بعد أسابيع من الجدل المثار في إيران حول الحجاب الإلزامي للنساء وبعد توقيف 29 امرأة احتججن علنا على ذلك، يقول تقرير حكومي في طهران إن قرابة نصف المواطنين يعارضون الزي الذي تفرضه الحكومة الإسلامية.
التقرير الصادر الأحد عن المركز الإيراني للدراسات الاستراتيجية التابع لمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني يكشف أن 49.8 من الرجال والنساء في إيران يعتبرون الحجاب أمرا شخصيا لا يجب على السلطات التدخل فيه.
ويشير التقرير إلى أن السلطات الإيرانية تجاهلت "تغيرات مفاهيم الإيرانيين وتوجهاتهم" في عمليات صنع القرار فيما يخص مسألة الحجاب.
اقرأ أيضا: واشنطن تندد باعتقال عشرات المحتجين ضد الحجاب الإلزامي في إيران
وتصاعدت حركة الاحتجاج ضد الحجاب إثر توقيف امرأة تدعى ويدا موحدي خلعت حجابها في أواخر كانون الأول/ديسمبر في شارع مكتظ في العاصمة خلال الاحتجاجات الأخيرة. وعرفت في وسائل التواصل الاجتماعي بفتاة "شارع الثورة".
وأصبحت موحدي رمزا لحركة الاحتجاج لتشاركها نسوة في إيران وفي مختلف أنحاء العالم على طريقتهن تضامنا مع النساء المطالبات بإلغاء الحجاب الإلزامي.
ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 فرض الحجاب على النساء في إيران على أن يغطى الجسد أيضا بثوب واسع وطويل.
"مناورة"
لكن التقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية يعود تاريخه إلى 2014، ويطرح إصداره في هذا الوقت العديد من التساؤلات.
اقرأ أيضا: صاحبة فكرة خلع الحجاب بإيران لموقع 'الحرة': لقد نجحنا
وترى الناشطة الإيرانية زولال حبيبي أن النسبة الواردة في تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية لا تعبر عن واقع الحال.
وتقول حبيبي لـ "موقع الحرة" إن الأغلبية الكاسحة من الإيرانيين "تعارض الحجاب الإلزامي وتحتقر هذا النظام وكل خصائصه".
وترى الناشطة التي تعيش في الولايات المتحدة أن "إلغاء الحجاب الإجباري مطلب أغلب الإيرانيين".
وتصف صدور التقرير في هذا التوقيت بأنه "لعبة ومناورة فقدت بريقها من النظام".
وتقول الخبيرة الإيرانية الأميركية المختصة بشؤون المرأة نينا أنصاري في تصريحات لشبكة سي أن أن الأميركية إن "روحاني لم يدعم هذا التقرير بالدعوة للإصلاح ... الغموض الذي يلف إصدار هذا التقرير من دون بيان يطرح علامة استفهام".
وتضيف أنه "على السطح يبدو الأمر وكأنه (روحاني) يلوح بشارة حق المرأة في أن ترتدي الحجاب أو لا ولكن عندما تفكر في أن التقرير يعني أيضا أن نصف البلد يؤيد القانون (الذي يفرض الحجاب) فإن التقرير يبدو وكأنه طريقة خفية لتأييد النظام".