ظل غياب الرئيسة السابقة ديلما روسيف التي أقصيت عن الرئاسة في البرازيل لاتهامها بالتلاعب بالمال العام، افتتح الدورة الـ31 من الألعاب الأولمبية الرئيس بالوكالة، ميشال تامر، وسط صافرات استهجان الجماهير، حيث تتهم روسيف نائها تامر بالتخطيط لانقلاب برلماني للإطاحة بها.
وكان متوقعا أن يوقد الشعلة أسطورة كرة القدم بيليه لكنه اعتذر بسبب حالته الصحية المتردية.
وقال بيليه (75 عاما) في بيان نشرته وسائل الإعلام قبل ساعات قليلة من انطلاق الحفل: "في الوقت الحالي، لا أتمتع بالظروف الصحية للمشاركة في حفل افتتاح الأولمبياد"، وكان يجيب على كثيرين دعوه إلى افتتاح البطولة.
المصدر: أ ف ب