أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أرشيف
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - أرشيف

من الكويت يقرع الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح الجرس محذرا من تصعيد مقبل إن استمرت الأزمة مع قطر. فهل تأخذ الأمور منحى الخيارات الصعبة والمؤلمة خليجيا؟

المحلل السياسي الكويتي عايد المناع يشير في حديث مع "موقع الحرة" إلى أن هناك "احتمالا واردا بأن الدول (المقاطعة) تخطط لقلب النظام القطري خاصة في ظل وجود معارضة قطرية".

ويقول "هذه الدول لا تريد أن ترى الحكم الحالي، لكن البديل من داخل بيت أسرة الحكم قد لا يكون متوفرا بالشكل الذي يشجع على المغامرة".

وبشأن احتمال اللجوء إلى خيار عسكري، يرى محجوب الزويري أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر في حديث مع "موقع الحرة" أن "طبيعة المنطقة وتبعات أي تدخل عسكري لا تحتمل سيناريو الخيار العسكري".

وتقترب دول الخليج من استحقاق اجتماع مجلس التعاون الخليجي، فهل ستحضر قطر؟

لا يستبعد المناع "طرد" الدوحة من المجلس، لكنه نبه إلى أن "هذه الخطوة ليست أولوية" لدى الدول المقاطعة.

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية السعودي أنور عشقي يعتقد أن الرياض وأبوظبي والمنامة "لا ترغب في طرد قطر، لكن (ترغب في) إعادتها إلى الطريق الصحيحة، وإلى الحظيرة الخليجية بالشكل الذي لا يختلف عن الدول الأخرى".

ونوه عشقي في حديث مع "موقع الحرة" إلى أن الأزمة ربما تؤدي إلى "خروج بعض الدول من المجلس أو انقسامه إلى محاور".

ويتوقع المناع أن تمارس الدول المقاطعة لقطر مزيدا من الضغط  على الدوحة عبر استخدام "نفوذها وعلاقاتها أو الإصرار على عدم الجلوس مع قطر أو مناقشتها ما لم تنفذ المطالب الـ 13" التي تقدمت بها الدول لحل الأزمة، ورفضتها الدوحة.

السعودية والإمارات والبحرين ومصر "قد تدفع المزيد من الدول لقطع علاقاتها التجارية والاقتصادية مع قطر. والدول المقاطعة لها نفوذ قوي في العالم"، يقول المناع.

وكان أمير الكويت، الذي يقود جهود الوساطة بين قطر والدول المقاطعة لها، حذر الثلاثاء من أن أزمة العلاقات الخليجية قد تؤدي إلى "تصدع" البيت الخليجي وتكون سببا في تدخلات "إقليمية ودولية" تلحق أضرارا "مدمرة" بأمن الخليج.

"إحباط سياسي"

الزويري، الأستاذ في جامعة قطر، يقرأ تصريحات أمير الكويت على أنها "نوع من الإحباط السياسي إلى حد ما".

ويرجع الزويري ذلك الإحباط إلى أن أمير الكويت في زيارته الأخيرة إلى السعودية "ربما سمع بعض الكلام الذي يشير إلى ما سمي بتطبيع الحصار، وهو التعامل مع حصار قطر على أنه قضية طويلة الأمد".

وقال الزويري إن هذا الأمر لا ينسجم مع طبيعة المبادرة الكويتية الساعية إلى "حل سريع" للأزمة التي تفجرت في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بـ"تمويل الإرهاب"، وأيضا بالتقرب من طهران، وهو ما تنفيه الدوحة.

لكن عشقي يعتقد أن تصريحات الصباح صدرت بعد أن وجد أمير الكويت "أن الأمور أصبحت مستعصية جدا وأن قطر متمسكة بموقفها رغم أن كثيرا من الدول تضغط عليها في هذا الجانب".

الرغبة في الحل "موجودة لدى الطرفين، لكن كيفية الحل هي المشكلة التي تواجه أمير الكويت لأن قطر متمسكة بمواقفها"، يعتقد عشقي.

وأضاف أن "الدول الأخرى متمسكة بمطالبها الـ 13. لهذا يبدو أنه (أمير الكويت) وجد أن كلا الطرفين يريد أن تحل المشكلة بطريقته".

ومنذ اندلاع الأزمة، تقود الكويت جهود وساطة من أجل الحل، لكنها لم تفلح حتى الآن في تحقيق أي اختراق.

وقال الأمير في خطاب ألقاه أمام البرلمان لدى افتتاح الدورة التشريعية الجديدة إن "الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وعلينا أن نكون جميعا على وعي بمخاطر التصعيد".

عشقي يؤكد أن إيران "تريد جذب قطر بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي"، في إشارة إلى تحذيرات أمير الكويت من التدخلات الإقليمية. ويقول المناع إن إيران "ليس لديها ما تخسره".

 

خاص بـ"موقع الحرة"

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

حذر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الثلاثاء من تصعيد محتمل في الأزمة مع قطر، مشددا على أن بلاده تتوسط بين أطراف الخلاف لحماية مجلس التعاون الخليجي من "التصدع والانهيار".

ورأى أيضا في خطاب ألقاه أمام البرلمان لدى افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، أن الأزمة الدبلوماسية الأكبر في المنطقة منذ سنوات، قد تؤدي إلى تدخلات "إقليمية ودولية" تلحق أضرارا "مدمرة" بأمن الخليج.

وفي الخامس من حزيران/يونيو، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بـ"تمويل الإرهاب"، وأيضا بالتقرب من طهران.

واتخذت الدول الأربع إجراءات عقابية بحق قطر التي تنفي تمويل "الإرهاب"، بينها إغلاق المنفذ البري الوحيد مع السعودية، ومنع طائرات شركات الطيران القطرية الوطنية من عبور أجوائها، وحظر استخدام قطر لموانئ تلك الدول البحرية..

وتقود الكويت وساطة بين أطراف الأزمة منذ اندلاعها من دون أن تنجح في تحقيق اختراق.

وقال أمير الكويت أمام البرلمان "خلافا للآمال، الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وعلينا أن نكون جميعا على وعي بمخاطر التصعيد بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات إقليمية ودولية لها نتائج بالغة، الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها".

وأضاف "يجب أن يعلم الجميع أن وساطة الكويت الواعية لاحتمالات توسع هذه الأزمة ليست مجرد وساطة تقليدية. هدفنا الأوحد إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجي ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار".

والى جانب الكويت، تقوم الولايات المتحدة ودول أوروبية بوساطة بين أطراف الأزمة. وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون زار الرياض والدوحة الأحد في محاولة لإعادة أطراف الخلاف إلى طاولة الحوار.