يبدو أن قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي أصحبت أشبه بصندوق "باندورا"؛ الذي تعصف تبعاته بمبادرات وخطط سعودية تستهدف فيها تغيير هيكل الاقتصاد.
واعترفت السعودية الجمعة أن خاشقجي توفي إثر شجار داخل قنصليتها في اسطنبول بعدما نفت على مدى أكثر من أسبوعين أي علاقة لها باختفائه.
ووسط ذلك كله، أعلنت عدة جهات عدم حضورها لمؤتمر استثماري هام في السعودية يعرف باسم "دافوس الصحراء" الذي يعد إحدى مبادرات "مستقبل الاستثمار" ضمن رؤية "السعودية 2030".
"دافوس الصحراء"
وبحسب ما كشف صندوق الاستثمارات العامة السعودية فإن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار "دافوس الصحراء" من المقرر أن ينعقد في الرياض من الفترة 23 و 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
وكان من المؤكد مشاركة أكثر من 150 متحدثا خلال الجلسات يمثلون 140 مؤسسة، فيما سيشارك فيه حوالي أربعة آلاف شخص من 90 دولة.
ويمثل المشاركون في المؤتمر حوالي 25 في المئة من الاقتصاد العالمي، وما يعادل 25 تريليون دولار.
مستقبل المبادرة والمؤتمر بات الآن على المحك، خاصة بعد إعلان العديد من المشاركين والمسؤولين والشركات مقاطعتهم للمؤتمر، بسبب قضية اختفاء خاشقجي.
لن يحضروا
وأعلن 22 مسؤولا وست مؤسسات إعلامية إلغاء مشاركتهم في المؤتمر الاقتصادي على خلفية الإعلان عن اختفاء الصحافي خاشقجي، ولكن من غير المعروف إذا ما كان اعتراف السعودية بأنه قتل سيغير هذه القرارات أم لا.
وتاليا قائمة بأسماء المقاطعين:
- وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشن.
- مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد.
- وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير.
- وزير المالية الهولندي، فوبكة هوكسترا.
- وزير التجارة البريطاني، ليام فوكس.
- مدير عام "اتش أس بي سي"، جون فلينت.
- مدير عام "كريدي سويس"، تيجاني ثيام.
- مدير عام "ماستر كارد"، أجاي بانغا.
- مدير عام "جي بي مورغان تشيز"، جايمي ديمن.
- مدير عام "بلاك روك"، لاري فينك.
- مدير عام "بلاكستون"، ستيفن شوارتزمان.
- مدير عام "ستاندرد تشارترد"، بيل وينترز.
- الرئيس التنفيذي لبورصة لندن، ديفيد شويمر.
- رئيس مصرف "بي أن بي"، جان لوميار.
- الرئيس التنفيذي لمصرف "سوسييته جنرال"، فريدريك أوديا.
- الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بيل فورد.
- مدير عام "أوبر"، دارا خوسروشاهي.
- الملياردير البريطاني مؤسس مجموعة "فيرجين"، ريتشارد برانسون.
- مديرة "ثرايف غلوبال"، أريانا هافينغتون.
- مديرة فرع "كلاود" في غوغل، ديان غرين.
- رئيس مجلس إدارة مجموعة تاليس الفرنسية، باتريس كاين.
- مدير عام "فياكوم"، بوب باكيش.
وأعلنت مجموعات إعلامية كبيرة مثل "سي أن أن" و"بلومبرغ" و"ذي إيكونوميست"، و"نيويورك تايمز"، و"سي أن بي سي" و"فايننشل تايمز"، إلغاء مشاركتها وصحافييها في طاولات مستديرة.
مقاطعة.. بين المصالح الاقتصادية وقيم الحرية
رغم إعلانات مقاطعة المؤتمر إلا أن هذا لا يعني مقاطعة الاقتصاد السعودي، فبوصلة المصالح الاقتصادية تعمل بمعزل عن القيم الأخرى.
وقال الرئيس دونالد ترامب إن إعلان السعودية توقيف عدد من المشتبه بهم في حادث وفاة الصحافي جمال خاشقجي هو "خطوة أولى كبيرة وهامة" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أسئلة لاتزال تساوره حول ما حدث.
وتابع ترامب أنه سيعمل مع الكونغرس بشأن هذه القضية مفضلا ألا تتضمن أي إجراءات مستقبلية "إلغاء مبيعات الأسلحة للمملكة".
اقرأ أيضا: دافوس في الصحراء.. عمران خان سيشارك وغولدمان ساكس تقاطع
ولكن في الوقت ذاته فإن الولايات المتحدة حريصة على عدم خسارة عقود ضخمة للتسلح تقدر بـ 110 مليارات دولار.
إلا أن الصحافي بريت ستيفنز من نيويورك تايمز يؤكد "أن الرياض تحتاج إلى الولايات المتحدة وليس العكس"، وخصوصا بعدما تقدمت واشنطن على الرياض في إنتاج الخام بفضل النفط الصخري.
وفيما أعلن مدراء شركات كبرى إلغاء زيارتهم للرياض، إلا أن بعضهم سيرسل مندوبين عنهم للمشاركة في المؤتمر، مثل مجموعة "تاليس" الفرنسية.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن بعض المصارف الكبرى التي أعلنت مقاطعتها للمؤتمر، سترسل مندوبين عنها.
اقرأ أيضا: ردود فعل عالمية بعد إعلان مقتل خاشقجي
وأشار الخبير لدى كابيتال إيكونوميكس جايسون توفي إلى أن "كثيرين سيحرصون على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الحكومة" السعودية، على غرار مجموعة "سيمنز" الألمانية التي أكدت مشاركة رئيسها في المؤتمر السعودي.