تسابق المكسيك الزمن لتجنب عقوبات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي توعدها بها إذا لم تعمل على الحد من تدفق مهاجرين يعبرون يوميا إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر ترابها.
ترامب الذي هدد برفع التعرفات الجمركية على المنتجات المكسيكية، عاد وغرّد مبشرا بالتوصل إلى اتفاق مع الجانب المكسيكي يغني الطرفين حربا تجارية، لكنه أمهل الرئيس المكسيكي أياما فقط للبدء في سياسة جديدة تجاه المهاجرين.
بعبارة "لن ندخل في حرب تجارية مع أميركا"، أفصح الرئيس المكسيكي أمدريس مانويل لوباز عن خطته الإقليمية للحد من الهجرة غير الشرعية والتي تقوم أساسا على خلق فرص عمل للشباب، ومحاربة العصابات التي تسهل نقل الأشخاص والممنوعات كذلك.
"الترغيب.. والترهيب"
كانت سياسة مانويل لوباز المنتخب نهاية 2018 تقوم على بسط يد المساعدة للمهاجرين غير الشرعيين، إلا أنه قرر نشر ستة آلاف من عناصر الحرس الوطني على الحدود مع غواتيمالا لمنع تدفق المزيد منهم للولايات المتحدة الأميركية، نزولا عند طلب ترامب.
لوباز قال إن "تلك القوات ستنتشر الإثنين لمواجهة الجريمة العابرة للحدود التي تؤطرها عصابات خطيرة".
من خلال خطته، يحاول لوباز، مساعدة المهاجرين على إيجاد فرص عمل، لكن ومن جهة أخرى يريد الضرب بيد من حديد كل "من تسوّل له نفسه القيام بعمل مناف للاتفاق مع الجانب الأميركي" على حد وصف صحيفة إسبانية.
الخطوة الأولى التي قام بها لوباز ناحية المهاجرين، هي توقيعه اتفاقا في مدينة تاباشولا على الحدود مع غواتيمالا مع الرئيس السلفادوري يقضي بإطلاق برنامج لغرس أشجار على مساحة 50 ألف هكتار من أراضي السلفادور بتكلفة تبلغ 30 مليون دولار تتكفل بها المكسيك.
وبحسب الاتفاق يمكن للمشروع أن يوفر أكثر من 20 ألف وظيفة في السلفادور.
أما في المكسيك، فيمكن أن تصل المسافة التي من المقرر أن يتم غرس الأشجار فيها إلى مليون هكتار، وهو ما يمكن أن يخلق أربعمئة ألف وظيفة "من الآن إلى نهاية السنة" يؤكد لوباز في حديث للصحافة.
وسائل إعلام مكسيكية أكدت أن هذه الخطوة تعد الأولى من سلسلة من الخطوات التي ترمي إلى مساعدة دول الجوار في التكفل بانشغالات مواطنيها لحملهم عل التخلي عن فكرة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ويسعى المشروع ذاته إلى خلق فرص استثمار حقيقية في قطاعات مثل الطاقة والبيئة والخدمات.
الرئيس المكسيكي قال إنه يتمنى أن يتشارك الجميع في هذا المسعى ليتمكن بدوره من مساعدة هندوراس وغواتيمالا إضافة إلى السلفادور.
"يجب أن نحارب الفقر وغياب الأمن، حتى تصبح الهجرة خيارا لا أمرا إجباريا" يوكد الرئيس المكسيكي.