تعدت الانتهاكات بحق مسلمي الصين حدود احتجازهم تعسفيا في معسكرات جماعية،حيث وصلت حد إرغامهم على ممارسات تخالف معتقداتهم الدينية.
فقد أفادت تقارير صحفية بأن السلطات الصينية أرغمت مسلمي الأويغور بإقليم شينجيانغ (شمال غرب) على شرب الخمر، وتناول لحم الخنزير خلال عطلة رأس السنة الصينية التي صادفت الخامس من شباط/فبراير.
وقال سكان من قومية الأويغور بمحافظة إيلي قازاخستان لراديو "فري آسيا" إن المسؤولين بالمنطقة "هددوهم" بإرسالهم إلى معسكرات "إعادة تثقيف" إذا رفضوا المشاركة في احتفالات السنة القمرية.
وقال مواطن من أقلية الكازاخ بمقاطعة التاي كينجي الصنيية إن محاولات جعل المسلمين يأكلون لحم الخنزير بدأت في أواخر العام الماضي.
وقالت أخرى تدعى كيساي لراديو "فري آسيا" إن "المسلمين أمثالنا، الأويغور والهوي والكازاخ، لا يفعلون ذلك".
وأضافت "إذا لم نقم بتعليق الشعارات أو الفوانيس( أمام منازلنا) فإنهم يصفوننا بذوي بوجهين، ويرسلوننا إلى معسكرات إعادة تثقيف".
وحسب التقرير، فإن "ذوي الوجهين" نعت يستخدمه المسؤولون الصينيون لاستهداف الأويغور وغيرهم من الأقليات العرقية التي ترفض أو تحتج على المشاركة في المناسبات الصينية.
ومن أشكال استهداف الأويغور، الحبس الجماعي لأفراد هذه الأقليات، وإرغام أطفالهم على التحدث بلغة الماندرين، وتبني برامج الحزب الشيوعي.
ورفض رئيس قرية من مقاطعة تشينغي الصينية التعليق على التقرير ، لكنه أكد أن الكازاخيين" لا يحتفلون بأعياد الربيع، لديهم مهرجان خاص في 22 آذار/مارس."
وقال ديلكسات راكسيت، المتحدث باسم مؤتمر الأويغور العالمي إن منظمته تلقت أيضا تقارير مماثلة بشأن معاملة أسر الأويغور في تشينجيانغ "وفقا لمعلوماتنا، فإن الحكومة الصينية تزيد من حملتها لاستيعاب الأويغور في ثقافة هان الصينية".
وأضاف "إنهم يجبرون الأويغور على شرب الكحول، لإظهار أنهم لا يشاركون في المعتقدات الدينية المتطرفة، ويحترمون الثقافة الصينية التقليدية".
وقد أثارت الاعتقالات الجماعية للأويغور في إقليم تشنجيانغ ردود فعل دولية واسعة خاصة من جانب الولايات المتحدة التي دعا مشرعوها إلى فرض عقوبات على الصين على خلفية انتهاك حقوق الأويغور والأقليات الأخرى.
وبينما نفت بكين في بادئ الأمر وجود معسكرات "إعادة التأهيل" هذه ، قال مسؤول حكومي لاحقا إن "المرافق عبارة عن أداة فعالة لحماية البلاد من الإرهاب وتوفير التدريب المهني للأويغور".
إلا أن التقارير التي أوردها راديو "فري آسيا" ومنظمات إعلامية أخرى، أظهرت أن المحتجزين معتقلون ضد إرادتهم، ويخضعون للتلقين السياسي والمعاملة القاسية على أيدي المشرفين عليهم، ويتناولون أطعمة سيئة في ظل ظروف غير صحية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال سكوت باسبي ، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، إن "هناك 800 ألف شخص على الأقل وربما أكثر من مليون من الأويغور محتجزين في معسكرات إعادة تثقيف في إقليم تشنيجيانغ من دون أي تهم".
المشرعان الأميركيان ماركو روبيو وكريس سميث، اللذان يرأسان اللجنة التنفيذية للجنة الكونغرس حول الصين، وصفا مؤخرا الوضع في تشنيجيانغ بأنه "أكبر احتجاز جماعي لأقلية من سكان العالم".