أطفال ورجال ونساء تسلحوا بكل المعدات اللازمة، وتحولوا إلى جنود لتنظيف شواطئ الجزائر، في حملة ستشمل الساحل الجزائري الملوث بالنفايات.
وعلى شاطئ تمنفوست على بعد 30 كيلومترا من وسط الجزائر العاصمة، توافد مئات المتطوعين، فرادى أو مع أسرهم لتنظيف الشاطئ من النفايات التي تركها المصطافون من الصيف الماضي أو لفظتها أمواج البحر.
وبحسب دراسة أعدها باحثون من جامعة كاديس بإسبانيا عام 2015، تتراوح كمية النفايات البلاستيكية في البحر الأبيض المتوسط بين ألف وثلاثة آلاف طن.
وستشمل الحملة 14 ولاية ساحلية، بمشاركة غطاسين مزودين بقاروات الأكسجين، لتنظيف قاع البحر من النفايات الثقيلة.
ومن بين المشاركين في الحملة، قاضية خلعت ثوب المحكمة وارتدت ثياب منظفة البحر.وتقول هذه القاضية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها أنها تشارك في هذا النشاط مع أقارب صغار لها بهدف توعيتهم إلى ضرورة الحفاظ على البيئة.
شواطئ كثيرة لكن ملوثة
يجذب الساحل الجزائري الممتد على 1600 كليومتر ملايين المصطافين، لكن العديد من الشواطئ لا يمكن السباحة فيها بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة في البحر أو بسبب النفايات الكميائية الصادرة من المصانع القريبة من الساحل.
ولم يسلم خليج الجزائر العاصمة من هذه الحالة بالرغم من المشروع الذي أطلقته السلطات في 2014 بقيمة 400 مليون يورو من أجل تنظيف وادي الحراش الملوث بمياه الصرف الصحي الذي يصب في البحر.
ويضطر كثير من الجزائريين للبحث عن شواطئ نظيفة في مسافات بعيدة. ويقول أحد المتطوعين إنه يضطر لقطع عشرات الكيلومترات للسباحة مع أطفاله، علما أنه يسكن على مقربة من شاطئ القادوس بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية.
للإشارة، بدأت حملة "منظفو الشواطئ" في 1993 بمبادرة من ثمانية غطاسين من المدافعين عن البيئة بتمنفوست. وقد أطلقوا هذه البادرة بعدما روّعهم أن البحر لفظ إلى الشاطئ جيفة لبقرة، لم يُعرف كيف وصلت إلى البحر أصلا، بحسب الناشط البيئي والغطاس يونس عودا.
ومنذ 2010، أصبحت العملية تنظم على مستوى كل الولايات الساحلية، وتنتهي بجمع أطنان من النفايات سواء من الشاطئ أو من قاع البحر.
وكثيرا ما يعثر النشطاء المشاركون في حملة التنظيف على نفايات غريبة، مثل عجلات السيارات وأحواض حمامات وثلاجات.
المصدر: دنيا