هافال محمد كيلي لاجيء سوري بالولايات المتحدة أصبح طبيبا
هافال محمد كيلي لاجيء سوري بالولايات المتحدة أصبح طبيبا | Source: Courtesy Image

هافال محمد كيلي نموذج لشخص عصامي قدم إلى الولايات المتحدة عبر برنامج لجوء بصحبة عائلته قبل 15 عاما.

حينها لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من العمر واضطر للعمل لمساعدة أسرته المكونة من أمه وأبيه وشقيقه الأصغر.

مرت السنوات.. لم يعبأ بالأهواء والصعاب، نسج من التحديات التي واجهته سلما لتحقيق أحلام صباه وهي أن يصير طبيبا.

فكان له ما أراد.

أصبح اختصاصي أمراض قلب.

تجده كل يوم أحد في واحد من المراكز الطبية بولاية جورجيا متطوعا لعلاج المرضى الذين لا يملكون تأمينا صحيا.

يقول هافال إن مساعدته لهم تجعله يشعر بارتياح شديد.

ويضيف لصوت أميركا: "عندما جئت إلى الولايات المتحدة كلاجئ قبل 15 عاما، أتذكر أن والديّ لم يكن لديهما تأمين صحي. والآن أقدم الدعم لأناس هم في مقام والديّ، في هذا المركز التطوعي أرى مرضى عربا وأكرادا ولاجئين من جنسيات أخرى"

هافال وعائلته قدموا إلى أتلانتا بولاية جورجيا هربا من الاضطهاد في سورية. ومنذ الصغر لم يخف هافال رغبته في أن يصبح طبيبا.

"لقد نشأت في حي فقير للغاية شهدت فيه تعرض كثيرين للإصابة أو الموت بالذبحة الصدرية، والآن ينتابني شعور دائم بالعودة وفعل شيء ما لمنع ذلك" يقول هافال.

لكنه قبل العودة، يتحتم عليه أولا مساعدة عائلته على التأقلم مع بلد جديد.

بعد قدومه إلى الولايات المتحدة عمل في مطعم لمساعدة والده الذي يعاني من إصابات خطيرة تعرض لها من قبل الشرطة السورية.

تقول أم هافال إنهم عند وصولهم إلى الولايات المتحدة عانوا من ظروف في غاية الصعوبة "لأن زوجي كان مريضا، محمد كان في الرابعة عشرة، وهافال في السابعة عشرة"

أضافت: "بعد ثلاثة أشهر أصبحنا بلا دعم. لكن ما كان يشغل بالي هو مستقبلهم الدراسي. لم أطلب شيئا من هافال سوى أن يركز في دراسته وأن يصبح طبيبا"

طه فتاح، كردي يسكن بالقرب من الحي الذي يعيش فيه هافال، يقول إنه لولا الدعم الذي يقدمه لهم دكتور هافال "لواجهنا ظروفا قاسية، وحتى الآن ما زال يساعدنا وينصح أبناءنا بالمثابرة لتحقيق احلامهم".

من محاسن الصدف أن المستشفى الذي يعمل به هافال حاليا لا يبعد سوى أقدام فقط من المطعم الذي شهد خطوته الأولى نحو تحقيق حلم حياته.