ماهر دعبول
ماهر دعبول

خاص بـ"موقع الحرة" - إبراهيم مِطار

في عام 2013، خلفت قذيفة هاون مجهولة المصدر استهدفت كلية الهندسة التابعة لجامعة دمشق 11 قتيلا، معظمهم من أصدقاء وزملاء الطالب السوري ماهر دعبول (26 عاما).

في ذلك العام، كان دعبول قد أنهى أربعة أعوام من الدراسة وبقي أمامه عام واحد للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية.

لكن فقدان عدد من الأصدقاء وارتفاع موجة العنف في دمشق دفعا دعبول إلى التوقف عن الدراسة والتفكير في مغادرة سورية.

ماهر دعبول

​​

 

 

 

 

 

سافر دعبول في البداية إلى لبنان، ومن هناك انتقل إلى تركيا. "في تركيا اعتقدت أن استصدار تأشيرة الدخول إلى ألمانيا لن يستغرق أكثر من شهر على أبعد تقدير، ولكن بقيت في تركيا لمدة عام كامل، أنتظر الحصول على التأشيرة"، يروي دعبول لـ"موقع الحرة".

خلال هذه الفترة، تعلم دعبول اللغة التركية وحصل على بعض التدريبات في مجال تخصصه. وعند وصوله إلى ألمانيا اضطر مجددا لتخصيص عام كامل لتعلم اللغة الألمانية كشرط تفرضه البلاد على الأجانب الراغبين في متابعة الدراسة هناك.

استئناف الدراسة في هانوفر الألمانية

اختار دعبول ألمانيا لاستكمال دراسته بسبب إعجابه بنموذج الإعمار الذي أطلقته البلاد مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. "بلد مدمر انبعث من جديد ليصبح قوة إقليمية ودولية. سورية بإمكانها تحقيق نفس الإنجاز"، يقول دعبول.

قبلت جامعة هانوفر طلب الشاب السوري استكمال دراسته، ولم يجد أي عناء في إيجاد فكرة لمشروع تخرجه الذي تمحور حول إعادة إعمار أحياء دمشق القديمة.

​​

​​يقول دعبول "حصل هذا المشروع على العلامة الكاملة، وتقوم فكرته على إعادة إعمار دمشق وباقي المناطق المدمرة في سورية. فهو يتناسب مع خصوصيات المدينة ويحافظ على أصالة المعمار الدمشقي القديم".

هكذا ستبدو دمشق بعد إعادة إعمارها

​​

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هكذا ستبدو دمشق بعد إعادة إعمارها

​​

 

 

 

 

 

​​

 

​​

ويعكف دعبول حاليا على تطوير بحثه في مرحلة الماجستير. وحسب أساتذته في جامعة هانوفر استحق بحثه العلامة الكاملة لأن فكرته أصلية، ولأن الطالب لم يبحث عن نموذج إعمار جاهز لنقله إلى سورية، وفق ما نقلت وسائل إعلام ألمانية.

الهندسة قنطرة وصل بين الألمان واللاجئين

وبعد الأصداء التي أحدثها بحث تخرجه، أصبحت الجامعة تعول على الشاب السوري في أمور أخرى تخص اندماج اللاجئين في ألمانيا.

​​

​​

ماهر دعبول

​​

 

 

 

ويعمل دعبول حاليا على إنتاج كتب حول التواصل بين الألمان واللاجئين بتكليف من الجامعة.

ويدافع المهندس الشاب الذي يعمل في شركة هندسة في هانوفر عن فكرة مفادها أن حبه لسورية وحرصه الدائم على خدمة مستقبلها لا يتعارض مع خدمة البلد المضيف.

 سوري يكره التصنيف

بعد انتشار أخبار "تميز" بحث تخرجه في الصحافة الألمانية، تقاطرت رسائل التهاني على دعبول من الجالية السورية في ألمانيا.

واهتمت أكثر من وسيلة إعلامية بإجراء حوارات مع دعبول، لكنه يرى أن وسائل الإعلام تهتم بسماع موقفه السياسي كثر من اهتمامها بالتعرف على مشروعه.

"أرفض أن أصنف، أكره من يسعى إلى وضعي في خانة معينة، يريدون أن يقولوا هذا الشخص حقق نجاحا وهو ابن هذه الجهة.. هذه التصنيفات تزيد من تمزق سورية"، يقول دعبول.

ماهر دعبول

​​

ويضيف "كل إنسان يسعى إلى توحيد السوريين سأضع يدي في يده".

 ويسعى المهندس الشاب إلى تطوير مشروعه والعودة في أقرب فرصة إلى سورية لتطبيق رؤيته.

 

خاص بـ"موقع الحرة"