تبدأ الولايات المتحدة الاثنين إجراءات رفع الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من الصين.
وبدأ سريان فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على البضائع الصينية بنسبة 25 في المئة، بما يشمل 47 في المئة من الواردات.
وأخضعت أميركا أكثر من 250 مليار دولار من الواردات الصينية للرسوم الجمركية، فيما أمر الرئيس دونالد ترامب بإطلاق إجراءات تتيح فرض رسوم جمركية على بقية الواردات الصينية وقيمتها 300 مليار دولار.
ولم تؤد جولة محادثات أميركية صينية الأسبوع الماضي إلى اتفاق، ومن المقرر أن تتواصل هذه المحادثات إلى أجل غير محدد.
وحذر الرئيس دونالد ترامب الاثنين الصين من "الرد" على الرسوم الجمركية الأميركية، معتبرا أن تصعيدا إضافيا في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن "سيزيد الأمور سوءا".
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر أن "الصين استفادت من الولايات المتحدة لسنوات طويلة حتى تقدموا علينا رؤساؤنا لم يقوموا بعملهم. لذلك يجب على الصين ألا ترد ذلك سيزيد الأمور سوءا".
..There will be nobody left in China to do business with. Very bad for China, very good for USA! But China has taken so advantage of the U.S. for so many years, that they are way ahead (Our Presidents did not do the job). Therefore, China should not retaliate-will only get worse!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 13, 2019
وكان ترامب حض في تغريدة سابقة، المصنعين الأميركيين على الإنتاج في الولايات المتحدة بدلا من استيراد البضائع الصينية، تجنبا لدفع رسوم جمركية باهظة، وقال "ما هي الطريقة السهلة لتفادي الرسوم الجمركية؟ اصنعوا وأنتجوا البضائع والسلع في الولايات المتحدة. الأمر بسيط جدا!".
وتكشف بيانات مكتب الإحصاء الأميركي أن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح الصين، إذ بلغت الواردات الأميركية من الصين خلال الربع الأول من العام 2019 نحو 106 مليارات دولار، فيما بلغت قيمة الصادرات الأميركية للصين بحدود 26 مليار دولار.
وبلغت قيمة الواردات الأميركية من الصين نحو 540 مليار دولار في 2018، أي أن الولايات المتحدة تستورد بضائع بما قيمته 1.5 مليار دولار يوميا من الصين، فيما كانت الصادرات الأميركية للصين أكثر من 120 مليار دولار وبنحو بضائع قيمتها 330 مليون دولار سنويا.
وتظهر الأرقام أن قيمة البضائع الصينية التي دخلت الولايات المتحدة منذ عام 2000 وحتى الآن تبلغ قيمتها 6.2 تريليون دولار، مقابل 1.5 تريليون دولار بضائع أميركية دخلت الصين.
وبدأ ميل الميزان التجاري لصالح الصين منذ عام 1986، في حين أنه كان شبه متعادل في عام 1985 حيث كانت الواردات الأميركية من البضائع الصينية تعادل 3.8 مليار دولار.
وتتركز الواردات الأميركية من الصين في أجهزة الحاسوب والإلكترونيات والكهربائيات، إذ استوردت بنحو 236 مليار دولار في 2018.
تليها استيراد معدات التصنيع بما قيمته 44 مليار دولار، ومنتجات بلاستيكية وجلود بما قيمته 40 مليار دولار، وآليات بـ 39 مليار دولار، وملابس بـ 30 مليار دولار، ومعاد مصنعة بـ 27 مليار دولار.
كما تستورد أميركا من الصين مفروشات بـ 26 مليار دولار، ومنتجات مواد كيميائية بـ 21 مليار دولار.
الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب تحتسب على المستوردين الأميركيين للبضائع الصينية وليس على المصدر الصيني، وتدخل قيمتها ضمن أسعار البيع الخاصة بهم، الأمر الذي يجعل الطبقة الوسطى الأميركية أمام خطر دفع أثمان أعلى مقابل السلع.
ويتوقع أن ترفع الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع الصينية إنفاق العائلة الأميركية بـ 767 دولار سنويا، وفقا لدراسة أعدتها شركة الاستشارات الاقتصادية "تريد بارتنرشيب".
وتشير الدراسة التي أعدها اقتصاديون أميركيون إلى أن الدولار الأميركي سيخسر 0.37 في المئة من قيمته من الناتج المحلي الإجمالي، فيما ستخسر الولايات المختلة نحو 935 ألف وظيفة.
ووضعت الدراسة عدة سيناريوهات للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تتضمن رسوما جمركية عقابية على البضائع من كلا الطرفين.
وتتوقع الدراسة أنه في حال فرضت الولايات المتحدة رسوما عقابية على جميع الواردات الصينية بنسبة 25 في المئة فإن العائلة الأميركية ستتكبد نحو 2294 دولار سنويا، فيما سيخسر الدولار الأميركي 1.01 في المئة من قيمته من الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن خسارة الاقتصاد 2.1 مليون وظيفة.