في السابع من نيسان/ أبريل من العام الماضي قصف الجيش الأميركي مطار الشعيرات العسكري في حمص وسط سورية، ردا على الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري على خان شيخون في ادلب، والذي تسبب في مقتل نحو 90 شخصا بينهم نساء وأطفال.
الخطوة الأميركية التي وصفت بالشجاعة كانت أول عمل فردي من جانب الجيش الأميركي يستهدف القوات السورية خلال الحرب الأهلية الجارية هناك منذ عام 2011.
حظيت الضربة حينها بترحيب كبير من المعارضة السورية وجهات فاعلة أخرى قالت إنها كانت مهمة لردع النظام السوري. واعتبرتها تحولا كبيرا في السياسية الأميركية تجاه الأزمة السورية تحت إدارة الرئيس ترامب، مقارنه بسلفه باراك أوباما.
اُمطرت القاعدة الجوية السورية التي يعتقد أن الهجوم الكيميائي انطلق منها، بعشرات الصواريخ الأميركية ما أدى إلى تدمير 12 طائرة حربية وإلحاق خسائر بالغة بالبني التحتية.
المحلل السياسي الأميركي مارك بيري قال إن الرئيس السوري بشار الأسد حاول اختبار الإدارة الأميركية لكنها "نجحت في اجتياز الاختبار بردها السريع والعاجل".
وشدد في حديث خاص مع موقع "الحرة" على أن الضربة كانت بمثابة رسالة واضحة للأسد بأن هجماته الكيمائية "لا يمكن التسامح معها أبدا".
منتقدو الضربة الأميركية اعتبروها عائقا لجهود محاربة داعش، لكن المحلل الأميركي قال إن تلك الانتقادات في غير محلها.
وأوضح ان جهود القضاء على داعش ستبقى أولوية بالنسبة لواشنطن "من دون أن يؤثر ذلك على واجبها في حماية المدنيين من منتهكي القوانين الدولية".
ولم يستبعد بيري وقوف الأسد وراء هجمات أخرى أعقبت هجوم خان شيخون، إذا ما تم إثبات وقوعها، خاصة في ظل التعقيدات التي تشهدها الساحة السورية بوجود أكثر من لاعب، ولا سيما الروس الذين يشكلون سدا منيعا لنظام الأسد على الصعيد الداخلي وفي المحافل الدولية.
وقال بيري إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بلورة سياسة واضحة حيال الأزمة السورية وبناء تحالف قوى يشمل إقناع الروس بممارسة ضغوط على دمشق لوضع حد لقضية السلاح الكيميائي ومعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الأزمة السورية.
وقبل أيام، وتزامنا مع حلول الذكرى الأولى لهجوم خان شيخون، توعدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي على البلدة.