ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي يتصاعد فيها الحديث عن حقوق المرأة في السعودية أو في أي بلد عربي آخر، لكن قضية الفتاة الشابة رهف القنون أعادت إلى الواجهة أحد أبرز مطالب النساء في المملكة خلال السنوات الماضية.
القنون وصلت السبت إلى كندا بعد منحها حق اللجوء في البلد الأميركي الشمالي في أعقاب فرارها الأسبوع الماضي من السعودية في قضية استحوذت على اهتمام عالمي، وأعادت إلى الواجهة مطالبات سعوديات بإسقاط القوانين التي تفرض ولاية الرجل على المرأة الراشدة.
وكانت القنون (18 عاما) قالت إنها تعرضت لعنف أسري (نفاه والدها)، وإنها تخشي على حياتها إذا أعيدت لبلدها. وجاءت ردود الفعل في الداخل السعودي إثر تفجر القضية فطالبت ناشطات بما يرين أنه حقا مشروعا للمرأة.
وسم "أسقطوا الولاية وإلا كلنا بنهاجر" على "تويتر" تضمن آلاف التغريدات حول إسقاط نظام الولاية.
#اسقطو_الولايه_ولا_كلنا_بنهاجر لاتجبرونا ناخذ طرق ملتويه عشان نعيش اسقطو الولايه عننا عشان نعيش في بلدنا احرار
— بشاير الشهري (@smart_ybs) January 7, 2019
وتحتاج المرأة السعودية إلى موافقة من ولي الأمر في ما يتعلق بقرارات مثل الزواج والسفر والتقدم للحصول على جواز سفر وحتى العلاج الطبي والحصول على وظيفة في بعض الأحيان.
مثير للخجل مغادرة وطن لان هذا الوطن لا يحمي مواطنيه #سعوديات_نطلب_اسقاط_الولايه917 https://t.co/twjRcAY1dC
— Basel Sabbar (@SabbarBasel) January 12, 2019
الحديث عن إسقاط الولاية كان قد عاد إلى المشهد في 2017 بعد السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، وسط تفاؤل باتجاه المملكة الخليجية المحافظة نحو الانفتاح مع تفعيل إصلاحات اجتماعية واقتصادية.
#سعوديات_نطلب_اسقاط_الولايه917 لماذا للآن لم تسقطو الولايه والوصايه عن المرأة راشده الحرة لكي تتمكن من سفر كشخص مستقل وراشد وحر لماذا يكون مرجعها لشخص هوة نفسه اضرها!لماذا لايوجد حتى حريه تنقل سكن عمل زواج كلها بيد اشخاص غير المرأة نفسها،كما حدٍ سواءفقط عشنا كلام عكس واقع تماما.
— 🇸🇦 🍃القوس (@Qwq0cYmS3LjwCiu) January 12, 2019
ويبدو أن هذا قاد إلى بعض التفاؤل بشأن إسقاط نظام الولاية. فها هي المدونة السعودية المعنية بشؤون المرأة أمل الشامخ تقول إن "إسقاط الولاية قادم".
وتتوقع الشامخ في حديث لـ "موقع الحرة" ألا تؤثر قضية رهف القنون على قرار سياسي ترتقبه بإسقاط ولاية الرجل على المرأة، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية السعودية لم تعلق بشكل علني على الجدل حول القنون التي هربت إلى تايلاند أولا قبل أن تلجأ في كندا.
وتضيف أن "المملكة ماضية في إصلاحاتها ولن تتوقف".
ويشير المؤيدون لنظام الولاية إلى أنه يحافظ على العادات والتقاليد المحافظة للمملكة، وهو ما قد يتفق فيهم بعض مؤيدي الإصلاحات.
4- إسقاط الولاية أعارضُ بشدة وقوة كل من يطالب بهذا الطلب فلا يقفُ خلفهُ أناسٌ عاقلين وراشدين بل سفهاءٌ وجهلاءٌ ولا يدركوا ولا ويعرفوا شيء إسقاط الولايه ليس كما يصورهُ البعض انه سرُّ التقدم والنجاح بلِ المقصود من هذا كله أن تحصدُ الفتاةُ ما تشاءُ من أفعالٍ دون رقيبٍ أو حسيب
— سطام بن خالد ال سعود (@sattam_al_saud) January 9, 2019
وتقول سينزيا بيانكو، كبيرة المحللين في مركز "غالف ستيت أناليتكس" للاستشارات الجيوسياسية، لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "هذا التغيير بمقدوره قلب الحياة الاجتماعية بالكامل في المملكة".