اجتماع سابق لمجلس التعاون الخليجي
اجتماع سابق لمجلس التعاون الخليجي_أرشيف

تطور جديد في أزمة العلاقات الخليجية ينذر بالتصعيد، فملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة يقول: "يتعذر على البحرين حضور أي قمة أو اجتماع ​خليجي​ تحضره قطر"، في إشارة لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي المفترض إقامته في كانون الأول/ ديسمبر بالكويت.

موقف ملك البحرين جاء بعد ساعات من تصريح وزير خارجيته خالد بن أحمد آل خليفة، الذي طالب بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي "للحفاظ على المجلس".

​​

​​

فالعد التنازلي بدأ وسط غموض في مستقبل القمة الخليجية، هل ستؤجل إلى وقت لاحق تجنبا للحرج، أم ستحضرها قطر رغم الخلاف؟ أما الخيار الثالث فهو الاستجابة لطلب وزير خارجية البحرين بتجميد عضوية الدوحة.

عضو مجلس النواب البحريني السابق ناصر الفضالة يقول لـ"موقع الحرة" إن "الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد"، مضيفا "قد نكون مقبلين على مرحلة يتفكك فيها مجلس التعاون".

ويضيف أنه من "الواضح جدا أن القمة ستتأجل"، مشيرا إلى أن جهود الوساطة التي تبذلها الكويت لحل الأزمة "لم تثمر".

الدول الأربع، التي قطعت علاقاتها مع قطر في حزيران/يونيو، تتهم الدوحة بدعم جماعات إرهابية، وبارتباطها مع حكومة طهران التي تتخذ منها دول المقاطعة موقفا عدائيا.

ورغم نفي الدوحة لتلك الاتهامات إلا أن الأزمة لم تشهد انفراجا، حيث يقول الفضالة إن "بعض الخلافات أكبر من أن يتم تجاوزها".

وتبدو البحرين جادة في مطلبها بتجميد عضوية الدوحة في مجلس التعاون الخليجي، وهو الكيان الذي يربط دول الخليج اقتصاديا وسياسيا منذ تأسيسه في 1981، حيث يوضح الفضالة أنه "عندما يتكلم وزير الخارجية يتكلم بهذا الوضوح وهذه الصراحة، يبدو أن هناك قرارا اتخذته الدول في هذا الاتجاه".

"لا أعتقد أن عاقلا يتمنى أن يتفكك المجلس ... كانت هناك مرحلة سيتحول فيها إلى وحدة خليجية"، يقول الفضالة، مشيرا إلى وجود "خفايا للأزمة" تقف وراء هذا التصعيد "لا تكشف عنها القيادة السياسية للدول الأربع". 

ويتفق أستاذ دراسات الخليج المعاصر بجامعة قطر محجوب الزويري مع الفضالة في أن الأزمة تتجه نحو التصعيد، مشيرا إلى أن التصريحات البحرينية "تدخل مسألة القمة الخليجية في المجهول".

ويقول الزويري لـ "موقع الحرة" إن الدوحة "حريصة على بقائها ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي وكذلك حضورها أي قمة تعقد".

وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عبر الأحد عن استعداده للحوار مع الدول المقاطعة، مشيرا إلى أنه أبلغ الرئيس دونالد ترامب بموقفه هذا، وأن الأخير اقترح استضافة أطراف الأزمة الخليجية في كامب ديفيد قريبا.

وإن كانت هذه القمة في أميركا لم تتحدد ملامحها أو ردود الفعل عليها، فإن قمة الكويت حسب الزويري في طريقها للتأجيل أو الإلغاء.

ويقول الأكاديمي في جامعة قطر إن "هناك احتمالين: أن تقترح الدول المحاصرة لقطر انعقادها في مكان آخر، وأعتقد في هذه الحالة لن تحضرها الكويت أو عمان، أو ألا تنعقد القمة وتتأجل".

ويتابع الزويري قوله: "مجلس التعاون حاليا برمته مجمد"، واصفا المطلب البحريني بـ"محاولة تجميد المجمد".

 

خاص بـ"موقع الحرة"