ماسيح علي نجاد
ماسيح علي نجاد

عندما خلعت الإيرانية ويدا موحدي حجابها الأبيض في شارع مكتظ بوسط العاصمة طهران في كانون الأول/ديسمبر الماضي، لم يكن الأمر بمثابة حركة احتجاجية جديدة في بلادها ضد إجبار النساء على ارتداء الحجاب.

صاحبة فكرة التظاهر بخلع الحجاب هي ناشطة تعيش في المنفى تدعى ماسيح علي نجاد، وقد أنشأت في 2014 صفحة على فيسبوك ودعت النساء إلى نشر صورهن على الصفحة بدون حجاب، احتجاجا على فرضه في إيران.

موحدي التي تحدت السلطة أعادت الزخم من جديد إلى هذه القضية، وحذت حذوها أخريات. وفي المقابل، وصفت الحكومة تصرفاتهن بــ"الصبيانية". الغضب الذي ظهر في رد فعل السلطات التي ألقت القبض على المحتجات، ترى نجاد، التي تحدثت مع موقع "الحرة" أنه يظهر مدى الخوف الذي يعيشه نظام الملالي في طهران.

ويدا موحدي

​​مع زيادة عدد متابعي صفحة My Stealthy Freedom ووصولهم إلى حوالي مليون، قررت نجاد،الناشطة والصحافية المقيمة في الولايات المتحدة، نقل التجربة من الإنترنت إلى الشارع، فأطلقت في أيار/مايو من العام الماضي حملة "أيام الأربعاء البيضاء"، وفكرتها تقوم على خروج الإيرانيين، رجالا ونساء إلى الشوارع كل يوم أربعاء مرتدين الزي الأبيض.

​​

لم يكن خلع الحجاب هدفا في حذ ذاته، بحسب الناشطة، ولكن للمطالبة بأن يكون ارتداؤه اختيارا شخصيا.

ماسيح علي نجاد- الصورة من صفحتها على فيسبوك

​​وتقول: "طلبنا من المشاركات الإبقاء على الحجاب خلال الحملة إذا كن مقتنعات به، أما غير المقتنعات به، فطلبنا منهن خلعه".​​

​​

ترى الصحافية الإيرانية أنها "كانت المرة الأولى" التي تمارس فيها الإيرانيات نوعا من "العصيان المدني" ضد فكرة الحجاب الإجباري، وتوثيق التجربة والحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي.

موحدي، بالنسبة لنجاد، "هي بطلة الحركة لأنها أسمعت صوت الإيرانيات الأخريات في حركة "أيام الأربعاء البيضاء" وأعطت زخما للحملة ضد الحجاب". نساء حملة "أيام الأربعاء البيضاء" الآن يقلن "كلنا ويدا" وأصبحن يقلدن طريقتها الاحتجاجية بوضع الحجاب الأبيض على عصا خلال احتجاجاتهن على فرض الحجاب.

وترى نجاد أن الحملة الأخيرة هي وليدة كفاح طويل يمتد لأربعة عقود ضد الحجاب الإجباري. ​​

وتقول لموقع "الحرة": "الإيرانيات اللائي يكافحن منذ أربعة عقود وتجاهل النظام مطالبهن، قد نجحن الآن".

من أهم المكاسب التي حققتها الإيرانيات الآن هي أن الحجاب الإجباري لم يعد خطا أحمر لا يمكن الحديث عنه كما كان من قبل، تقول الصحافية الإيرانية، وتضيف : "العصيان المدني ساعد على تمكين المجتمع. الآن أصبح الناس يمارسون العصيان المدني".

"الحكومة تخاف من الناس"

وتشير الناشطة الإيرانية إلى حدوث تحول في مسألة الخوف: "من قبل كان الناس يخشون الحكومة، أما الآن فقد أصبحت الحكومة هي التي تخاف الناس".

رغم هذا النجاح، لا تتوقع الناشطة أن يتجه النظام لتغيير القوانين المتعلقة بالزي، ولا تستطيع أن تتوقع كيف سيتصرف تجاه مسألة الحريات بشكل عام، لكنها تتوقع استمرار الاحتجاجات.

الحرب الثقافية ممتدة في إيران منذ أربعة عقود بين الحكومة التي تريد فرض إطار ثقافي معين، والناس الذين يريدون التغيير وفصل الدين عن الدولة، بحسب نجاد.

وتضيف أن الفجوة الكبيرة بين الحكومة والشباب، ستدفع هؤلاء الشباب الذين امتلكوا الآن زمام المبادرة للخروج إلى الشوارع مجددا، ولن يستطيع النظام قمعهم، وتقول: "سيخرج الشباب للاحتجاج ضد كل أشكال الرقابة مثلما خرجوا من قبل".

 

 

المصدر: موقع الحرة