كريم مجدي/ خاص بـ"موقع الحرة"
يبدو أن احتفالات حزب الله بإنجازه الانتخابي وأحلامه بالحكم لن تصمد أمام تتابع أخبار العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة.
وحصل الثنائي الشيعي المكون من حزب الله وحركة أمل على 29 مقعدا، لكن يظل دور هذه الكتلة محل تساؤل مستقبلا، بعدما وضعت الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الخليج كبار قادة حزب الله على لائحة الإرهاب وفرضت عقوبات عليهم.
وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية أنها أضافت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لقائمة الإرهاب، بالإضافة إلى نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم، والمستشار السياسي للأمين العام حسين خليل، ورئيس المجلس السياسي للحزب إبراهيم أمين السيد، وعضو مجلس الشورى محمد يزبك.
لا فرق بين عسكري وسياسي
بيان وزارة الخزانة رفض التمييز بين الجناح السياسي لحزب الله وبين نشاطاته العسكرية، الأمر الذي قد يضع عقبات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة ويعيق تعاون حكومات الدول الأخرى معها.
تقول الباحثة في في معهد واشنطن حنين غدار أن العقوبات تستهدف لأول مرة الجناح السياسي للحزب وليس العسكري فقط كما في المرات السابقة، ما يعني أن النشاطين سيان عند الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج.
وأضافت غدار أن العقوبات المفروضة حزب الله مؤخرا هي رسالة إلى أنصاره في الداخل مثل التيار الوطني الحر وحركة أمل وأنصار الرئيس السوري بشار الأسد في البرلمان بأن مصالحهم باتت مهددة داخليا وخارجيا، طالما وقفوا بجانب الحزب.
وأشارت غدار إلى أن تمسك حزب الله و حركة أمل بحقيبة وزارة المالية أو تولي الوزارات السيادية، بعدما فرضت الولايات المتحدة العقوبات، سيؤزم عملية تشكيل الحكومة.
من ناحية أخرى، حذر إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق، المقرب من الرئيس ميشال عون، في تصريح لـ "موقع الحرة"، من أن العقوبات قد تؤدي إلى الإضرار بالشأن الداخلي وليس حزب الله فقط، وقد يصبح الاقتصاد وحالة الاستقرار السياسي داخل لبنان مهددين.
"تشكيل الحكومة قد يتأخر"
وقال عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد الفايد لـ "موقع الحرة"، إن تحالف 14 آذار ليس لديه اعتراض على مشاركة حزب الله في الحكومة، بدليل أنه لم يعترض سابقا على مشاركة الحزب في الحكومة المنتهية ولايتها.
وأضاف فايد لـ "موقع الحرة" أن أي محاولة لتحويل العقوبات إلى أزمة داخلية لن تحدث إلا من جانب حزب الله، خاصة أن الحزب يتعجل في تشكيل الحكومة الجديدة.
وأوضح فايد أن عملية تشكيل الحكومة اللبنانية قد تتأخر في حال مطالبة حزب الله بالرد على الدول التي فرضت العقوبات.