عراقيون يشيعون أشخاصا قتلوا بعد اختطافهم في منطقة النخيب أثناء جمعهم الكمأة
عراقيون يشيعون أشخاصا قتلوا بعد اختطافهم في منطقة النخيب أثناء جمعهم الكمأة

تصاعدت عمليات خطف وقتل المدنيين الباحثين عن جني الكمأة في المناطق الصحراوية القريبة من محافظتي الأنبار وصلاح الدين في العراق.

وتشير أصابع الاتهام لتنظيم داعش الذي بدأ ينشط مؤخرا في تلك المناطق ويحاول زعزعة الأمن ولفت الانتباه، وفقا لمسؤولين أمنيين عراقيين.

وسجلت أولى حالات الخطف والقتل نهاية كانون الثاني/يناير الماضي بعدما قتل التنظيم ثلاثة مدنيين من قضاء حديثة شمال الأنبار، عقب اختطافهم من المناطق الصحراوية القريبة أثناء قيامهم بجني الكمأة.

الشهر الدموي

وشهد شهر شباط/فبراير الجاري حالات مشابهة بدأت في منطقة جبال مكحول شمال صلاح الدين، بعدما ذكرت مصادر أمنية متطابقة أن عناصر في التنظيم قتلوا ثلاثة أشقاء بعد اختطافهم في وقت سابق أثناء بحثهم عن الكمأة.

وفي 18 من شهر شباط/فبراير اختطف 12 شخصا من منطقة صحراوية نائية غرب قضاء النخيب على الحدود بين محافظتي الأنبار وكربلاء وفقا لخلية الإعلام الحربي.

​​وذكرت وسائل إعلام محلية أن ستة منهم قتلوا ويعتقد أنهم من محافظة النجف وعثر على جثثهم في إحدى مدن محافظة الأنبار.

كما أكد مصدر أمني للحرة أن تنظيم داعش أطلق سراح خمسة مختطفين من أبناء مدينة حديثة غرب الرمادي، كان التنظيم قد اختطفهم قبل أسبوعين أثناء بحثهم عن الكمأة.

​​​تشديد إجراءات الأمن

وفي رد فعل على عمليات القتل والخطف قالت وزارة الدفاع العراقية إن قوات قيادة عمليات الجزيرة والبادية دمرت السبت مواقع "يختبئ فيها إرهابيون يختطفون ويقتلون المواطنين الذين يبحثون عن الكمأة".

وشملت هذه التحركات، التي شاركت فيها قوات الحشد العشائري، "صحراء المدهم ومنطقة أم الوز ومنطقة H1 ووادي حوران" وجميعها في الأنبار.

​​كما تم قتل اثنين من عناصر داعش أحدهما يلقب "ذئب مكحول" خلال ضربة جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي على أنفاق في جبال مكحول غرب قرية المسحك حسب الاستخبارات العسكرية العراقية.

وأشارت في بيان إلى أن "ذئب مكحول" هو أحد الذين قتلوا الأشقاء الثلاثة الذين كانوا يجمعون الكمأة قبل عدة أيام.

تسلل المئات من سوريا

وكانت وكالة أنباء أسوشيتد برس ذكرت في تقرير لها الجمعة أن نحو ألف مقاتل من تنظيم داعش تسللوا عبر الحدود من سوريا إلى العراق في الأشهر الستة الماضية.

​​ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين وعراقيين قولهم إن هؤلاء شكلوا خلايا تنشط في أربع محافظات في شمال العراق وتقوم بعمليات خطف واغتيالات ونصب كمائن على جوانب الطريق بهدف ترهيب السكان المحليين وابتزازهم.

​وتأتي تحركات تنظيم داعش بالتزامن مع قرب طرده من معقله الأخير في سوريا، حيث تحاصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، المتشددين في باغوز، وهي قرية في أقصى شرق سوريا على الحدود مع العراق.