رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت

خاص بـموقع الحرة

حوار هو الأول من نوعه بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووسيلة إعلام عربية. تصريحات غادي إيزنكوت لموقع يملكه رجل أعمال وصحافي سعودي أثار تكهنات حول ما إذا كان يعني تقاربا قد يصل حد التطبيع بين البلدين.

الأزمات في سورية ولبنان، والتهديد الإيراني لبلاده والمنطقة وكذلك التقارب مع السعودية، مواضيع ناقشها المسؤول العسكري الإسرائيلي في حواره مع "إيلاف"،الذي أشار إلى أن المملكة الخليجية وإسرائيل قد تجتمعان على "عدو مشترك".

إيزنكوت دعا إلى تشكيل تحالف دولي في مواجهة إيران، معلنا استعداد بلاده للتعاون الاستخباراتي مع الدول العربية "المعتدلة" بما فيها السعودية.

ويرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أنور عشقي في تصريح لموقع الحرة، أن هناك "عدوا مشتركا للبلدين هو إيران، ولكن".

ويقول اللواء السعودي المتقاعد إن "تطبيعا" للعلاقات مع إسرائيل يجب أن يسبقه "قبول إسرائيل بالمبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية".

ويضيف أن "السعودية إذا طبعت مع إسرائيل العلاقات، فمعنى ذلك أن تبقى القضية الفلسطينية جرحا مفتوحا لا يمكن وقفه"، لهذا "لا بد من حل القضية الفلسطينية أولا، بعدها يمكن أن يكون هناك تفاهم بحسب المصالح"، حسب قوله.

ومثل بقية الدولة العربية - باستثناء مصر والأردن _ لا تقيم السعودية علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، ويوضح عشقي أن حوار رئيس الأركان مع الموقع الإخباري الذي مقره لندن، يتحمل مسؤوليته ناشره. ويقول "لا توجد ردود فعل من المملكة".

اقرأ أيضا: إيزنكوت: إسرائيل مستعدة للتعاون مع السعودية لمواجهة إيران

ويأتي الحوار في ظل أزمة سياسية مستمرة في المنطقة فجرتها الاستقالة التي أعلنها من الرياض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل نحو أسبوعين، متهما حزب الله الشيعي ومن ورائه إيران بالتدخل في شؤون الدول العربية.

وتدعم السعودية موقف الحريري، في حين أشار إيزنكوت في حواره إلى أن موقف بلاده هو أن حزب الله يمثل "تهديدا استراتيجيا لإسرائيل".

ويتحدث عشقي عن خطوات لا بد منها قبل حصول التنسيق بين بلاده وإسرائيل في مواجهة إيران "إذا أرادت إسرائيل أن توقف إيران، عليها أن تسوي قضيتها مع الفلسطينيين بموجب المبادرة العربية".

وكان العاهل السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز قد أطلق "مبادرة السلام العربية" في تموز/يوليو 2012، والتي بموجبها يكون الحل للقضية الفلسطينية "الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967" و"قبول قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية".

"ليس تطبيعا"

ويتفق الباحث في جامعة بار إيلان إدي كوهين مع عشقي في أن حوار القائد العسكري الإسرائيلي مع "إيلاف" لا يمثل تطبيعا.

ويقول كوهين لـ"موقع الحرة" إن بلاده والسعودية لديهما "عدو مشترك وهو العدو الإيراني الذي يحتل الأراضي العربية".

وتقف السعودية موقفا معاديا من إيران في عدد من الملفات بالمنطقة، أبرزها الأزمة السورية حيث تدعم طهران نظام الرئيس بشار الأسد فيما تقف السعودية في صف الفصائل المعارضة، وفي الأزمة اليمنية التي يتبادل فيها البلدان الأدوار إذ تدعم الرياض حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وتساند طهران الحوثيين.

وتتهم إسرائيل إيران بتهديد أمنها القومي والسعي إلى امتلاك أسلحة نووية لتنفيذ هذا الغرض.

"العلاقات تبدأ بالتوسع العلني"

ويقول المحلل السياسي الأميركي المختص بالشأن الخليجي ثيودور كاراسيك إن "العلاقات الإسرائيلية السعودية تبدأ في الوقت الحالي بالتوسع العلني".

ويشير كاراسيك في حديثه لـ"موقع الحرة" إلى أن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وعربا يعقدون منذ سنوات اجتماعات دورية للنقاش وتبادل المعلومات، "في أعقاب الربيع العربي وظهور تنظيم داعش".

ويضيف كاراسيك أن "هذه الحقيقية غير المعروفة على نطاق واسع تساعد في فهم التقارب الرسمي العلني (بين السعودية وإسرائيل) وعروض تبادل المعلومات حول إيران ووكلائها".

وكان إيزنكوت قد أبدى استعداد بلاده "لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة ايران".

ويوضح كاراسيك أن "تبادل المعلومات الاستخباراتية مهم لبدء هجوم غير حركي على حزب الله، وبالتالي تظهر ملامح علاقات علنية في صورة تمهيد لحلف ناتو عربي".

 

المصدر: موقع الحرة